كتاب رأي : “تداعيات القرار الأمريكي الجائر بشأن القدس عاصمة لإسرائيل “

المغربية المستقلة
كتاب رأي : بقلم حسن لحويدك .
في قرار استفزازي،انفرادي ومنحاز بشكل كبير، أقدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسميا، على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل،وهو ما يخالف وينسف كل الجهود المبذولة من أجل إيجاد حل نهائي لعملية السلام، قرار لا مسؤول، جائر ومتهور،ستكون له تداعيات وخيمة، وانعكاسات وتحولات سلبية، على اعتبارا ما سيعقب ذلك، من تأجيج مشاعر اﻹحباط التي تغدي التشدد والعنف، والمزيد من نزوعات التطرف التي ستكون لها تأثيرات أمنية، خاصة في هذه الظرفية العالمية والإقليمية،التي تعرف قضايا متوترة . علاوة على ذلك، سيثير القرار غضب العرب والمسلمين، وكل الضمائر الحية الداعمة للقضية الفلسطينية، وفي صلبها القدس الشريف ودلالاته الروحية والوطنية والقومية، وهو ما تجسد من خلال المواقف و ردود الأفعال،التي صدرت مباشرة بعد إعلان القرار في كل بقاع العالم.

والجدير بالذكر في توقيت القرار،هو استغلال ترامب للحظة حالة الهوان والانقسامات التي تعيشها الأمة العربية،إلا أنه أخطأ في التقدير ،وبذلك منح ضرورة وجوب تسريع تكريس وحدة لحمة المسلمين شعوبا وأنظمة، من أجل اتخاد موقف جماعي يتجلى في تحييد الولايات المتحدة الأمريكية كراعية أساسية في عملية السلام،وبالتالي فقدانها الأهلية في هذا الإطار، بسبب الموقف السافر الأحادي الجانب،وهو ما سيدعم موقف المتعاطفين مع قضية القدس التي تشكل قضية محورية ومصيرية في مسار الصراع العربي الإسرائيلي، الشيء الذي سيؤدي إلى صحوة الضميرين العربي والإسلامي، من أجل المزيد من التضامن والوحدة، نصرة للقدس الشريف. فإذا كان هذا القرار، قدخلف موجة غضب عربية وإسلامية ودولية،فإنه في نفس الوقت سيشكل تعبئة جماهيرية عارمة ومتواصلة تعطي شحنة قوية، و جبهة كبرى في أوساط الدول والشعوب العربية والإسلامية،وتصعيدا دبلوماسيا غير مسبوق، وانقساما في المجتمع الدولي،مما سيقود إلى ضرب المصالح الأمريكية في الصميم، وبداية نهاية ما يسمى بحلم إسرائيل “حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل ” .

Loading...