المغربية المستقلة
اكادير : بهيجة حيلات
تخليدا للذكرى 74 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال وبمناسبة حلول السنة الامازيغية الجديدة 2968، نظمت جمعية إغير ن ؤكادير وجمعية المسيرة لمهنيي الصيد الساحلي بالجنوب بتعاون مع الجماعة الترابية لأورير، وبدعم من مجموعة من المؤسسات المنتخبة والاقتصادية يوم السبت 27 يناير 2018 حفل “الموكار ن يض ايناير”، والذي يحمل اسم دورة “الحاج محمد ابعقيل” وهو رئيس أول باخرة ترسو بميناء الداخلة بعد المسيرة الخضراء، حين قاد هذا الوطني الغيورعدد من البحارة الى الصحراء المسترجعة من الاستعمار الاسباني، رغم ما يحيط الرحلة من مخاطر بسبب تهديدات أعداء الوحدة الترابية للمغرب.
وذلك بحضور مجموعة من الفعاليات الجمعوية والفنية والاعلامية والشخصيات البارزة في مقدمتهم الدكتور مصطفى الكتيري المندوب السامي للقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير.
وقد اتخذ الاحتفال الذي احتضنه غولف تازكزوت بأورير بعدا وطنيا وتاريخيا جسد تلاحم الشعب المغربي وتآزره وتعاضده وقوي أواصر الأخوة والمحبة بين مختلف مكوناته، خاصة وان النشاط اقيم للاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة، ولتخليد الذكرى 74 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال 11يناير 1944، وهي ذكرى وطنية عزيزة أعادت للمغرب هيبته وكرامته زمن الاستعمار، وأيضا بمناسبة اختيار رمز من رموز الجهة لتكريمه كنموذج لمغربي وطني غيور لم يتوان في تلبية نداء الوطن، الأمر يتعلق بالحاج محمد ابعقيل الذي قدمت في حقه شهادات حية ومباشرة عبر شريط وثائقي لخص حياة المحتفى به بشكل عام، ليكون بذلك نموذج للمواطن المغربي المفعم بالوطنية الحقة، والعصامي، والمكافح، والطموح الذي لم يتردد في تلبية نداء الوطن.
الحفل الذي يمزج بين الاحتفال بالسنة الأمازيغية وبالموروث الامازيغي وبين تخليد حدث وطني بارز ونفض الغبار عن الذاكرة المحلية المواطنة، شكل فرصة مناسبة للمندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير الدكتور مصطفى لكتيري لإلقاء كلمة استعرض من خلالها جزء من تاريخ المغرب المشرق واستلهم للجيل الحالي بطولات اهل سوس واصفا اياهم بأهل العلم وبالكرم والعطاء ونكرات الذات والتضحية من أجل الوطن كماهو الشأن للمحتفى به الحاج محمد ابعقيل الذي انطلق من الصفر، ليكون نفسه ويحقق ذاته بل ويساهم من موقعه في مجال الصيد البحري في الكفاح والنضال، وهو الذي يعد أول رئيس باخرة يلج مياه ميناء الداخلة تلبية لنداء الوطن.
وفي الكلمة التي القاها الكثيري في حق المحتفى به الحاج محمد ابعقيل قال: “سجل الحاج محمد أباعقيل لحظة نضالية تاريخية، كجندي مشبع بالغيرة الوطنية، عندما استجاب لنداء الوطن وولج ميناء الداخلة في 3 مارس 1976، وبذلك يعبر عن حب البحارة ومهنيي الصيد الساحلي لبلدهم المغرب ومساهمتهم في استكمال استقلاله، وذلك بدخول باخرة الصيد المسماة راغب، لميناء الداخلة، والمرقمة تحت رقم 704.8 في لحظة لم يستطع فيها أي شخص أن يغامر بحياته لخوض هذه الرحلة البحرية من أكادير نحو الداخلة”
معتبرا اياه رمز من رموز المقاومة والنضال المغربي، وقدم له باسم المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير تذكارا عربون اعتراف وتقدير.
