عين حرودة : “خطر التطبيع مع الصهاينة”و دور المجتمع المدني اتجاه القضية الفلسطينية عنوان ندوة نظمتها جمعية الشعاع البيئية الإجتماعية والتنموية .

عين حرودة – المحمدية :
المغربية المستقلة : علي محمودي
في إطار أنشطتها المقررة بالقانون الأساسي ؛ نظمت جمعية الشعاع البيئية الإجتماعية والتنموية ؛ ندوة تحت “عنوان خطر التطبيع مع الصهاينة،و دور المجتمع المدني اتجاه القضية الفلسطينية ؛ بتأطير من الأستاذ سيون أسيدون (من مؤسسي bds maroc) ؛ والأستاذة سعيدة معروف (رئيسة منظمة تجديد الوعي النسائي) ؛ والتي أقيمت يوم السبت 10فبراير 2018 على الساعة الرابعة مساءا ؛ بقاعة الندوات بالمركب الثقافي عين حرودة؛ خاصة ان الجمعية تشرفت باستدعاء تلة من الفئات الملمة بالموضوع ؛ تشكلت من مجتمع مدني و أحزاب سياسية و أطر تعليمية وتربوية و حقوقيين ؛ وصحفيين ومنتخبين من أجل مشاركتها هده البادرة التحسيسية .
حيث شهدت الندوة المنظمةمن طرف الجمعيةالمدكورة ؛ حظورا مميز ا لم يكن متوقعا؛ من خلال مظمون ” الموضوع” وما قدمه الأساتذة المحاضرون بالندوة ؛ حيث تفاعلت جميع فعاليات المجتمع المدني بزناتة ؛ والأساتذة خصوصا ؛ لكون الموضوع كان متعلقا بما يسمى ” بالقضية الفلسطينية” ؛ و”التطبيع مع إسرائيل “؛ مما جعل المؤطرين الجمعويين المحاضرين يعطونه صبغة تحسيسية و تعريفية؛ لان القضية تعتبر من الاولويات ؛ ولكونها تعتبر حديث الساعة في الساحة العربية والدولية ؛ وتوجب على جمعيات المجتمع المدني التعريف بها من كل الجوانب ؛سواءامنها المحلية او الوطنيةو الدولية.


كما تقدمت الجمعية المدكورة خلال هده الندوة ؛ بتشكراتها لكل المؤطرين وجميع جمعيات المجتمع المدني بالمنطقة ؛ وللحضور ايضا لتلبية الدعوة ؛ ضاربة بذالك موعداجديدا لنشاط آخر ؛ من ظمن الأنشطة الهادفة التي سطرتها ببرنامجها السنوي.
وصلة بالموضوع و لنحط القارئ عن فحوى ومضمون الندوة نتطرق الى التطبيع بين العرب وإسرائيل من زاوية أخرى :
مقدمة :
بدأ التطبيع بين العرب وإسرائيل من مصر التي وقع رئيسها أنور السادات عام 1978 في كامب ديفد اتفاقا للسلام المنفرد، وبقيت الأنظمة والشعوب العربية خارج نطاق هذا السلام إلى حين قدوم موجة التطبيع الثانية عام 1991 بعد انطلاق مفاوضات السلام العربية-الإسرائيلية إثر مؤتمر مدريد.
مع توقيع اتفاق أوسلو عام 1993 بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية واتفاق وادي عربة مع الأردن في العام التالي ساد تفاؤل في الشارع العربي بأن الصراع العربي-الإسرائيلي في طريقه للحل من بوابة إنصاف الفلسطينيين وحصولهم على دولة.
غير أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة راوغت في تحقيق سلام عادل منذ مقتل إسحاق رابين عام 1995 وانكشفت مناوراتها في مؤتمر كامب ديفد عام 2000.
في هذه الأثناء، انخفضت توقعات الشعوب العربية حيال جدوى عملية السلام الفلسطينية-الإسرائيلية جراء السياسات العنصرية والقمعية التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين، ودفع ذلك الناشطين الفلسطينيين وحلفاءهم الدوليين للسعي إلى إيجاد بدائل متنوعة لعزل إسرائيل ومعاقبتها بهدف إجبارها على الاعتراف بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.
