كتاب الرأي : نسبية النجاح

المغربية المستقلة : نورالدين بوقسيم

نسبية النجاح

سالو حكيما لما كان صغيرا ماذا تريد ان تصبح لما تكبر اجاب اريد ان اكون سعيدا فظنوا انه لم يفهم السؤال.
كان ولا يزال الاباء والمعلمون يعتبرون التلميذ المجتهد هو الوحيد الذي يمكن التنبؤ له بمستقبل ناجح عكس ذلك الذي يجلس في الطاولات الاخيرة والذي يكادون يجزمون انه سيكون من الطبقة المغضوب عليها داخل المجتمع رغم ان مثلهم الان هم من يشرعون لنا القوانين في بارلماننا حاليا، مع عدم التعميم .
ففئات كثيرة بالمجتمع تعتبر النجاح الدراسي هو النجاح الوحيد الذي سيخول لابنائنا تسلق الدرج للوصول الى الرفاهية والعيش الرغيد حتى بات الانسان يفني صحته من اجل المال ثم يفني المال ،ان ادركه،من اجل استرجاع صحته .
الرفاهية والمال لم توصل احد على حد علمي الى السعادة المطلقة لانها تبقى لحضية ومرتبطة بقناعات شخصية لكل واحد ومواقف محددة يعيشها الانسان داخل الزمان والمكان .
هناك نجاحات مختلفة باختلاف المجال الذي خاضه الشخص المعني بالامر وتوجهه الذي دأب على المضي به فالرسام ناجح وكذا لاعب كرة قدم او رياضي من اي نوع برز في توجهه او فنان
،رجل اعمال. مقاول . فلاح . سياسي… كل هؤلاء قاموا بمجهود في ميدان اثقنوه رغم انهم كانت لهم علامات دراسية مختلفة وربما كان من المشاغبين الذين تنبأ لهم مربيهم بالفشل لاكن التطور سمة الكون والتغير يأتي ولو بعد حين ولكل منا امثلة من ماضيه لا تعد ولا تحصى لنجد ان اصدقاء الصبا تبعثرو حول العالم كل واحد له مستقبل مغاير وحياة مختلفة ونجاح في ميدان ما .
نحن هنا لانشجع على اهمال الدراسة بقدر ما ندعو الى عدم جعلها تقتل في الصغار ملكات وهبهم الله اياها بل يجب ان تكون الدراسة من اجل العلم لتصبح النور الذي يمشي به الفرد لاقتحام المجال الذي يحب لينجح ويتميز ويسعد بما يعمل ليكون منتجا داخل مجتمعه وناجحا في مجاله .
النجاح الحقيقي هو السعادة التي تكمن في الرضى بما لديك حينها نعلم ان الصغير الذي لم يفهم السؤال قد فقه الحياة.

Loading...