المغربية المستقلة : عبد العزيز المولوع

يشكل النسج بالصوف الطبيعي نشاطا مهما بإقليم خنيفرة، المنطقة الجبلية، حيث تبرز النساء نموذجا في الكدح والإيثار.
وتعتبر زهرة عفان مثالا ملموسا لرائدة تحشد طاقتها لخدمة المجتمع ولتلبية الاحتياجات المتزايدة لأسرتها، مبرزة بذلك الدور الحيوي للمرأة القروية.
فمنذ سنة2016 تاريخ إحداث تعاونية الصناعة التقليدية «أولمان» التي تترأسها لا تدخر السيدة عفان في عقدها الخامس جهدا لتحسين مردودية وحدة إنتاجها عبر استخدام الوسائل التقليدية كمشط نسج الصوف.
وقد نقلت السيدة عفان، العضو النشيطة في تعاونية اولمان ، أسرار المهنة منذ سن مبكرة، كما تقول، «بدأت في سن مبكرة من عمري العمل كحائكة صوف لمساعدة عائلتي الكبيرة التي تعيش في منطقة جبلية حيث يسجل المحرار درجات قصوى صيفا وشتاء « .
وتابعت متحدثة عن شجاعة المرأة القروية وتضحياتها ومثابرتها في القيام بنشاط شاق للمساهمة في المجهود الجماعي لإطعام وتربية الأطفال، مضيفة «في ظل الخصوصيات الخاصة بالعالم القروي، فإن المرأة في حاجة ماسة لضمان استقلاليتها لتجنب الاعتماد على الآخرين «.
و»انطلاقا من هذا المنظور، تضيف ، تواصل تعاونيتنا، التي أحدثت بدوار تيمدغاس بالجماعة الترابية لتيغسالين، العمل بنشاط لتعزيز الاستقلالية المالية لأعضاء التعاونية، التي تضم 14عضوا، من بينهم شابات مقبلات على الزواج و متزوجات ».
وواصلت القول «إن قراءة دقيقة وموضوعية لهذه المؤشرات السوسيو – اقتصادية تبرر ضرورة توفير أنشطة مدرة للدخل لفائدة المرأة من أجل مجتمع قوي ومتضامن»، مضيفة « أن المناطق الجبلية عرفت منذ زمن بعيد بأنشطة النسيج والتطريز بالصوف، وهي الأنشطة التي تطورت مع مرور الوقت بفضل تربية المواشي التي يمارسها الرحل».
وتشكل الأنشطة المدرة الدخل أفضل وسيلة لمكافحة البطالة، وكذا تمكين المرأة، وبالتالي تعزيز قدرة اقتصاد جهة بني ملال خنيفرة على الصمود.
وعلى الرغم من الاهتمام الواضح بالمساهمة الاقتصادية للنساجين، فإن العديد من الصعوبات تحول دون تطور هذا النشاط، وهذا المعطى يدعوجميع الأطراف المعنية لتقديم الحلول المناسبة بما أن الهدف هو مكافحة الفقر والبطالة في صفوف الشباب واستقرار الساكنة.
ومن بين هذه الصعوبات، تذكر رئيسة تعاونية «أولمان» ضعف القنوات التسويقية للمنتجات المحلية، وصغر حجم ورشات الإنتاج والولوج للتمويل لاقتناء المعدات الحديثة».
من جهتها وفي معرض حديثها ، أكدت فتيحة الناصري امينة مال التعاونية أن سر نجاح تكثل وتنظيم النسوة يكمن في المثابرة والصبر ما يعطيها قوة دفع لتقديم زرابي عالية الجودة للزبناء، وهي ثقافة تعزز روح نكران الذات والحب في التطور، قائلة « إن هدفنا هو المساهمة فى تغيير الصورة المختزلة للمرأة القروية، التى غالبا ما ينظر إليها كعبء على الأسرة»، لتخلص الى أنها ترغب في أن تشارك تجربتها مع الآخرين.
وعبّرت عن أمل التعاونية في تدخل الجهات المسؤولة عن قطاع الصناعة التقليدية، والالتفات إلى تجربة تعاونية اولمان ، من خلال توفير قدر من الإمكانيات التي تساعدها على مواصلة مسارها في هذا المجال ، وقالت أن “العاملات في التعاونية اللواتي اخترن التنظيم عززن نشاط الزربية بتهييء الكسكس وهو تحدي يفرض هو الاخر فضاءا يليق بالانتاج ويتطلب الدعم المالي للتلفيف والتعليب والتسويق مضيفة انهن قادرات على جعل الزربية المحلية الزيانية تنافس العالمية إذا توفرت المتطلبات”.
وفي الاخير اكدت أن ما تقوم به تعاونية اولمان”مبادرة ضمن العديد من المبادرات التي تجد صعوبة في التعريف بها، ومن الواجب احتضانها ومساعدة أصحابها، وتشجيعهن، وتذليل الصعوبات أمامهن، وتمكينهن من المشاركة في المعارض الوطنية والدولية، وولوج الأسواق الخارجية، من أجل تقريب منتوجاتهن القيمة من المهتمين بها بهدف تسويقها بالشكل المطلوب”
