كتاب الرأي : اكادير أرق الأسئلة الوجودية : اكادير كما لم تعرفوها من قبل

اكادير :
كتاب الرأي : بقلم سدي علي ماءالعينين

تقول إحصائيات 2014 ان عدد ساكنة اكادير 420 الف نسمة ؛ عدد لا يؤهلها ان تكون من المدن الكبرى الآهلة بالسكان ؛ عدد يمتد و يتقلص بين توافد لطلبة جامعة ابن زهر على المدينة طيلة الموسم الجامعي الذين يقدرون في إحصائيات غير رسمية في قرابة 90 الف طالب وطالبة ؛ و بين توافد السواح الأجانب و السياح المغاربة بمناسبة فصل الصيف و العطل السنوية بشكل متفاوت .
اكادير يحقق المناصفة بين عدد رجاله و نساءه فكلاهما يتجاوز 200 الف مع تفوق طفيف للرجال لا يتجاوز فارق 2000 نسمة ؛
الساكنة بين 15 سنة و 59 سنة تحتل المرتبة الاولى ب 66.\. لكن المفارقة في نسب الفئات النشيطة بالمدينة فالنسبة النشيطة من الذكور تقترب من 120 الف نسمة فيما تبقى مستقرة في حدود 44 الف بالنسبة للنساء .
تكوينهم و مستواهم الدراسي غالبيته إبتدائي ب 27 ./. للذكور و 25./. للإناث فيما التعليم العالي لا يتجاوز سقف 10./. الى 11./. للجنسين .
المتزوجون من الذكور اكثر من الإناث لكن الأرامل من الرجال لا يتجاوزون 1./. مقابل 6./. للنساء .
تعالوا نستعرض مهن الاكاديريين في ارقام دالة :
– فالمستخدمون في القطاع الخاص يحققون اعلى نسبة وصلت 54 ./. عند الذكور مقابل 70 ./. عند الإناث فيما القطاع العام لا يتجاوز 14./. عند الذكور و 15./. عند الإناث ؛ فالوظائف نسائية في اكادير !!
هناك إحصائيات كثيرة تتعلق بالعنصر البشري بالمدينة قليل من ينتبه إليها؛ و الغرض من عرضها في هذا المقال هو التساؤل عن البرنامج التنموي الواجب تنزيله للتعامل مع هذه الإحصائيات؛
تقول الإحصائيات الغير رسمية ان عدد نقط بيع الخمور في اكادير تتجاوز 300 نقطة بيع ؛و في المقابل تكاد اكادير تلحق بمدينة وجدة من حيث عدد المساجد التي تقارب مسجدين او اكثر بكل حي ؛
مفارقة تنضاف لها احصائيات خرافية تشترك فيها مدينة اكادير مع مدن مغربية اخرى في عدد المقاهي المطاعم.
فخارج اوقات العمل يتوزع الساكنة على فضاءات المساجد والحانات و المقاهي !!
وبنسبة متوسطة المراكز التجارية للتجوال اكثر منه للتبضع .
في سبعينات القرن الماضي نهج الإتحاديون سياسة خزانة لكل حي و سرعان ما تراجعوا عنها لتأتي تجربة 2003 /2015 لتقدم وصفة دور الأحياء ؛ و تجربة 1992 الى 1997 لتقدم تجربة المركبات الثقافية التي لم تدشن و تعمل و ترى النور إلا بعد 97.
إن السؤال المؤرق هو اين يقضي الأكاديريون وقتهم الثالث ؟
في السابق كانت دار شباب واحدة يتزاحم الرواد على قاعاتها المحدودة وافرزت حركة ثقافية كبيرة و بتعدد المركبات و تضخم منح الدعم تجاوز عدد الجمعيات 500 جمعية بالمدينة لفائدة 420 الف نسمة !!
لكن الحركة الجمعوية ضعيفة و اختزلت ادوارها في منح محاربة الامية و في مهرجانات عابرة بلا عمق ثقافي فعدد المهرجانات المنظمة بالمدينة و التي تجاوزت 5 دورات فاقت 80 مهرجانا.
الفرق الرياضية نفسها توزعت بين كرة القدم المصغرة و الكبرى حتى اصبحت اكادير تتوفر على فريق لكل حي في غياب لمنجزات تترجم هذا التضخم.
و حسب احصائيات شخصية بحكم مهامي السابقة بقسم الرياضة فرواد ملاعب القرب و مختلف المرافق الرياضية التي تفوق 120 مرفق باكادير تصل الى معدل يومي 2300 ممارس و يتضاعف العدد في العطل و العطل الاسبوعية الى 5000 حتى 6000 يوميا حسب احوال الطقس .
فاكادير في معدل اعمارها شبابية ؛و انشغالات ساكنتها شبابية ؛
لكن هل برامجها التنموية شبابية ؟
قد لا نخطأ التقدير إذا قلنا اننا في مشارعنا لا نلبي طلبات الساكنة في حاجتها الى مرافق ترفيهية و مؤسسات تربوية .
كما ان مسيرو المدينة المتواجدون في قيادة المؤسسات غالبيتهم خارج سن التقاعد مما يجعل القاعدة اننا في مدينة شابة يسيرها شيوخ.
الملفت للإنتباه ان الجسم الإعلامي شاب و لا تجد مشتغلا في مجال الإعلام والصحافة يتجاوز الستين اللهم بعض مراسلي الجرائد الحزبية رغم قلتهم.
هناك خلل في الربط الواجب بين بنية الساكنة و برامجها التنموية ؛ وهذا يجد له تفسيرا واحدا هو ان التوجه التنموي قطاعي حسب ماهو مخطط للمدينة وليس حسب طبيعة الساكنة .
لقد افرغنا المدينة من معاملها في اتجاه تاسيلا و ايت ملول لكننا عوضنا عمالها الذين سكنوا دور الصفيح بمنازل اقتصادية بالمدينة !!!!!
مفارقة كبيرة في تدبير المجال ؛ فلا احد يطرح السؤال في ماذا سيعمل كل هؤلاء الذي شيدنا لهم مساكن بمدينة افرغت من معاملها؟
اكادير تبدو تائهة في توجهاتها غارقة في مشاريع ترقيعية خالية من اي توجه استراتيجي ؛ اكادير لا تنصت لساكنتها ؛ وساكنتها فقدت انسجامها الذي يمكنها من رسم معالم المستقبل.
فهل اكادير مدينة جامعية بحكم عدد الطلبة و متطلباتهم ؟
ام سياحية بحكم مجالها السياحي وعدد وحداتها الفندقية ؟
ام تجارية على اعتبار مركباتها التجارية ؟
ام مينائية لتواجد ميناء قديم وحديث ؟
ام هي عمالية كما كانت زمن المعامل ؟
اكادير تحولت الى مجرد (دورتوار) للسكن و اللهو و فوضى التجارة .
اكادير لم تعد تملك ادوات المنافسة مع باقي المدن لان اموالها تخصص كإعتمادات في برامج خارج اهتمامات الساكنة
لك الله يا مدينة اكادير
نواصل الحديث في مقال مقبل لنستعرض ماذا تفعل مؤسسات الدولة في المدينة آخدين نموذجا التزامات المصالح الخارجية في الفترة مابين 2014 و 2016 ما انجز وما لم ينجز.

Loading...