أكادير :
المغربية المستقلة : ر .أ
نظرا للظروف المناخية التي صاحبت توقيت الوقفة الاحتجاجية السلمية التي كانت مقررة هذا المساء السبت 03 مارس 2018 الساعة السادسة و النصف بساحة البلدية-البريد؛ تم تأجيل هذا الشكل النضالي إلى موعد لاحق؛ و سيتم الإعلان عنه قريبا، هذا وقد تم إصدار بلاغ بهذه المناسبة:
“بلاغ رقم 10”
نخلد هذه الأيام الذكرى 58 على فاجعة زلزال أكادير سنة 1960، هذه الكارثة الطبيعية التي خلفت في ظرف 15 ثانية مقتل أكثر من 15 ألف شخص وجرح أزيد من 12 ألف آخرين، في وقت شرد فيه ما لا يقل عن 35 ألف من السكان، إضافة إلى خسائر مادية جسيمة و جد فادحة، و نحن نتأمل حجم هذا الحدث نستحضر في المبادرة المدنية لانقاد اكادير أرواح شهداء مدينتنا مستعيدين ذكرى الجروح التي خلفتها كما نستحضر العائلات التي فقدت ذويها، والعائلات التي لازالت تعيش تبعات الزلزال ممن فقد منازله وممتلكاته، نستذكر ماض ليس ببعيد لنلملم جراحه حتى لا ننسى أجدادنا و أباءنا و إخوتنا وكل من مات في الفاجعة ونسأل الله أن يجعلهم من الشهداء، و هنا لا تفوتنا الفرصة لننوه بروح التضحية و التضامن التي أبان عنها سكان المنطقة خصوصا و عموم المغاربة و دول شقيقة في أعقاب هذه النكبة، لتشهد بعدها المدينة على مر أزيد من 40 سنة أكبر عملية إعمار و نماء و تطور على الصعيد الوطني سرعان ما انتكس و توقف بدون سابق انذار..
لقد مرت السنة على انطلاق حراك أكادير الذي تجسد في عدة مبادرات جماهيرية في طليعتها المبادرة المدنية لإنقاذ أكادير، حراك انطلق من المنازل و الأسواق و المواقع الاجتماعية ليتجسد فعليا كاحتجاجات شعبية على ما آلت إليه أوضاع المدينة على عدة مستويات ما فتئت الجماهير تحذر من تفاقمها.
ان مدينتنا باتت تعيش موتا “اكلينيكيا” لم تعد معه المهدءات و لا السياسات المرتجلة بإمكانها إحياء الميت، فمناورات المسؤولين تؤكد بالملموس ارتجالية السياسات و القرار على المستويين المحلي خاصة و المركزي عموما، و هو ما كرس معه حالة التردي و الجمود و تحولت معه أكادير من قطب اقتصادي وسياحي و ثقافي إلى مركز شبه حضري تعاني فيه جل القطاعات، وذلك رغم توفر المدينة على مقومات اقتصادية وبشرية تؤهلها للريادة وطنيا وقاريا.
لقد نبهت المبادرة المدنية لانقاد أكادير مند انطلاقتها في 26 فبراير2017 إلى هشاشة السلم الاجتماعي و الكساد الاقتصادي و الحصار المضروب على السياحة و الطيران و غياب الاستثمار العمومي و استشراء مراكز الفساد الإداري المالي و المصالحي..، لكنه و للأسف قوبلت كل هذه التحذيرات بكل أشكال الإهمال و التقاعس السياسي و الاقتصادي لكافة المؤسسات والفعاليات المحلية عن طرح إشكاليات المدينة الحقيقية، بل و التماهي مع حالة الجمود المفتعل و تكريس الأوضاع و المماطلة و التسويف في حلحلة الأوضاع.
على المستوى النضالي و جدوى الحراك نسجل أفول الأمل و الشعور بالإحباط العام لدى مختلف الفاعلين و الناشطين و كذلك الساكنة، و هو ما يفسر ارتكانها إلى الكمون و الحسرة و العزوف الذي لن يخدم أي مسار ديمقراطي مستقبلا، بل سيزيد من الانكفاء و التطرف و رفض المؤسسات التي فقدت كل مصداقيتها.
في هذه اللحظة نتوجه بكلمة أخيرة نؤبن من خلالها المدينة الأطلال الفقيدة الغالية ” أكادير” و نحن نشعر بالحسرة و الألم على مدينة مغتربة فقدت الكثير من معالمها الثقافية و المعمارية و الاقتصادية..مدينة أفل نجمها لتسكن الأشباح جل مرافقها الحيوية و التاريخية، مدينة استوطن الفساد و الإهمال مفاصلها…مدينة تخلى عنها نساؤها و رجالاتها إما مستسلمين للأمر الواقع أو متواطئين مع الطغمة المستفيدة من مغانم النكسة
- تعليقات فيسبوك
- تعليقات