ليتم تكريمه ايضا من قبل رئيس جمعية أغير ن وكادير لحسن اسرارفي ورئيس جمعية المسيرة لمهنيي الصيد الساحلي بالجنوب احمد ابعقيل حيث قدموا له هدايا وتذكارات بالمناسبة كما تم تكريم من عايشوه وعاشروه خلال الرحلة التاريخية لميناء الداخلة، وهم الإخوة البحارة علي ابعقيل، واحمد اوبلا، والحسين ابعقيل .
المكرم الثاني في حفل “الموكار ن يض ايناير” كان هو الدكتور مصطفى لكتيري المندوب السامي، حظي بدوره بتكريم خاص باعتباره رمز من رموز هذا الوطن، اعطى الشيء الكثير لأسرة المقاومة واعضاء جيش التحرير، ولا يتوانى عن خدمة الصالح العام.
وفي مجال الصحافة والإعلام كرمت الجمعيتين ايقونة الاعلام بجهة سوس ماسة عبد اللطيف المتوكل عن جريدة الاتحاد الاشتراكي ، كما تم تكريم الفاعل الجمعوي الدكتور محمد بيزران ابن فنان سوس الشهير “الرايس سعيد اشتوك”. وذلك نظير ما يقدمونه من خدمات جليلة في مختلف المجالات على صعيد الجهة.
من جانبه رئيس جماعة أورير ونائبه قدما كلمات ترحيبية للحضور مؤكدين دعمها لمثل هده المبادرات الجادة والخلاقة ليأتي الدور على ممثل برلماني جهة سوس صالح المالوكي الذي لم يخفي سعادته بالحضور في هذا الاحتفال الذي وصفه بالناجح بعده جاء الدور على رئيس الكونفدرالية الوطنية للصيد الساحلي بالمغرب العربي المهيدي الذي اعتبر حضوره لحفل تكريم الحاج محمد ابعقيل باللحظة التاريخية لان المحتفى به يستحق أكثر من تكريم وأكثر من التفاتة معتبرا ان احتفالية اورير ستبقى خالدة في الاذهان لصدق ونبل لحظاتها.
وقد تخللت الحفل فقرات موسيقية من اداء سيمفونية الروايس برئاسة الرايس لحسن ادحمو والفنانين الشابين هشام ماسين ولحسن انير،الذين الهبوا حماسة الحضور الذي رقص على نغمات فن الروايس كما تجاوب مع الفقرة الفكاهية للفنان الامازيغي لحسن شاوشاو.
وقد كان للحضور موعد مع عرض للأزياء الامازيغية الأصيلة من تصميم المصمم محمد يوهامو والذي قدم أزياء تجسد عراقة اللباس الامازيغي وتفرده وأصالته.
وقد اقيمت على شرف الضيوف مأدبة عشاء فاخرة ضمت وجبة تآكلا المشهورة لدى الامازيغ والتي لها ارتباط وثيق بالاحتفال بالسنة الامازيغية، وخلالها تم التعرف على اسعدي اسكاس او محظوظ السنة الذي لم يكن سوى الضيف رضوان واعزيزي والدي ابتهج بكونه اسعدي اوسكاس وتسلم من ممثلي الجمعيتين تذكار وجائزة الدورة.
وكان ختام مسك الحفلة الفنية لالموكار ن ايض ايناير مساهمة الفنان عبد العالي الصحراوي الذي أمتع الحضور بالفن الحساني. لتختتم أجواء الاحتفال بتلاوة برقية الولاء والإخلاص المرفوعة للسدة العالية بالله من قبل احمد ابعقيل رئيس جمعية المسيرة لمهنيي الصيد الساحلي بالجنوب، عبر المنظمون من خلالها عن تعلقهم بأهداب العرش العلوي المجيد.
ويذكر ان الحفل من تنشيط الاعلامية الصاعدة حفيظة تعيب والاعلامي الرياضي المتألق الحسين العلالي.
- تعليقات فيسبوك
- تعليقات