بلال مرميد ..صحفي يوثق للسينما بلا مكياج

المغربية المستقلة  : بقلم توفيق ناديري

بعد أن توارى الكبير علي حسن عن شاشة القناة الأولى،كان علينا أن ننتظر سنوات من التجريب ، لنكون قادرين على خلق برنامج يشكل نافذة تفاعلية بين السينمائيين،ولم يكن ذلك البرنامج سوى ‘ Fbm’ على القناة العمومية’ ميدي آن تي في’.
وأتذكر. الحلقات الأولى التي خلقت رجة سينمائية في فترة شيخ السينمائيين نور الدين الصايل ،وما أدراك ما الأستاذ الصايل.
قدم بلال مرميد القادم من الصحافة الورقية ناقدا ومتتبعا،نفسه كرقم صعب بين مجال ملتبس ومتداخل ،لا يصطف مع جهة دون أخرى ،شعاره المهنة أولا وأخيرا ،على الرغم من تبعات ذلك الحياد وتأثيراته المستقبلية.
وأتذكر وأنا المتتبع لكل كواليس قطاعنا السمعي البصري ،تلهف العديد من السينمائيين المرور في برنامج بلال مرميد ،فمن مر من هذا البرنامج ضمن الاستمرارية بشكل من الأشكال .
في سنوات توهج مهرجان مراكش للسينما ،كان بلاد نافذة المغاربة لمشاهدة نجوم هوليود على قناتهم العمومية ،في سابقة إعلامية، وفي إذاعتهم ميدي آن،كان مرميد يوصل لمتابعيه كل كبيرة وصغيرة عن مهرجان’ كان’ وغيره من المهرجانات والتظاهرات،كل الفعل السينمائي لا يغيب عن إنتاج بلال داخل الحدود وخارجه.
موعد المغاربة بكل أمانة وتجرد أو حسابات ضيقة ،مع السينما لم تكن بشكلها المهني الموضوعي إلا مع مساهمات برنامج بلال مرميد،مع التقدير لباقي المساهمات الورقية .
قد نختلف مع الرجل واختلفت معها مرارا( واغلب الزملاء يعرفون ذلك ) حول اختياراته وتختلف معه حول أهمية تجديد الدماء،لكن كلمة للتاريخ في حينه، يجب أن تقال بكل شجاعة وإنصاف ودون توجس أو تردد أو حسابات ضيقة عابرة :
الصحافي الناقد بلال مرميد بعد علامة فارقة في تاريخ الإعلام الفني والسينمائي في بلادنا، وما قدمه للسينما سيذكره التاريخ .
وأعتقد شخصيا أننا يجب أن نستفيد من كل طاقاتنا ونجدد دماءها ونشجعها على الاستمرارية وتطوير الأداء بما يخدم مصلحة القناة والوطن، فمغرب الغد هو مغرب الكفاءات،والوطن بحاجة لكل أبنائه الأكفاء في سياق إعلامي يتدهور باستمرار .

Loading...