مراكش : الملتقى الوطني للترافع المدني عن مغربية الصحراء

المغربية المستقلة : متابعة

شارك الحسن لحويدك ضمن فعاليات جمعوية عن جهة الداخلة وادي الذهب في أشغال ” الملتقى الوطني الثاني للترافع المدني عن مغربية الصحراء ” المنظم بمراكش أيام 12و13و14 يوليوز 2019، من طرف الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني. وقد تقدم بالمداخلة التالية في أشغال هذا الملتقى الذي عرف مشاركة ازيد من300 مشاركة ومشارك من مختلف الفعاليات على الصعيد الوطني.

أيها الحضور الكريم. لابد من إبراز أهمية المقاربة الاستراتيجية للمملكة المغربية في مجال إرساء اسس قوية لتطوير التعاون جنوب جنوب، وهي النظرة المبدئية والجيوسياسية المتميزة التي خطها وارسى قواعدها جلالة الملك محمد السادس حفظه الله منذ اعتلائه عرش اسلافه الميامين. لذا، أقترح أن يتم التركيز على مجالات التعاون الأساسية في هذا الإطار، والمتجلية في المحاور التي ينبغي استيعابها جيدا من لدن المجتمع المدني في برامج الترافع حول قضية الصحراء المغربية من خلال المجالات التالية:

البعد الحضاري والتاريخي للمغرب في علاقاته الإقليمية والقارية، من زاوية إيلاء الأولوية في التقاسم والتشارك بالخبرة والتجربة في مجالات التدبير الاقتصادي والتنموي، خصوصا مع البلدان الصديقة والشقيقة في المحيطين الإقليمي والقاري.
إحياء وتعزيز مجالات التبادل والتعاون الثقافي والعلمي ونقل المهارات التجارية الناجحة وتقاسم اعباء وتكاليف النهوض بالتنمية البشرية في القارة السمراء، سواء في مجالات الاستثمار في البنيات التحتية والقطاعات الحيوية كالتعليم والصحة والتكوين المهني وتكنولوجيا المعلومات والاتصال وغيرها، في افق خلق القيمة المضافة اقتصاديا وتجاريا بمنطق رابح رابح.
تعزيز التعاون في مجالات الامن والسلم وفض النزاعات بالوسائل السلمية والديبلوماسية، وبناء علاقات الثقة والتعاون والتصدير المشترك لكل التهديدات الأمنية المترتبة عن الارهاب او النزاعات الإقليمية والاهلية، من أجل ارساء سلم اجتماعي واستقرار البلدان الإفريقية بشكل يؤهلها لتطوير ذاتها والاستفادة من إمكانياتها الاقتصادية والمجتمعية ويحقق امنها ورقيها ونهضتها المشتركة.
تعزيز الجوانب الروحية وترقية اواصر الاخوة والتكامل والتعاون بين البلدان من خلال العناية بالمشترك الوجداني والديني والثقافي كاليات ناجعة للانفتاح والتفاعل والتآخي بين شعوب ونخب المجتمعات الإفريقية والإقليمية والعالمية، وإبراز الغنى والتنوع والثراء الثقافي والروحي والحضاري لأمم إفريقيا وتكاملها حضاريا مع سائر امم العالم:
بناء تكثلات اقتصادية جهوية متجانسة ومتكاملة جغرافيا وثقافيا في افق تكامل واندماج سائر البلدان الإفريقية خاصة ودول الجنوب عامة، ضمن شراكات وشركات وهيئات منتظمة فعالة للتنمية والتقدم والرخاء.
لذلك، فمشروع الترافع من أجل قضيتنا الوطنية الاولى، في محيطنا الاقليمي والقاري والدولي، ينبغي اي يأخذ بعين الاعتبار كل هذه الابعاد والمجالات، كحركة مدنية فاعلة وواعية ومؤثرة، تواكب السياسة العامة للدولة المغربية بتوجيه من جلالة الملك حفظه الله في كل المجالات والحقول.

ويبقى دور المجتمع المدني كقوة اقتراحية وتواصلية مع نظيره بمختلف البلدان، قوة ترافعية ناعمة وواجهة للدبلوماسية الموازية للدولة، بشكل ينقل ويبرز الصور الحضارية للمغرب، ويقدم منجزاته وتجربته الديمقراطية الواعدة كنموذج يحتدى. السلام عليكم ورحمة الله.

Loading...