وفتح ذلك الباب للمجتمع المدني الفلسطيني كي يطلق مبادرته المعروفة بالحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل “بي دي أس”، وبدأت أهداف الحركة تحظى بدعم عدد متزايد من الفنانين والنقابات الطلابية والمهنية والزعماء الدينيين في العالم العربي والغربي، مما صعد من الهجمة الإسرائيلية على الحركة وناشطيها بهدف محاصرتهم وتحجيمهم.
التغطية التالية تضيء على مساري التطبيع والمقاطعة، وهما الخياران المتعارضان للأنظمة وللشعوب العربية إزاء العلاقة مع إسرائيل.
التطبيع بين الحكومات والشارع
رهان التطبيع وأدواته
بعض أعضاء الوفد البحريني خلال زيارتهم لإسرائيل (الجزيرة) تعمل دعاية الاحتلال الإعلامية والثقافية من مداخل متعددة، فهي تنبري لمخاطبة الجماهير العربية مباشرة بوسائطها المتعددة؛ لكنها تحرص أيضاً على تهيئة أذهان النخب واستمالة وجوه وأسماء من أوساط الصفوة والناشطين.
وبينما تستهدف دبلوماسية الاحتلال الثقافية نخباً فكرية وفنية وإبداعية عربية؛ فإنّ بعض وجوهها تظهر فجأة في فلسطين المحتلة لحضور مؤتمرات وإلقاء محاضرات وتقديم عروض فنية، علاوة على صعود التطبيع السياحي بمضامينه الثقافية الطاغية.
فالحرص على استمالة نخب معينة يراهن على تأثيراتها في مجتمعاتها، مع محاولة الاشتغال على صفوة الحاضر وطلائع المستقبل، أي القيادات الشابة الصاعدة، بغض النظر عن مدى النجاح الفعلي التي تحققه دبلوماسية الاحتلال التطبيعية في هذا الشأن.
ويحصل متابعو المواقع الشبكية الإسرائيلية ذات المحتوى العربي على مواد إعلامية وموارد معلومات متجددة، وضمن هؤلاء مثقفون وإعلاميون، علاوة على أوساط من فئات الجمهور المتعددة.
وتحظى بعض المواد والصور والمقاطع برواجٍ واسع في مواقع التواصل وتطبيقات الأجهزة، بالنظر إلى محتواها المفاجئ أو الصادم الذي يبدو استثنائياً بما يزيد من ذيوعها، وإن تناقلها بعض الجمهور من باب الاستنكار أو الاستهجان أو الطرافة.
لقد طرأت خلال العقود الأربعة الماضية تحولات متلاحقة أوجدت جيوباً لدعاة التطبيع العرب الذين يتقمصون مضامين دعائية إسرائيلية. بات خطاب التطبيع تشارُكياً وفق تفاعل متبادل بين أطراف؛ منها ما يقع في الجانب العربي ومنها ما يقع في مربع الاحتلال ذاته، علاوة على أنه خطاب تحضّ عليه أطراف غربية ودولية.
ويُعدّ التطبيع غير الرسمي من مقوِّمات القوة الناعمة لنظام الاحتلال، ويندرج ضمن دبلوماسيته الشعبية لتشويش الوعي عموماً، وصولاً إلى ما يحاكي غسل الأدمغة في بعض الحالات.
وتنهض بعض الأطر والتشكيلات والمشروعات والبرامج بأدوار مهمة في هذا الاتجاه، من قبيل الملتقيات التطبيعية، وتنظيم الزيارات والجولات والاستضافات التي تتحرّى تقاليدَ الدبلوماسية الشعبية في المجالات الثقافية والفنية والإعلامية، وفي العمل الشبابي والنسائي والقطاعي والتخصصي.
