نساء الجالية المغربية بأوروبا ضحايا نصب وابتزاز

المغربية المستقلة : حسن مقرز/بروكسل

ارتفع عدد ضحايا الشركات الخاصة بالبيع الشبكي أو الهرمي في الآونة الأخيرة بين أفراد الجالية المغربية المقيمة بأوروبا وخصوصا النساء .
ورغم كشف وفضح خدعة التسويق الهرمي منذ أكثر من قرن، إلا أنها تعود للظهور في كل مرة لتجد من تجنده للقيام بمهمات البيع الوهمي، بدلاً من بيع المنتجات في حد ذاتها. فالعملية ما هي إلا حلقة مفرغة من زبائن يجذبون زبائن آخرين ضمن منظومة احتيال كبيرة.

وكذلك من خلال ترويجها لطرق استثمار متنوعة ومختلفة قد تكون شرعية، تستمر خدعة الثراء السريع، التي لا تتطلب خبرة أو مستوى تعليمي، في تدمير حياة الكثير من الأشخاص رغم شعارها المتمثل بالفوز للجانبين الذي يبدو جاذباً في البداية لكنه محكوم عليه بالفشل في كل مرة.
كما أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها “تيك توك ” شبكة خصبة لانتشار الجرائم المختلفة، فقد بدأت تتنامى خلال الفترة الحالية ظاهرة النصب على مواقع التواصل الاجتماعي وتنوعت تلك الجرائم المستحدثة ما بين إنشاء صفحات لبيع الوهم، وممارسة النصب على المواطنين والابتزاز، وكذا عمليات نصب عبر ادعاءات قاموا ببثها على صفحاتهم أو صفحات تم إنشاؤها، لخداع ضحاياهم فى العالم الافتراضى.
فما هي أكاذيب والطرق التي يستعملونها لجلب الضحايا:
الربح السريع هي واحدة من أشهر الأكاذيب التي انتشرت فعلا خصوصا في عهد الشبكة العنكبوتية حيث نرى مشاريع وشركات ناجحة تحقق أرقاما قياسية على مدار السنة، وتخفي قصص نجاح المليارديرات وهذه الشركات جزءا مهما في الحقيقة وهي المسيرة الطويلة التي تطلبها الأمر للوصول إلى هذه الصورة المثالية.
والشركات الشبكية تروج للربح السريع من البداية – على سبيل المثال لا الحصر – خلال الشهر الأول يمكنك تحقيق 5000 اورو وبعد عام من الآن سيتجاوز دخلك الشهري 100000 أورو ، وهذه الكذبة التي تستخدم فعليا بالأرقام والإحصائيات مع العمولة التي ستأخذها مقابل كل مشترك جديد يأتي عن طريقك والحصول أيضا على نسبة من أرباحه عادة ما تكون مقنعة للضحايا من البداية .
اما الكذبة الثانية هي : مصطلح الحرية المالية، لكون أي شركة تروج لفكرة الربح عادة ما تستخدمه في إشارة منها إلى أن العمل معهم سيجعلك تتخلى عن الوظيفة، وستكون أنت مدير نفسك، والعيب ليس في استحالة تحقيق الحرية المالية بل في استخدام هذا المصطلح كشماعة للترويج للربح الكاذب والغير الحقيقي أصلا، والحرية المالية تتحقق بعد تعب وعمل كبيرين لمدة طويلة وليس بالعمل لساعة أو ساعتين وقضاء بقية الوقت في النوم .
كما تلعب هذه الشركات على مشاكل شائعة لدى فئتها المستهدفة و التي تشكل الأغلبية بلا شك، من بينها البطالة وزيادة الدخل المادي والتخلص من أرق ومشاكل الوظيفة ،
إذن هي 3 مفاتيح تستخدمها شركات التسويق الشبكي من أجل تحويل الناس إلى ضحايا لها وبيع الوهم لهم.
وإذا كان المال الذي يمكنك الحصول عليه من الشركات الهرمية محرما ليس فقط دينيا بل قانونيا أيضا، فمن المنطقي جدا أن يكون كذلك بالنسبة لما يمكنك جنيه من فتات مع الشركات الشبكية، والمبدأ والأصل في هذه الحالة واحد وعوض أن تدفع تكلفة الاشتراك نقديا بشكل مباشر تشتري هنا منتجا هو ثمن هذه العملية.
والمشرع والفقيه المغربي كان واضحا في تجريم وتحريم ومنع ذلك ونجد ذلك في المادة 58 من قانون حماية المستهلك 31.08 يمنع البيع بالشكل الهرمي أو بأي طريقة أخرى مماثلة يتعلق خاصة بعرض منتوجات أو سلع أو خدمات على المستهلك، مع إغرائه بالحصول على المنتوجات أو السلع أو الخدمات المذكورة بالمجان أو بسعر يقل عن قيمتها الحقيقية وبتعليق البيع على توظيف سندات أو تذاكر للغير أو على جمع اشتراكات أو تقييدات”.
فالبيع الهرمي هو بيع يعتمد على إقناع شخص شراء سلعة أو منتوج على أن يقوم بإقناع آخرين بالشراء وهؤلاء يقنعون آخرين لتكبر السلسلة وذلك بإغرائهم بالحصول على عمولات. وهذا النوع من البيع هو غير شرعي، ويتم اللجوء إليه لعدة أسباب إما لأن هناك أزمة مالية أو طمع أو لأن بعض المواطنين لهم نصيب من المسؤولية وفي انتشار هذه الظاهرة.. لهذا يجب أن تكون وصلات إعلامية تحسيسية تصب في توعية المواطن..و إنقاذ الضحايا .

Loading...