مدينة وجدة معالم تاريخية عمرانية وتقاليد عريقة تغري عشاق السياحة الثقافية

المغربية المستقلة  :

 

إستهل الشاعر الشعبي الراحل سليمان الترهوني مطلع قصيدته الزجلية الجميلة عن مدينة وجدة ۔

وجدة سجدة المفرح سجدة
عادت للربيع أوراق
فاض الوجد من وجدة
عادت لمة الفرسان

*** عادت خيمة الفرسان

تحولت هذه الكلمات الجميلة الی أغنية شهيرة رددها أبناء المدينة وآنتشرت في ربوع المملكة حبا في هذه المدينة الجميلة ، مما جعل المغاربة يتسابقون لقضاء عطلهم بها ، إفتتانا بسحرها وبأناقتها وساحاتها الواسعة وتناسق أضواءها وزقاقها الضيقة ودروبها الملتوية التي تميزها عن باقي المدن المغربية القديمة ۔

*** عادات وتقاليد ناس وجدة

تعرف مدينة وجدة من بين مدن المغرب بالمدينة المحافظة ، اذ يتميز ناسها بالجود والكرم وحسن الضيافة، بالاضافة الی تقاليدها الخاصة التي تميزها عن باقي المدن المغربية۔

تضم مدينة وجدة أحد أقدم المساجد بالمغرب ، والذي يعود تاريخه الی القرن السابع الميلادي ، يحمل اسم ” جامع سيدي عقبة ” نسبة الی عقبة بن نافع الفهري الذي توفي سنة 682 ميلادية ، وكان هو من وضع حجر الاساس للمسجد الذي إكتمل بناءه بعد وفاته۔

وحسب متتبعين تعتبر مدينة وجدة ثاني أكبر مدينة في العالم بها مساجد بعد مدينة إسطنبول التركية ، إذ تتناثر المساجد في كل ركن منها، بل إنه لا يخلو أي حي من أحياءها ، سواء العتيقة منها أو الحديثة من مسجدين علی الأقل ، حتی إن عدد المساجد بلغ أكثر من 400مسجد ، وفق أرقام رسمية۔

*** الحداٸق والمسابح من مميزات مدينة وجدة

تشتهر مدينة وجدة بكثرة حداٸقها ، إذ لا تخلو أحياءها من الحداٸق ذات المساحات الكبيرة ، أشهرها حديقة لالة عاٸشة والتي تمتد مساحتها إلی قرابة 20 هكتارا ، ويعود تاريخها الی فترة الحماية الفرنسية ، تضم الحديقة العديد من الأجنحة منها مكان لألعاب الأطفال ، أماكن مخصصة للرياضة والفروسية بالاضافة الی مسابح كبيرة تستهوي شريحة واسعة من ابناء المدينة ۔

*** المنتزه الايكولوجي

يعد المنتزه الايكولوجي بوجدة الذي تم إحداثه سنة 2016 , الذي يقع علی المدخل الشمالي في إتجاه مدينة السعيدية ، من أبرز الفضاءات البيٸية والترفيهية في المدينة ، إذ يتميز بخصوصيته التي تجمع بين الحديقة والغابة والبحيرة ، الی جانب غابة سيدي امعافة وغابة الصنوبر ، يشكل هذا المنتزه أكبر مشروع بعاصمة الشرق ، حيث يسعی للتخفيف من إرتفاع درجة الحرارة في المجال الحضري وتوفير الهواء النقي۔

*** وجدة عاصمة الطرب الغرناطي

لا يتم ذكر مدينة وجدة دون ذكر الطرب الغرناطي الذي تعود أصوله الی مدينة غرناطة الاندلسية ۔۔۔

وقد إنتشر هذا اللون الموسيقي بوجدة دون سواها من المدن المغربية ، لكون أن معظم الاسر الاندلسية المهجرة من مدينة غرناطة الاندلسية ، إستقرت بمدينة وجدة ۔

وجدة التي يعشق أهلها الطرب الغرناطي ، عشقا كبيرا توارثوه أبا عن جد ، وهو ما دفع السلطات الی إنشاء بنية تحتية مهمة لتعليم الناشٸة أصوله وقواعده ۔

وانتشر هذا اللون الموسيقي التراثي بمدينة وجدة دون سواها من المدن المغربية۔

وتعمل السلطات بالمدينة ، وبشراكة مع المجتمع المدني علی تشجيع تعلم قواعد وأصول الطرب الغرناطي بإقامة مزيد من المعاهد والمدارس الخاصة بتعلم أصول هذا اللون الموسيقي العريق۔

*** الطبخ الوجدي أصالة وإبداع

يعتبر فن الطبخ الوجدي ثمرة التعدد العرقي الذي عرفته هذه المنطقة ، ويعود أصل هذا المطبخ أساسا الی الطبخ الامازيغي والاندلسي كما تاثر بشكل كبير بالطبخ المغاربي المجاور۔

تشتهر مدينة وجدة بعدة أطباق ومأكولات تنفرد بها ، وهي متنوعة وكثيرة ، ورغم أنها تشترك في مجموعة منها بباقي مناطق المغرب ، غير أن هناك بعض الاصناف التي تتميز بها لوحدها دون منازع ، وتعد من أشهی وألد المأكولات ، ومن بينها أكلة كران ” الشعبية الشهيرة بمدينة وجدة وهي ألذ مذاقا ، وتنتشر كثيرا بساحة باب عبد الوهاب القلب النابض للمدينة ، ونظرت لأهمية وشهرة هذه الأكلة التي تدخل ضمن الأكلات الشعبية الأصيلة ، فقد أصبح ينظم له مهرجانا سنويا مع مايتخلله من فقرات ثقافية وفنية بالساحة المعروفة ” ساحة باب سيدي عبد الوهاب ”

*** الحلويات الوجدية

هناك مجموعة من أصناف الحلويات المشهورة كثيرا بمدينة وجدة ، والتي لا تخلو من أي منزل ولا سيما في المناسبات الدينية والاحتفالات الخاصة كالخطوبة والعقيقة والزواج ۔۔۔وتتمثل اٶهمها فيما يعرف ” المقروط ” ، الكعك الوجدي، الزلابية وهي مايعرف بباقي مناطق المغرب ب ” الشباكية ” و ” سلو ” وما يعرف بمناطق أخری بالسفوف۔

Loading...