هل تلعب مصر دوراً سلبياً في إيقاف العدوان على غزة؟

المغربية المستقلة  : د. محمد حمود

متابعة  : سمير باكير

يری المراقبون ان مصر لا يمكن ان تعدّ نفسها محايدة في مفاوضات وقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، ذلك لانها في الواقع غير محايدة.
فبدلاً من ان تعمل علی وقف إطلاق النار من خلال الضغط علی الاسرائيلي لإنهاء المجازر اليومية التي تُرتکب ضد الشعب الفلسطيني عبر الصواريخ وعبر الحصار الخانق الذي يمنع إيصال الدواء والغذاء الى اطفال ونساء و کبار السن في غزة، تعمل علی تنفيذ الاجندة الاسرائيلية وذلك بسبب دورها التاريخي السلبي تّجاه القضية الفلسطينية وهي التي فقدت قطاع غزة، وهي التي وقّعت اتفاقية كامب ديفيد، وجعلت محور فيلادلفيا محوراً بين الفلسطينيين والمصريين والآن سمحت للإسرائيلي بان يكون موجودا فيه، ولا تسمح للفلسطيني فتح الحدود، وهي التي تمهّد لاستمراريه الحصار ضد القطاع المنكوب تخوّفاً من دور حماس او ما يسمی دور الاخوان في غزة.
عطفاً على ماسبق، يعمل جهاز المخابرات المصري علی استهداف الاحزاب المصرية التي تنتقد موقف نظام السيسي من العدوان الإسرائيلي على القطاع، والتي طالبت اكثر من مرّة بقطع العلاقات مع الاحتلال، وطرد السفير الاسرائيلي من القاهرة، وإلغاء معاهده السلام التي وقّعتها مصر مع الاحتلال عام 1979، والمعروفة إعلاميا بمعاهدة “كامب ديفيد”.
وطالبت عددا من أحزاب المعارضة والشخصيات العامه المصرية السلطات في مصر بتمزيق معاهدة كامب ديفيد، بعد سيطرة الاحتلال على المحور الحدودي والجانب الفلسطيني من معبر رفح، فيما يعد انتهاكا لبنود الاتفاقية، كما اعلنت المعارضة اكثر من مرّة رفضها قيام السلطات في مصر بالتنسيق مع الاحتلال في ملف المساعدات الانسانية للقطاع في الشهور الاولى من العدوان قبل سيطرة الاحتلال على المعبر، وكانت القاهرة توصّلت لاتفاق يقضي بتوجيه شاحنات المساعدات للتفتيش من قبل جيش الاحتلال في معبر العوجة قبل عودتها ودخولها الى القطاع عبر معبر رفح، لکن فقدت هذه الفرصة ايضاً من خلال سيطرة الاحتلال على المحور الحدودي وهي عاجزة اليوم عن إدخال المساعدات والشاحنات عبر معبر کرم ابوسالم الحدودي، رغم الرعاية الامريكية في هذا الجانب.
في ختام الكلام، يمکن القول ان مصر ليست محايدة في المفاوضات، ولها دور سلبي ضد الفلسطينيين، وما تريده من السعي للمشاركة في المفاوضات هو تحقيق أهدافها.

Loading...