كتاب الرأي : ردا على الاعلام الجزائري من المغرب : بقلم حسن مقرز

المغربية المستقلة: بقلم حسن مقرز/بروكسيل

الملك و المغاربة لا زالوا على العهد و الوعد أوفياء لقيم الجوار .
فالمغرب ،ملكا و شعبا كانوا و لازالوا على العهد و الوعد اوفاء لقيم الجوار و أخوة الاسلام ، و مستعدون تمام الاستعداد لتقديم الدعم اللامشروط متى استدعت الضرورة ذلك ، فإن جارت علينا الجارة يوما فلن نحيد عن سيرة الأجداد ، هكذا تربينا و هكذا نحن المغاربة ، بلد الكرم و الجود و العطاء ، و لا ننتظر المقابل …

والتاريخ يشهد عن دعم المغرب لثوار الجارة الجزائر ،و سعى جاهدًا لنشر كل ما يتعلق بمستجدات القضية الجزائرية وثوراتها عبر المنابر الإعلامية بغيت حشد المزيد من الثوار وبث الحماس في النفوس من أجل النضال ورفع خضوع الاستعماري وفضح الجرائم الوحشية التي يرتكبها المحتل الفرنسي في حق الجزائريين، فجريدة المجاهد الجزائرية ، التي قامت جبهة التحرير الوطني بإخراجها إلى المغرب إثر معركة الجزائر، و»جريدة المقاومة»، التي قامت أيضا جبهة التحرير الوطني بإصدارها بالمغرب، ومن بين الإذاعات الجزائرية بالمغرب «الإذاعة السرية»، التي كانت تبث برامجها من طنجة، وإذاعة «صوت الجزائر»، والذي كان يبث برنامجها في كل من الرباط تطوان وطنجة سنة 1956.
كما كانت تنظم عدد من المظاهرات والحملات التضامنية بكافة أنحاء المغرب احتجاجا على جرائم الاستعمار الفرنسي وتنديدًا باستقلال الجزائر وتحرير المعتقلين، وقد كانت أيام التضامن التي تتكرر دوريا تحصل مبالغ مالية معتبرة ومساعدات مختلفة تجمع عبر أنحاء المغرب، وتدفع لمسئولي جبهة التحرير الوطني، كما لم تخف الاحزب المغربية تضامنها المادي والمعنوي مع الثورة التحريرية، كما يؤكد البعض أن الشعب المغربي في بعض المناطق كان يتنافس على تقديم الزكاة لصالح المجاهدين الجزائريين.
وقد عمل الملك محمد الخامس دورًا خاصًا في التفاعل مع القضية الجزائرية ودعمها بالرغم من حداثة استقلاله والضغط الكبير الذي تعرض له من طرف الحكومة الفرنسية، التي كانت تساومه للتخلي عن القضية الجزائرية وتهدد سيادته ووحدة ترابه بصفة خاصة، إلا أن الملك لم يرضخ للتهديدات وبقي على عهده كما عاهد الدكتور حافظ إبراهيم، (مناضل تونسي دستوري) عندما قال له: «بلغ يا حافظ… بلغ الإخوة الجزائريين بأن المغرب ملكًا وحكومة وشعبًا باقون على العهد، إلى أن تتحرر الجزائر ونحتفل بيوم استقلالها وحريتها». فلطالما اعتبر الملك محمد الخامس أن القضية لا تخص الجزائريين فحسب بل تهم المغرب كذلك، لأنها أختنا وجارتنا ومصيرنا متعلق بمصيرها.
فالمغرب الذي يمد يده اليوم إلى أشقائه الجزائريين للعمل سويا، هو مغرب قوي بوحدته الوطنية ولُحْمته الداخلية وإجماع مكوناته حول مقدساته الوطنية والترابية؛ مغرب شهد له الجميع على حسن تدبيره لأكبر جائحة صحية ؛ مغرب حقق انتصارات عديدة على مستوى برامج التنمية المجالية، وكذا تحديث ترسانته القانونية والحقوقية، وعلى مستوى قضية وحدته الوطنية والترابية، وانتصار المقاربة الواقعية على أطروحة الجسد الدخيل بين الشقيقين التوأمين المغرب والجزائر.
حسن مقرز بروكسيل

Loading...