كتاب الرأي : متى سنكون مسلمين؟!!

المغربية المستقلة : أكادير
كتاب الرأي : بقلم سدي علي ماءالعينين

ينتابك الدهول وانت تجوب بلاد العالم (الكافر) و تعاين بام عينيك كيف يعيش هؤلاء الذين نسميهم في ثقافتنا وديننا بالكفار؛ اناس بسطاء ؛واقعيون ؛منضبطون؛ متخلقون؛ مبدعون…..
وفي المقابل نجد مجتمعاتنا الإسلامية غارقة في الفوضى و التخلف و الإنتهازية …
قديما قال احد العلماء انه وجد في اوروبا مسلمين ولا اسلام وفي بلداننا اسلاما ولا مسلمين !!!
هي معادلة جديرة بالتأمل و الدراسة ؛وحتى لا نتعمق كثيرا في الموضوع تعالوا معا نعرض بعض مشاهد المقارنة لعلنا نبحث عن دواعي هذه الفوارق:
في رحلتي الى فلسطين عاينت كيف ان نقط العبور لثلاث كيانات :فلسطين والاردن و اسرائيل ؛ في المعبر الإسرائيلي نظام منقطع النظير وجودة في الخدمات وتعامل راقي ؛
وفي الاردن معبر في قمة الفوضى و الوساخة و الفساد في المعاملات لدرجة إهانة الإنسان وامتعته و تبدير الوقت ؛
الموضوع ليس مسألة امكانيات بل عقليات.
وفي زيارتي لمليلية المحتلة ؛مدينة نظيفة ؛ساكنة راقية ؛ونظام ملفت ؛ ولكن في المعبر المغربي ازبال متراكمة ؛و فوضى عارمة…
في مطارات العالم نظام و مرافق و تجهيزات تجعلك خجولا من نفسك وانت ترى كل هذا المشهد الأخاد الذي يعكس وعيا و ثقافة رائدة …
انها بلاد الكفرة الموعودين بجهنم ؛
فلماذا نحن المنتسبون ال دين يدعو الى النظافة شوارعنا وحتى حجنا كله اوساخ وازبال؟
لماذا نحن الذين يدعونا الإسلام الى الرحمة وحسن المعاملات نهمل المريض ومستعجلاتنا اشبه بسوق لبيع الأعضاء البشرية ؛
مساجدنا نظيفة ومحيطها مزبلة غير معلنة ؛ مقابرنا عشوائية ؛حداىقنا اشجارها بالية؛ مدارسنا كل تجهيزاتها مهترئة ؛
نحب التسابق لكل شيئ في الحافلات ؛في طابور المساعدات؛ في الخروج من المسجد ؛في الإدارات؛ في كل شيئ نتزاحم و نتدابز و نركل و نرفس؛
بناياتنا عشوائية؛ سيارات اجرتنا مهينة ؛ جامعاتنا مجال للإقتتال بدل البحث العلمي؛
نحب ونعشق اتلاف التجهيزات ؛و تكسير علامات المرور التي لا نحترمها كسائقين ؛
نهين المرأة التي اوصانا الإسلام بها خيرا ؛و جل قضايانا في المحاكم صراع ارث مع الاصول ؛
فلماذا هذه الصورة المشوهة التي يعكسها سلوكنا كمسلمين مع ان اسلامنا اسلام قيم و دستور حياة ؟
فيما تجدي صلواتنا ونحن نرتل قرآننا ولا نتدبره ؟
فيما تجدي تفاسير قرآننا وكلها منشغلة بالجنس و عادات الجلوس والاكل و الكلام؟
هل فعلا نحن مسلمون ؟ ام اننا نفتري على الإسلام ؟
لا نؤدي وظائفنا بنزاهة إلا من رحم ربك ؛
ومراحيضنا كارثة و نحن من اوصانا الإسلام بحرمتها!!
حتى شرب الخمر المحرم لا يشرب بقواعد الغرب ؛فتتحول حاناتنا الى مكان للسب و الشتم و المصارعة !!
حتى عاهرات بلاد الكفار لهن تقدير انساني ؛فيما نحن ننهش في لحمنا بلا وازع ؛
فقيهنا فاسد ؛ ومسؤولونا فاسدون؛ و كل مانمارسه نمارسه بسوء نية و بفوضى ؛
اغانينا غارقة في مصطلحات الجنس ؛امثلتنا كلها توكلية ؛إعلامنا فضائحي….
هل استمر في سرد هذه المشاهد ام اطرح السؤال الكوني :
ما العمل؟ ما الحل؟
إن قلت نعود الى الإسلام ابحث عن دولة طبقت الإسلام فلا اجد !!!
إن قلت نعتنق ديانة غير الإسلام اتامل حال المسلمين في بلاد الكفار فأخجل !!!
هناك قيم لا تحتاج الى دين هي قيم الإنسانية ؛فمتى سنكون إنسانيين؟
متى سنقطع مع سلوكات لصيقة بنا و ترسم عنا صورة الهمجية !!!!!
لاول مرة اطرح سؤالا واعجز عن تقديم عناصر اجوبة عنه ؛لان الاصل نقاوة و الممارسة وساخة .
عفوا احبتي لسنا خير امة اخرجت للناس ؛نحن اصلا لسنا امة إلا في كتب الفقه،
نحن كائنات بشرية تتلدد في قتل ماهو بشري فيها!!!!!!!
تاريخنا زاخر بحكايات كرم الطائي و عباس بن الفرناس الذي إكتشف الطيران ؛ وعمر بن الخطاب الذي سن العدل…..
ولكننا دفنا تاريخنا في انتهازيتنا و نعيش عالة على هذا العالم
اسمنا مسلمون والإسلام منا براء
فمعذرة على وقاحة خطابي لكني لا ارى ما يمكن ان يكون عكس ما نحن فيه.

Loading...