تيزنيت :
المغربية المستقلة : محمد بيزكرن
عدم التقيد بالقوانين وتنفيذها يعد من الأعطاب التي تعرقل مواصلة مسلسل الإصلاحات في المغرب. إن بقاء السلطة الإدارية في موقف المتفرج، إزاء ظواهر وتجاوزات متعددة، يؤثرا سلبا على نفسية المغاربة، بل يزرع ويغذي روح التشكيك لديهم… مسألة الاحتلال العشوائي للملك العمومي هي واحدة من هذه المظاهر التي تؤرق المواطنين،
وتسائل ضمير من أسندت لهم مسؤولية السهر على سلامة تطبيق القوانين. في مناسبات كثيرة،و على امتداد مدن ومناطق الوطن، تابع المواطنون حملات ضد احتلال الملك العمومي، قادتها السلطات الادارية و الجماعية والأمنية، بيد أن الوقائع أكدت أن هذه الحملات لم تخرج عن كونها موسمية ووسيلة لدر الرماد في عيون المحتجين والمستائين من تفشي ظاهرة الاحتلال… وفي كل مرة نسم يتكرر طرح السؤال التالي: لمصلحة يدوسون على منظومة القوانين المتعلقة بحماية الملك العام؟ وما الجدوى من وضع قوانين لا تحترم؟…
فالمقهى الذي يوجد في الصورة ( نموذجا ) ، و رغم أنه يوجد على بعد أمتار قليلة من باشوية تيزنيت ، الا انه كما مبين يستغل حيزا كبيرا من الملك العمومي ، بل بلغ الأمر أن قام بتشييده ، و الأدهى أنه صار يشكل تهديدا صريحا لسلامة الراجلين ، خاصة ان زبناء المقهى يتخذون الشارع العام مكانا لركن سياراتهم و دراجاتهم …
فهل صار استغلال الملك العمومي إمتيازا يستفيد منه البعض ، و يحرم منه البعض ، البعض من دروايش الساكنة طبعا ، أما من يملك رؤوس الأموال فلهم الحق في إستباحة كل شيء.. كرامة المواطنين و حقوقهم ، الملك العام و كل ماهو مشترك…
للاشارة ، هو نموذج تقريبي فقط ، و يتكرر نفس المشهد في كل شوارع المدينة و أزقتها ، حيث يسمخ للتجار و ارباب المقاهي احتلال الملك العمومي بأمتار مربعة ، بينما يكون مصير المحتلين الصغار ، مصادرة سلعهم و القمع و اهانة كرامتهم و التقليل من مواطنتهم…
- تعليقات فيسبوك
- تعليقات