“حوار حصري” : مع المدرب الدولي منذر الحرم حول توظيف التنمية الذاتية للرقي بالمجتمع

المغربية المستقلة :
في حوار حصري مع المدرب الدولي منذر الحرم: ينبغي لثقافة التنمية الذاتية أن تنتشر.. من أجل النهوض بالمجتمع
حاورته :الإعلامية بهيجة حيلات

في احدى محاضراته بمدينة اكادير استضافت “المغربية المستقلة المدرب العالمي الدكتور منذر الحرم في حوار مطول كشف من خلاله مجموعة من أسرار هذا العلم الجديد الذي بات الإقبال عليه كبيرا من لدن الشباب، كعلم يسعى إلى تطوير الذات الإنسانية وتصحيح الأفكار الخاطئة ودعم القدرات البشرية وتوجيهها للأفضل.
الحوار شكل فرصة للحديث عن تجربة المغرب في هذا المجال وعن جدوى هذا العلم للرقي بأفكار شبابنا وإدماجهم في تنمية الوطن. ولتقريبكم أكثر من الموضوع ندعكم مع الحوار التالي:
-عرف بنفسك؟
المدرب العالمي الدكتور منذر الحرم دربت في حوالي 30 دولة، وفي أكثر من 135 مدينة وعاصمة حول القارات الخمس، مدرب محترف متخصص في التحفيز والتطوير الإداريين وتطوير وتأهيل المعلمين وتطوير الذات. أمتاز بفن العرض والإلقاء والتحفيز حاصل على جوائز ودروع محلية وعالمية في برامج التدريب والتطوير.
– كيف أتتك فكرة الولوج لمجال التنمية الذاتية؟حدثنا عن بداياتك؟ بمن تأثرت من المدربين؟
بدأت مسار التدريب في ليبيا منذ اكثر من 20 سنة كمدرب محلي، ولكن حال دون ظهوري وانتشاري عدم توفر الفضاء المناسب، وقلة الوعي بأهمية التدريب في المجال التعليمي والإداري، وقد مثل انتقالي لبريطانيا نقلة نوعية في مسيرتي كمدرب بحيث تمرست في هذا المجال من خلال حضور دورات قصيرة، وأخرى طويلة المدى.
وقد أسهم تخرجي من كلية التربية في انطلاقي في عالم التدريب بكل ثقة وقناعة برسالتي في نشر الوعي بين الشباب، والمعلمين، والموظفين، والطلاب، وعامة الناس، بأهمية التنمية الذاتية والكيفية والآليات، التي يمكن بموجبها أن نحسن من الآداء المهني والعلمي والإجتماعي إذ أن من أهداف التدريب: اكتشاف الذات والتعرف على مواطن القوة في شخصيتنا، وتنميتها واستثمارها على أكمل وجه، ومواطن الضعف وتعلم الطرق المختلفة لتصحيح ما يمكن تصحيحه، وتغيير العادات السلبية وتوجيهها في المسار الصحيح.
بالنسبة للمدربين العرب فقد تأثرت بالدكتور محمد مايمون وقد كان لقائي الأول به في بريطانيا نقطة تحول مهمة في مسيرتي التدريبية، من خلال انضمامي لأكاديمية سفراء التنمية العالمية للتدريب والتطوير، وقد تشرفت بأن أكون مشرفها في بريطانيا وأوروبا.
وهنا أذكر أنني حصلت على جائزة أحسن مدرب على مستوى بريطانيا وأوروبا لسنوات متوالية والمرتبة الثانية على مستوى العالم لسنوات متوالية أيضا. كما لا أنسى أيضا الدكتور وليد فتيحي، الذي تأثرت بمهاراته العالية وطرحه العميق و أدائه الجيد.
أما على نطاق أوسع فقد كان للمدرب العالمي وصديقي البريطاني روبرت سميث أثر كبير فقد أعجبت جدا بما يقدمه من برامج صناعة القائد.
– ماهي أهم العراقيل التي تواجهكم في عملكم كمدرب تنمية ذاتية؟
