المغربية المستقلة :
وجهت حركة “صحراويون من أجل السلام”، المُنشقة عن جبهة البوليساريو الانفصالية، رسالة مفتوحة إلى الدولة الجزائرية تطالبها فيها بالضغط على البوليساريو من أجل التخلص من خطابها الراديكالي، وفتح نقاش جدي لإيجاد حل للأزمة الحالية التي تشهدها مخيمات تندوف والبحث عن حل تفاوضي للنزاع حول الصحراء .
كما دعت الحركةُ سلطات هذا البلد المغاربي إلى “إصدار تعليمات للجيش بتجنب التجاوزات واستخدام الأسلحة النارية في ظروف مماثلة لما حدث أواخر الشهر الماضي، عقب هجوم جوي شنه الجيش الجزائري بالقرب من مخيم الداخلة للاجئين الصحراويين”، وهو الهجوم الذي أسفر، حسب ما أفادت به مصادر هسبريس، عن مقتل أكثر من عشرة أشخاص، منهم حاملون للجنسيتين الجزائرية والمالية.
واستهلت الحركة رسالتها بالتذكير بالوضع البئيس الذي يعيشه شباب مخيمات تندوف، ومنه فقدانُ العديد منهم حياتهم في أعقاب الهجوم سالف الذكر، مؤكدة أن “هؤلاء الشباب اليائسين كانوا بسبب الظروف المعيشية الصعبة، بما في ذلك البطالة واحتياجات أسرهم، يبحثون عن الذهب باستخدام وسائل بدائية”، مسجلة في الوقت ذاته أنها “ليست المرة الأولى التي يقتل فيها شباب صحراويون في المنطقة برصاص الدوريات الجزائرية”. وذكرت الرسالة أن “هذه الأحداث تسلط الضوء على حالة اليأس التي تسود الشباب في مخيمات اللاجئين الذين أرهقهم نقص العمل والفقر، حيث يتزايد الاستياء في أوساطهم ويصبح الوضع في مخيمات اللاجئين غير محتمل بشكل متزايد”، مؤكدة أنه من الضروري البحث عن بدائل وحلول قابلة للتطبيق في أقرب وقت ممكن لتجنب المزيد من المآسي على صعيد آخر، دعت “صحراويون من أجل السلام” الجزائرَ إلى “استخدام كل نفوذها وقوتها لإقناع قيادة البوليساريو المتعنتة بفتح نقاش داخلي حقيقي وصادق إذا ما أريد وضع نهاية قاطعة للأزمة الحالية، إذ لم يعد من الممكن مطالبة الصحراويين بمزيد من التضحيات وإراقة الدماء والعقوبات والألم والصبر، ولا يمكن للجزائر أن تفعل أكثر مما فعلته من أجل الصحراويين لأكثر من نصف قرن” وسجلت أن “تعنت قيادة البوليساريو ورفضها للتجديد والتغييرات الضرورية، فضلا عن قراراتها المتهورة واستراتيجياتها المتسرعة والخاطئة وتعسفها في استعمال السلطة واحتقار الحريات والأصوات الناقدة، قد بددت تماما كل إنجازات خمسين سنة من المقاومة والتضحية بدعم الجزائر غير المشروط”، بتعبير الرسالة ذاتها، التي أضافت أنه “يجب على القادة الجدد للجزائر أن يأخذوا بعين الاعتبار، من وجهة نظر عالمية وموضوعية، أن معظم الصحراويين لا يشعرون بالفعل أن البوليساريو تمثلهم وأن نسبة عالية من مناضليهم قد غادروا صفوفهم، لأنهم لم يعودوا يؤمنون بإنشاء جمهورية مستقلة في ظل هذا النظام” وأضاف المصدر ذاته: “اليوم، وبدلا من الثقة والإيمان بقيادة البوليساريو ومشروعها، فإن ما يعيق سكان مخيمات اللاجئين في تندوف هو الاعتماد المطلق على المساعدات الإنسانية موردا في هذا الصدد أن “التهديد الوشيك بحدوث تدافع بشري وشيك للفرار من هذا الجحيم، هو احتمال حقيقي للغاية” وشددت الحركة التي انشقت عن الجبهة الانفصالية على أن الجزائر “إذا كان ما يهمها حقا معاناة الشعب الصحراوي كما قال وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف في 25 مايو الماضي فإن ما يجب عليها فعله دون تأخير، هو إقناع قادة البوليساريو القدامى بأن الزمن قد تغير وأن حروب العصابات والثورات المسلحة، وكذلك نظام الحزب والعقلية الأحادية، أصبحت من الماضي”، مضيفة أن “الأساليب القمعية لإسكات السخط واسع النطاق والمعارضة والآراء الناقدة أو المتباينة، أثبت عدم جدواها ونتائجها العكسية” وخلصت الرسالة إلى أن “حوار المجتمع الصحراوي بأكمله، هو حوار أوسع بكثير وأكثر تنوعا مما يتم تصويره في كثير من الأحيان، وقلبه ينبض في أماكن أكثر بكثير من مجرد مخيمات تندوف، فكما فعلت لتوحيد فصائل أزواد، يمكن للحكومة الجزائرية بل ويجب عليها أن تقنع قادة البوليساريو المقيمين في تندوف بتعديل خطابهم الراديكالي وكبح اندفاعاتهم الشمولية وفتح نقاش ديمقراطي حقيقي والعمل على تحقيق إجماع صحراوي حول أفضل استراتيجية”، وذلك “من أجل السعي إلى حل عادل وسلمي وتفاوضي مع المملكة المغربية بضمانات دولية مناسبة.