المغربية المستقلة :عبد الرزاق كارون
تحل اليوم الذكرى 27 لوفاة الفقيد المناضل الوطني عبد الرحيم بوعبيد يوم 8 يناير 1992 الكاتب الأول السابق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية و أحد موقعي وثيقة المطالبة بالاستقلال. والذي أعطى وهجا لحزب المهدي وعمر الحزب الذي ناضل من اجله ضد كل اشكال التمييز الطبقي ،الأستاذ عبد الرحيم بوعبيد وزير الاقتصاد والمالية في حكومة المرحوم عبد الله إبراهيم الذي كان له بصمة في وظع اللبناة الاساسية للاقتصاد الوطني المغربي في وقت مازال المغرب يؤتث مستقبله بعد احرازه على الاستقلال من طرف المستعمر الفرنسي،كان لعبد الرحيم بوعبيد دورا أساسيا في وضع اللبناة الأساسية لاول وحدة صناعية للمكتب الشريف للفوسفاط ،اما في المجال السياسي فقد عان المرحوم عبد الرحيم بوعبيد من عدة مضايقات من طرف السلطات في ظل الأوضاع الأمنية التي كان عليها المغرب بعد المحاولتين الانقلابتين ضد المرحوم الملك الحسن الثاني والتهم الموجه ضد القادة الاتحاديين وبعظ الضباط العسكريين والمحاكمات الشهيرة ،لكن العلاقة المثينة التي كانت تجمع الفقيد عبد الرحيم بوعبيد والقصر وخصوصا المرحوم الحسن الثاني رغم بعظ الاضطرابات فقد كان محط احترام وتقدير من طرف الجميع وحتى الخصوم وقد كان الملك الحسن الثاني يظعه في مفكرته باستشارته في كل القضايا الشائكة وخصوصا فيما يتعلق بالقضية الوطنية الكبرى الصحراء المغربية ،وعندما أحسن الفقيد عبد الرحيم بوعبيد بتدهور صحته وقلبه على الحزب وحب الوطن أصدر وصيته الشهيرة لاصدقائه من اجل اكمال المسيرة النضالية من اجل الحرية والكرامة.
في ما يلي تقديم لوصيته التاريخية المؤثرة :
إخواني أخواتي
إني لجد معتز لما وجدته لديكم من تعاطف ومن تتبع لحالتي الصحية، وهذا من العوامل التي تجعلني شخصيا وبشريا وإنسانيا أشعر بقوة معنويتي
أقول بهذا الاعتزاز، الاعتزاز الذي يزيد من معنويتي لمقاومة الداء الذي أراد الله أن أصاب به
لذلك، الإخوان الذين كانت لي الفرصة للقاء بهم أو الإخوان الذين سألوا عني، وتعففوا في ما يرجع لزيارتي مباشرة إليهم وإلى جميع المناضلين في الاتحاد الاشتراكي، كانوا في القواعد أو كانوا في قيادة الحزب، أقدم تشكراتي واعتزازي بهذا الالتفات الأخوي الذي يجعل أننا حزبا ليس كالأحزاب، ولكنه حزب كعائلة واحدة، عائلة واحدة تمتد الى عائلات أخرى تتجدد وتتوسع دائرتها
وأنا على يقين بأن المهام التي رسمناها لأنفسنا إما في الدفاع عن حوزة بلادنا أو في عمل الإصلاح الجذري ما يحتاج إلى الإصلاح الجذري وما يمكن إصلاحه جذريا في بلادنا.
إن هذه المهام هي قدرنا لتكون الديمقراطية ومبادئها دائما نصب أعين المناضلين صباح مساء، حتى تفرض مبادىء الديمقراطية وحقوق الإنسان
أنتم تعلمون وكلنا يجب أن نعلم، إن الاضطلاع بهذه المهام يتطلب منا الصبر، لأن الأمر ليس سهلا، كما يتصور البعض، بل يحتاج كفاحنا إلى مزيد من التبصر وبعد النظر، وإلى شعور دائم بأن لنا في هذه البلاد رسالة نريد أن نؤديها على أحسن وجه وأن نمهد الطريق للأجيال الصاعدة
إخواني، أخواتي: تعرفون جميعا أن الظروف الدولية والعربية والاسلامية انقلبت رأسا على عقب، ولا تفيدنا الأخبار وحدها، فمن السهل أن يقول البعض إن التاريخ قال كلمته وانتهى الأمر، ولكني أعتقد أن التاريخ قال كلمته في مرحلة من المراحل، وسيظل يقول كلمته في مراحل متوالية من الوجود البشري
ومهمتنا تقتضي منا الشعور بخطورة واجبنا نحو هذا الشعب وبقداسة رسالتنا التاريخية التي لا تنحصر في المغرب وشعب المغرب، الشعب الذي ما انفك يطور نظرته إلى الأشياء منذ حصولنا على الاستقلال، وهذا التطور سيزيد في المستقبل، بل ان رسالتنا يمتد مداها إلى كل المغرب العربي وكل الوطن العربي والعالم الاسلامي
فالمواجهات بدأت ولن تتوقف وقد تبقى معطيات الصراع على ما كانت عليه وقد تكتسي أشكالا أخرى ويبقى المهم أن لنا رصيدا يؤهلنا إلى تجديد النظرة الى العالم المحيط بنا ونظرتنا إلى علاقتنا مع العالم
لذلك أيها الإخوة، هذه المهمة الشريفة التي أخذنا على عاتقنا إلا أن نقوم بها، خدمة للبلاد، خدمة للحقيقة، خدمة للإنسانية والديمقراطية، خدمة للعدالة الاجتماعية
هذه المهمة التي امتحننا جميعنا سواء في القواعد أو في القيادة من أجلهاهذه المهمة مازالت على عاتقنا ولابد لنا من أن نخوض المعركة ونخوض المعركة، معركة المستقبل، يعني معركة الأمل في انتصار الشعب في النهاية
لذلك إخواني، أخواتي، كنت معكم أو قدرت الظروف ألا أكون معكم فإننا نشعر جميعا باطمئنان على أن ما أسديناه من أجل الوطن ليس هو الكمال، ولكن أن الذي أسديناه خرج من صميم الفؤاد، طاهرا، نقيا، يريد خدمة الشعب والأمة والمصلحة العامة
أريد أن تبقى هذه المهام دائما نصب أعيننا ولنا في جدول أعمال اليوم ما يكفي للعمل على السير في الطريق الذي رسمه إخوتنا في مسيرة النضال التي لا تتوقف أبدا، وهذا هو قدرنا في هذا الحزب
ومرة أخرى أشكركم، وأتمنى أن نبقى مدى الحياة على العهد، وسنبقى كذلك والسلام عليكم.
رحم الله الفقيد الوطني الاستاذ عبد الرحيم بوعبيد وعلى جل الاسرة الاتحادية لم الصفوف وتوحيد الآراء خدمة لحزب الإتحاد الإشتراكي حزب الجماهير الشعبية