من المعيقات التي يواجهها مجال التدريب والتي تحول دون تقديمه للنتائج المرجوة نجد عدم الاستمرار والتوقف عند حدود الدورات، فكثيرا ما يعتقد المتدرب أن التغيير سيتحقق بمجرد حضور الدورة، بينما الحقيقة أن المدرب يلقن المتدرب الكيفيات والآليات، التي تمكنه من معرفة ذاته وتوجيه مسار حياته الوجهة الصحيحة لتحقيق أهدافه، فالبعض يظن أن المدرب يملك الحلول وان الحياة ستتغير بمجرد حضور دورة، فالأصل هو المثابرة والاستمرار وتحديد الأهداف بدقة و إدراك كل واحد لرسالته. والعمل بإصرار وصبر حتى بلوغ الأهداف وتحقيق النجاح.
مهمة المدرب الرئيسة هو تعليم مهارات جديدة وتغيير نمط التفكير أن كان سلبيا ولا يخدم الأهداف، فهو يحفز المتدرب على الانطلاق لتحقيق أهدافه وأداء رسالته.
ولكن للأسف قليل من يستمر في هذه الطريق بعد انقضاء الدورات.
– احترافكم في مجال التدريب والتنمية الذاتية،هل كان له تأثير في مسار حياتكم؟ ماذا أضافت لكم هذه التجربة؟
بالتأكيد أضاف لي التدريب الكثير فأنا أكتسب باستمرار مهارات جديدة في العرض والالقاء وهذا خدمني جدا في مهنتي الأساسية كأستاذ جامعي ومحاضر، كما أني استفدت من التدريب في حياتي الخاصة والاجتماعية من خلال وضع خطة استراتيجية لحياتي، حققت من خلالها الكثير من أحلامي وأهدافي.
والحمد لله فقد زرت 60 دولة حول العالم والسفر بحد ذاته تجربة وخبرة علمية وحياتية فقد تعرفت خلال أسفاري على شخصيات عالمية تعد نموذجا في النجاح والتأثير كما يكفيني شرفا أنني أستاذ جامعي عربي ليبي أدرس اللغة الانجليزية في بريطانيا.
– ماهي أهم نصائحكم وتوجيهاتكم للشباب المهتمين بالإحتراف في مجال التنمية الذاتية؟
لابد لمن يختار مجال التدريب أن يمتلك رسالة معروفة ورؤيا واضحة، وينمي قدراته باستمرار كما أن الصبر هو مفتاح النجاح في التدريب، ولا ينبغي على المدرب أن يركز على الربح المادي السريع منذ البداية.
– كيف يمكن توظيف تداريب التنمية الذاتية في تحفيز الإنسان على الإبداع والعطاء خدمة لنفسه ولوطنه؟
ينبغي لثقافة التدريب والتنمية الذاتية أن تنتشر بين المعلمين والطلاب والموظفين من أجل النهوض بالمجتمع من خلال تحسين الأداء كل حسب مجاله و تخصصه.
– ماهو تقييمكم لواقع مجال التنمية الذاتية بالمغرب وبالعالم العربي؟
المغرب من الدول العربية الرائدة في مجال التدريب ففيها طاقات كبيرة ومدربين متميزين، كما انتشرت ثقافة التدريب وأيقن الكثير أهميته.
ومعدل هذا الاهتمام متقارب بين الأقطار العربية باستثناء قطر هذه الدولة التي تولي اهتماما بالغا لتدريب الكوادر في مختلف المجالات، حيث حصلت على مراتب متقدمة في العالم على مستوى الإهتمام بالتدريب والتطوير والاستثمار في الموارد البشرية.
عموما الحمد لله كمدرب عالمي أشعر أن الناس بدأت تدرك أهمية هذا المجال على مستوى العائلة والأبناء والمدارس والمؤسسات ولعل تجارب كوريا وسنغافورة وتركيا وماليزيا تؤكد أن طريق النجاح والنهوض تبدأ بوضع خطط استراتيجية من أجل التغيير وتحقيق النجاح.
يسعدني أخيرا أن أساهم في تحفيز وتنمية وعي الشباب في كل مكان في العالم فأنا ألان متفرغ لهذا العمل الرائع كمدرب عالمي في تطوير الذات .

Loading...