خنيفرة :
المغربية المستقلة : محمد بوفظيحي

لا يبعد عن تيتريت إلا ببضعة أمتار ، مشروع ضخم سوف يكلف ما يناهز 3 مليار سنتيم، بناء محطة بنزين تابع لشركة بيترومين ، وبمواصفات عالمية ، مسابح مغطاة للرجال والنساء ، وبناء مسجد للمصلين ، ومطاعم متنوعة ، مساحات خضراء ، ومقاهي ..و حسب ما يروج داخل الأوساط الخنيفرية فإن المشروع قد يكون متنفسا للساكنة الخنيفرية ، التي تتوفر على إمكانيات مادية لبلوغ المكان أولا، ثم مصاريف الأداء ثانيا، مشروع قد يتفوق على فضاء تيتريت مستقبلا والذي أنشئ خصيصا، لعلية القوم ، مشروع قد يضع الفضاء الجديد متنفسا لساكنة تئن تحت وطأة الفقر والعوز . إذا ما فطن اصحابه إلى الجانب الخيري والإنساني .


فبمجرد المرور بالطريق المؤدية إلى مدينة مكناس أو القدوم منها قد يظهر بجلاء البدء في أشغال هذا المشروع الضخم الذي يقام بمدخل مدينة خنيفرة، من اقتلاع لأشجار الجنبات التي تم الترخيص بقطعها من طرف مصالح التجهيز واللوجيستيك ، وكذا تهيئ الأرضية ، بهدف إظهار المركب السياحي للمارة والذي يعتبر محطة وباحة للإستراحة ، للمسافرين ، والزائرين .
غير أن المواطن الخنيفري لازال يتساءل عن مدى استفادة الخنيفريين من بسطاء الساكنة من هذه المشاريع ، وهل مبلغ الأداء ببعض المرافق سوف يكون بمستطاع الدراويش أم أن المبلغ يكون مكلفا ولن يكون بمقدور الأسر المعوزة اداؤه. على غرار المركبين تيتريت و العناقي .
هنا يطرح أكثر من تساؤل هل المشاريع الضخمة التي يتم بناؤها بمداخل مدينة خنيفرة تستجيب للحاجيات وتراعي الجانب الإيكولوجي والإجتماعي بخنيفرة ؟ وهل سوف يأخذ الأشخاص الذاتيين أصحاب المشاريع بعين الآعتبار هشاشة الوضع الإجتماعي للساكنة ، واعتماد جوانب تراعي حماية نهر أم الربيع ومجاري الوديان بأروكو وعين ام الربيع ، من التلوث؟ هل هي مشاريع تخضع لمطالب الساكنة المحلية وهل لها الإمكانيات المادية للولوج إلى هذه البنايات الضخمة ؟ أم هي مشاريع في ملك الطبقات البورجوازية تهدف إلى الربح الخاص دون الأخذ بعين الإعتبار مدى وقعها على الساكنة المحلية.
والى حين نهاية هذه المشاريع ، التي غالبا ما سوف تعجز عن تشغيل اليد العاملة الخنيفرية ، والإستفادة منها من الناحية الإجتماعية ، يبقى المواطن الخنيفري يتساءل عن مدى جدوى هذه المشاريع التي تهدف إلى ضخ المزيد من الملايير في جيوب أصحابها لتعتمد الدولة على نهج الطبقية في انتقاء المشاريع الفلاحية والسياحية بالإقليم .