واحسرتاه على جيل الضباع !!!
بقلم سدي علي ماءالعينين مسؤول اوطامي بجامعة ابن زهر 1991/1995 .
كيف تغير كل شيئ من حولنا حتى أصبح ما كنا نعتز بالإنتماء إليه يصبح سبة ؟
أحزاب و نقابات و جمعيات وطنية و منظمات حقوقية كانت مدارس مدنية في التربية على المواطنة و الأخلاق و التضحية و النضال لتتحول مع مرور السنين و تعاقب الأجيال الى ذكريات جميلة يفسدها وضعها اليوم المتعفن و الغارق في المخزنية و الخدلان و التراجع عن القيم و المكاسب.
مناسبة هذا الكلام شاب /طالب بعث به والديه من مدينة باب الصحراء كلميم الى مدينة أكادير معلقة عليه الآمال أن يكون معيلها في تحمل أعباء الحياة و المعيشة ؛
أم ربت و ضحت و حملت و إحتملت حتى يصبح الإبن شابا يافعا بالغا (واعيا) ؛ وأب أفنى زهرة شبابه يحلم بهذا الشبل الذي يكبر أمام عينيه و يشده الحنين ليراه غدا موظفا يعينه على حمل ثقل المسؤولية و يفتح له بيتا وزوجة ….
هذا الطالب /الشاب يسلم روحه في أول أيام رمضان في ساحة الكلية بإسم (النضال) و بإسم (الدفاع عن الموقف) و بإسم (الدفاع عن الموقع الاوطامي)
في عز الإمتحانات و السنة توشك على الإنتهاء يضيع الوطن و الأسرة في نفس و طاقة كان من الممكن ان يكون لها غدا شأن كبير لتغرق في لحظة طيش في بركة من الدماء و تغادرنا بكل الألم و الأسى ….
و في الجهة الأخرى شاب او شباب /طلبة حملتهم حماستهم لفصيل او لعرق او للغة الى سفك دماء طالب يخالفهم الرأي و اللغة و الإنتماء العرقي /القبلي .
وعندما يجد القاتل نفسه خلف القطبان لسنوات طوال سيكون بدرجة متفاوتة من ضحيته ؛فالأبوان مكلولان في إبن بعثاه ليدرس و يحصل المعارف و المدارك فتحول بإسم النضال الى مجرم قاتل سفاك للدماء بلا رحمة ولا شفقة .
وبدل ان يحمل القلم و الكتاب حمل السلاسل و الأحجار و إنخرط في حرب المواقع الأوطامية .
أنبكي القاتل و المقتول ؟
أم نبكي جيلا بأكمله غارق في الشوفينية و العدمية ؟
فمن المسؤول ؟
أليست الأحزاب الوطنية الأوطمية مدعوة الى العودة الى رحاب الجامعات لزرع قيم النضال الحقيقي و الممارسة الأوطامية السوية بدل هذا التقاتل و التناحر العرقي العدمي و الشوفيني ؟
أنرثي حال جامعاتنا التي أردنا لها ان تتخرج منها أجيال لبناء الغد فبدأت تخرج لنا القتلة و المجرمين بإسم الدفاء عن المواقف !!!!
خلال العشر سنوات الماضية او اكثر لا تمر سنة إلا و تسجل حالة وفاة تحت تأثير الجروح و إثر صدامات بين الطلبة بمختلف التلوينات ؛و بكل الجامعات
و السلطة تتفرج و لا تتدخل إلا لحماية الملك العام كأن ارواح الطلبة لا تعني شيئا !!
هل يمكن لنا جميعا خريجو الجامعات المغربية ان ندعو الى وقفة وطنية نقول فيها : كفى لكل أشكال العنف بالجامعات ؛
هل يمكن لنا ان نحلم بعودة الروح الرفاقية بين الفصائل يكون فيها الحوار الحلقي و التسابق النضالي هو الغالب إنسجاما مع الأجواء التي يتيحها الحرم الجامعي ؟
رحمة الله على ضحية العنف بجامعة إبن زهر ؛و الصبر و السلوان لوالدي القاتل و المقتول لضياع مستقبل الطالبين و ضياع الوطن فيهما
ولاحول ولا قوة إلا بالله.
- تعليقات فيسبوك
- تعليقات