وتأتي بعض وجوه التطبيع هذه تحت مظلات أوروبية وغربية أو بدعم ورعاية منها، ومنها ما يتجه إلى الشباب والناشئة لتهيئة الأجيال القادمة لتجاوز “ثقافة الصراع”، كما عبّر عنه مشروع “بذور السلام” مثلاً الذي انطلق بعد إبرام اتفاق أوسلو.
الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي سعى لتسويغ الجرائم الصهيوينة (مواقع التواصل الإجتماعي)
المآزق وحدود القدرة
لكنّ محاولات أخرى في الظل أفضت ببعض الوجوه إلى تصهيُنٍ متطرفٍ، فيتقمص المهزوم روح غالبه بما يحاكي “متلازمة استوكهولم” التي تتعاطف بموجبها الضحية مع جلادها.
وتتعدد الشواهد على اقتناص أفراد عرب وإعادة إنتاج شخصياتهم للتحدث بمضامين إسرائيلية متطرفة؛ كما جرى مثلاً مع اثنين من أبناء القادة الفلسطينيين مثلاً، ومع وجوه أخرى عربية ينطوي سلوكها وخطابها على “مازوخية دعائية” تستعذب الهوان.
وتخوض جيوش إلكترونية مجهولة الهوية حملات لإغراق المحتوى الشبكي العربي بمضامين على هذا النحو، مع ظهور جيوب من كاتبي المقالات الذين تحتفي بهم وزارة الخارجية الإسرائيلية وتعرض نصوصهم في مواقعها ومنصاتها.
تواجه دعاية الاحتلال مآزق متعددة رغم خبراتها وقدراتها المشهودة، فهي تحاول استمالة العرب لكنها تستفز وعيهم بسعيها لمصادرة الأرض، وتزييف التاريخ وانتحال الثقافة ذاتها. وقد حدث شيء من هذا عندما برزت وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ميري ريغيف على البساط الأحمر في مهرجان كان السينمائي الدولي (2017)، برداء يحمل تطريزاً للقدس.
كانت الرسالة موجهة إلى العالم لكنها استنفرت موجة ارتدادية عربية ساخطة، أعادت تصميم الرداء ذاته في الشبكات لإظهار واقع الاحتلال من خلاله. إنها حدود القدرة الدعائية ومراهناتها على خيارات غير مأمونة العواقب.
وإذ يسعى الاحتلال لتوظيف التشبيك الإلكتروني والتقنيات المتجددة للعبور إلى العقول والقلوب؛ فإنه يواجه مقاومة جارفة في هذه الوسائط والمنصات، التي تحقق فرصاً غير مسبوقة لإدراك واقع الاحتلال ومعايشته دون مساحيق تجميل، ولتطوير خيارات التضامن مع فلسطين أيضاً.
تنجح دبلوماسية الاحتلال الدعائية في استمالة عناصر من بعض المكونات المجتمعية، لكنها تستفز الوعي المجتمعي العريض الذي يستشعر دخول العامل الإسرائيلي على خط التناقضات الداخلية.
وتجلى ذلك في بعض الملفات الانفصالية ونزعات التفكيك، عندما حمل ناشطون مرتبطون بأذرع الاحتلال أعلامه في جنوب السودان بعد انفصالها (2011) وخلال استفتاء كردستان (2017)، وهو ما تفعله أسماء معدودة من المتذرعين بالثقافة الأمازيغية المعزولين شعبياً عن المجتمعات المغاربية في وحدتها وتنوّعها.
يبقى أن استعمال دعاية الاحتلال أدوات إعلامية وثقافية فعالة لا يقضي باحتكارها، ولا يضمن توجيه مخرجاتها بما يخدمه حقا.
أما المأزق الجوهري الذي يحيط بمحاولات الاحتلال الدؤوبة لبسط هيمنته المعنوية على الشعوب العربية واستلاب وعيها؛ فقد صنعه الاحتلال ذاته بحقائق العدوان والفتك والقهر التي أنتجها على الأرض، وما يقابلها من حضور الشعب الفلسطيني المشفوع بمشاهد التحدي المجيدة التي تبدأ مع جرأة طفل ضمن شعب لا يمكن طمس الوعي لديه..

Loading...