الدول المشاركة في مؤتمر الكويت تتعهد بمنح 30 مليار دولار لإعادة إعمار العراق

الكويت :
المغربية المستقلة : أ .ف. ب
وصلت تعهدات الدول المشاركة في مؤتمر الكويت لإعادة إعمار العراق إلى 30 مليار دولار خلال الساعات الأولى من افتتاح اليوم الثالث والختامي للمؤتمر الأربعاء. وستكون هذه المساعدات على شكل قروض وتسهيلات ائتمانية واستثمارات تقدم للعراق من أجل إعادة بناء المنازل والمدارس والمستشفيات والبنى التحتية الاقتصادية التي دمرتها الحروب، ولا سيما خلال السنوات الثلاث الأخيرة خلال المعارك ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.
بعد ساعات قليلة من افتتاح اليوم الثالث والختامي لمؤتمر إعادة إعمار العراق المنعقد في الكويت، وصلت تعهدات الدول المانحة إلى نحو 30 مليار دولار، بينما يأمل العراق في أن يحصل على تعهدات بنحو 88 مليار دولار في نهاية اليوم.
وفي تصريح صحفي، قال وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح الذي تستضيف بلاده المؤتمر، إن “التزام المجموعة الدولية حيال العراق كان واضحا خلال المؤتمر” مع مبلغ إجمالي قيمته30 مليار دولار.
وستكون هذه المساعدات على شكل قروض وتسهيلات ائتمانية واستثمارات للمساهمة في إعادة إعمار هذا البلد الخارج من حرب مدمرة مع تنظيم “الدولة الإسلامية” المتطرف استمرت لأكثر من ثلاث سنوات.
– مليار دولار من السعودية وملياران من الكويت
وأعلنت تركيا أنها ستخصص خمسة مليارات دولار للعراق على شكل قروض واستثمارات، بينما قالت بريطانيا، التي قادت مع الولايات المتحدة اجتياح العام 2003، أنها ستمنح العراق تسهيلات ائتمانية في مجال الصادرات تصل إلى مليار دولار سنويا ولمدة عشرة أعوام.
أما الكويت، التي تعرضت إلى اجتياح عراقي نفذه النظام السابق عام 1990، فقد قررت تخصيص ملياري دولار على شكل قروض واستثمارات، بينما تعهدت السعودية بتخصيص مليار دولار لمشاريع استثمارية في العراق و500 مليون دولار إضافية لدعم الصادرات العراقية.
– قروض أمريكية بقيمة 3 مليارات دولار
وكان وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون قد أعلن الثلاثاء خلال مشاركته في المؤتمر عن توقيع اتفاقية بين مصرف التجارة الخارجية الأمريكي والعراق لمنح بغداد قروضا بنحو ثلاثة مليارات دولار.
وكانت بغداد قد أعلنت أنها “انتصرت” على تنظيم “الدولة الإسلامية” في كانون الأول/ديسمبر بعدما استعادت القوات العراقية، مدعومة من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، أجزاء واسعة من البلاد كانت المجموعة المتطرفة سيطرت عليها في منتصف العام 2014.
وإلى جانب الدمار الكبير الذي خلفته الحرب، فإن النزاع تسبب في نزوح الملايين، ولا يزال هناك 2,6 مليون نازح يقيمون في مخيمات في مناطق مختلفة من البلاد الغنية بالنفط.
لكن العراق الذي عانى ماليا في السنوات الماضية من تراجع أسعار النفط، يتطلع الأربعاء إلى طي صفحة الحرب هذه والانطلاق نحو إعادة إطلاق العجلة الاقتصادية، مشرعا أبوابه أمام الشركات الأجنبية والمستثمرين.
وقبيل إعلان الدول عن مساهماتها، طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المجتمع الدولي بتقديم الدعم “بالسياسة والموارد”.
وقال متوجها إلى العراقيين “العالم مدين لكم جراء نضالكم ضد التهديد العالمي الذي فرضه تنظيم “الدولة الاسلامية”، مضيفا “حان الوقت لإظهار امتناننا الخالص والتعبير عن تضامننا مع الشعب العراقي”.
من جهته، قال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أن بلاده تدرك “حجم الدمار” الذي لحق بالعراق جراء الحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، ورأى أن إعادة الإعمار “عمل لن يتمكن العراق من التصدي له وحده”، داعيا المجتمع الدولي إلى “المشاركة في هذا العمل وتحمل تبعاته”.
كما قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إن الاتحاد ستقدم 400 مليون دولار على شكل مساعدات إنسانية، بعد يومين من تعهد منظمات غير حكومية في اليوم الأول من المؤتمر بتقديم 330 مليون دولار على شكل مساعدات أيضا.
-الفساد والإرهاب
بينما تعلن الحكومات عن مساهماتها في مشروع إعادة الأعمار، يسعى العراق الذي عانى في السنوات الأخيرة من انخفاض أسعار النفط، إلى طمأنة واستقطاب المستثمرين في القطاع الخاص الممثل في اجتماع الكويت بأكثر من ألفي شركة ورجل أعمال.
وقال رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار سامي الأعرجي أمام ممثلين عن هذا القطاع إن “العراق مفتوح أمام المستثمرين”، مشيرا إلى أن بغداد تعرض الاستثمار في أغلب القطاعات، من الزراعة إلى النفط.
وفي خطابه الأربعاء، أقر رئيس الوزراء حيدر العبادي بوجود فساد في الدولة العراقية، لكنه تعهد بمحاربته كما حارب “الإرهاب”.
وقال العبادي “نؤكد أن إصرارنا على محاربة الفساد كفيل بإضفاء بيئة ناجحة، تحت عمل واضح وشفاف، ولن نتوقف عن محاربة الفساد، تلك الآفة الخطيرة التي لا تقل خطورة عن الإرهاب، بل هي أحد الأسباب لنشوء الإرهاب”.
كما أعلن أنه في الأسابيع القليلة الماضية أطلقت الحكومة “حزمة إجراءات لتحسين بيئة الاستثمار في العراق، ستظهر آثارها على تبسيط الإجراءات لأعمال المستثمرين”.
ويحتل العراق المرتبة 166 من بين 176 دولة على لائحة البلدان الأكثر فسادا بحسب آخر لائحة أصدرتها منظمة الشفافية الدولية.
وفي بيان ختامي عقب اجتماع للدول الأعضاء فيه، قال التحالف “علينا أن نبقي تركيزنا على العراق وسوريا حتى نحافظ على مكاسبنا”.

Loading...