ريمون علون’ فنان يهودي مغربي من إسرائيل: المغرب أرض بركة وحبه يجري في عروقنا مجرى الدم+ فيديو

المغربية المستقلة  : إبراهيم بن مدان

عندما نتحدث عن الوطنية وحب الوطن يجب ألا نغفل جانبا مهما وهو أن الوطنية لا ترتبط بالوطن الذي يعيش فيه الإنسان، إذ أن هذه القيمة تنتقل مع الإنسان أينما حل وارتحل لا تفارقه مثل الظل. فالوطنية تسري في الإنسان سريان الدم في العروق وهذا بالضبط ما لاحظناه كمغاربة خلال زيارتنا لدولة إسرائيل.

فبالنظر لتواجد اليهود بالمغرب فهو يرجع لقرون طويلة وتقريبا أكثر من ألفي سنة. فالمغرب كان ولا يزال أرضا للتعايش والسلام بين الجميع، وموطنا لأكبر جالية يهودية في شمال إفريقيا. فحسب بعض الإحصائيات فنسبة اليهود بالمغرب مثلت إلى حدود أواخر الأربعينيات عشرة بالمئة من إجمالي السكان بحوالي 250 ألف نسمة، غير أن غالبيتهم غادروا المملكة بعد تأسيس إسرائيل سنة 1948، ولم يتبق منهم حاليا سوى حوالي ثلاثة آلاف يهودي، في الوقت الذي يقيم فيه أزيد من مليون يهودي من أصل مغربي في إسرائيل.

فمن خلال زيارتنا ولقائنا باليهود المغاربة الذين يعيشون في إسرائيل اكتشفنا العديد من الجوانب هنالك وهي التي يجهلها الكثيرون وهي أن هؤلاء وإلى حدود الآن لازالو محافظين على ثقافتهم وتراثهم وعاداتهم وتقاليدهم التي أتوا بها من المغرب. وأنت تتجول في إسرائيل تدخل للكثير من المقاهي والمطاعم وترى الأكل المغربي حاضرا في الأطباق بالإضافة للموسيقى المغربية باختلاف أنواعها، وكذا الحديث باللهجة “الدارجة”
كما لا ننسى أن بيوت اليهود المغاربة يحضر فيها العلم المغربي بالإضافة لصور المغفور لهما الملك محمد الخامس والملك الحسن الثاني وكذا صور الملك محمد السادس نصره، في نموذج للوطنية الصادقة وحب الوطن والحنين لذكريات بلد عاشوا فيه جنبا إلى جنبا مع المسلمين في تعايش ووئام دون تفرقة أو عنصرية.

فالملاحظ كذلك أن اليهود المغاربة في اسرائيل يشكلون نسبة كبيرة من النسيج الإسرائيلي، في كل المجالات. من مثل الفنان العصامي ريمون علون وهو مواطن يهودي إسرائيلي من أصول مغربية، يتقن العزف على آلة العود قام بالمشاركة في العديد من الحفلات سواء في المغرب أو إسرائيل.

أول ما رآنا ريمون بمدينة “نتانيا” الإسرائيلية وعلم أننا مغاربة رحب بنا ترحيبا حارا جدا وأدخلنا لمنزله، والذي يمكننا القول عنه أنه تحفة فنية تعج بالعديد من الآلات الموسيقية والعديد من الذكريات التي بقيت راسخة في ذهنه إبان طفولته بالمغرب قبل أن يهاجر لإسرائيل، جلسنا معه في بيته بمعية أسرته الكريمة وأمتع أذاننا بعزفه المبدع على آلة العود.

ريمون علون وغيره الكثير من اليهود المغاربة بإسرائيل الذين يحنون لموطنهم ونشأتهم المغرب الذي يشاركونه ذكريات، فرغم أنهم يعيشون بإسرائيل إلا أنهم يحملون في قلوبهم حبا جما لوطنهم المغرب وهو ما عبر عنه ريمون قائلا: “حب المغرب يجري في عروقنا مجرى الدم، فهو أرض بركة” متمنيا من الله أن يحفظ المغرب ملكا وشعبا ويوفقه للمزيد من الرقي والازدهار خلف الخطوات السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله..

Loading...