كتاب الرأي:  عودة مجلس المنافسة لمعاقبة الفاعلين الاقتصاديين – جزء 1 …بقلم : جمال أكاديري

المغربية المستقلة: بقلم جمال أكاديري كاتب و باحث

في نسخته الأولى ، تم تاسيس مجلس المنافسة سنة 2008 ، كمؤسسة مسؤولة عن مكافحة الممارسات المنافية والمخلة بقوانين المنافسة الاقتصادية والتجارية و كهيئة مراقبة لسلامة أداء الأسواق عن قرب ، حينها كان يتراس المجلس السيد عبد العالي بنعمور وكان له دور استشاري بحت لكن كانت سلطاته محدودة للغاية حتى لو كان قادراً على تقديم عديد من الآراء الجريئة للصحافة حول الملفات الكبرى المتعلقة بالممارسات المنافية للمنافسة السليمة

– الان و منذ أكثر من خمس سنوات ، يوجد في المغرب مجلس منافسة مستقل يمكنه أن يشتغل كمؤسسة مستقلة. بعدما مضى وقت كثير على هذه الهيئة ذات السلطات الموسعة تنتظر تعيين رئيسا جديدا لها ومجلسا لأعضائها

– فتم تعزيز صلاحياتها ، من خلال اعتماد قانون يقوي حضورها وتدخلها لفرض قواعد الشفافية الاقتصادية . فقد انطوى هذا الإصلاح الأساسي على عدد من التغييرات المهمة. فبالإضافة إلى إمكانية أن ينظر مجلس المنافسة في ملف ما دون انتظار أن تأخذ المبادرة قطاعات الحكومة المنتخبة كما كان الحال في زمن المجلس السابق .

– الان يمكن أيضا للشركات المتضررة من الممارسات المخلة بقواعد الشفافية و المنافسة أن تلجأ مباشرة إلى هذه الهيئة التنظيمية الجديدة ، التي تتمتع بسلطة تقديرية كاملة في مراقبة عمليات التركز الاقتصادي ، عوض كما كانت تفعل مضطرة في السابق ، الى رفع شكوى الضرر ، فقط إلى جهات منتخبة ، من مستوى الغرف التجارية المهنية الحرة . هكذا صارت الآن مؤسسة إدارية مستقلة مسؤولة عن ضمان الشفافية والنزاهة في العلاقات التجارية الاقتصادية داخل المغرب كما أقر بند من بنود الدستور المعدل لعام 2011 القاضي بتفعيل قانون المنافسة لتكريس قواعد جديدة في مجال الشفافية الاقتصادية.

– ومع ذلك ومنذ ظهور ا لقانون الجديد المتعلق بحرية الأسعار والمنافسة وبعد دخول الإصلاح حيز التنفيذ و في الفترة الفاصلة قبل تعيين أعضاء المجلس كانت هناك محاولات لجعل هذا القانون كانه غير فعال ولا اثر له في الواقع الاقتصادي وفي تنظيم تعاملات القطاعات و الأسواق التجارية الكبرى
– حينها تحركت المناورات السرية والتواطؤات بخصوص اتفاقات الأسعار في قطاعات حيوية حساسة كل هذا حدث من خلف فراغ كراسي أعضاء المجلس ومن خلف توقف قدرات هذه الهيئة ذات السلطات الموسعة عن العمل بشكل حازم في مراقبة ومتابعة التلاعبات التجارية الاقتصادية المرتبطة بتحرير الأسعار والتي سينتج عنها استغلال فاحش للوضع .
يتبع …..

مع تخفيف الحجر الصحي  بمناطق المملكة “المغربية المستقلة” تدعو متتبعيها  لاتباع شعار: #نبقاو على بال #