تارودانت : بالصوت والصورة : في رحاب العلامة الحاج الطيب الهوزالي احد رواد العلم بسوس وعميد المدرسة العتيقة ” إمي نواداي
تارودانت :
المغربية المستقلة : علي محمودي
ولد العلامة الطيب على فراش العدم؛ ونشأ على الكد والثعب ؛ وعلى مزيج من هذا وذاك؛ مرت طفولة الطفل الطيب. .البريء. .فكان تلميذا مكافحا قبل ان يصبح عالما مجاهدا.
وعلى هذا النمط صار العلامة الطيب في صغره وهو في سن السابعة تحت يد أبيه؛ الذي يجعله ورائه دائما في أداء الصلاة؛ ثم انتقل بعد ذاذلك إلى تحت يد خاله وشيخه سيدي المحفوظ الذي أثمر عليه ورباه عن ملازمة الصلاة في أوقاتها؛ مع حفظ القرآن الكريم؛ وعلى هذا النهج تلقى العلامة الطيب تربيته الكاملة وملازمته الشاملة على يد سيدي الحاج ابراهيم بن العربي؛ المربي الفاضل؛ والعالم الجليل؛ وهو القدوة المثلى في التربية ودورهم في تربية العلامة الطيب وتهيئته علما وعملا؛ واخلاقا حميدة تجلت في سلوكه الديني والتربوي.
وقد نشأ العلامة الطيب في بيئة اسلامية محضة؛ وترعرع في أجواء علمية خالصة؛ عاصر الاستعمار وعاش ويلاته وافراحه ؛ وتربى على يد أب فقيه مشارط ينتقل من مسجد إلى مسجد باحثا عن لقمة عيش حلال في عصر سادت فيه الفوضى والتمزق ؛ والتقم تدي أم طاهرة شريفة نبتت من أسرة عالمة دات أصول وفروع؛ فالأب نعم الموجه والمربي ؛ والأم نعم المربية الناصحة والمرشدة المخلصة.
وفي كهولته يجني العلامة الطيب ماغرست يداه في هذه الأسرة الكريمة؛ فقد رأى أبنائه حافضين للقرآن الكريم؛ وشدوا من السنة النبوية الشريفة؛ على نهجه في التعليم؛ كما بإمكانه اليوم أن يغادر المدرسة مطمئنا على على أحوالها؛ وذلك بفضل المجهودات الجبارة التي يقوم بها أبنائه البررة اتجاه الطلبة والضيوف؛ فلن تستطيع أن تدرك الفرق بين غياب الفقيه العلاّمة الطيب ووجوده؛ فكل شيء يسير وفق المنهج المخطط دون خلل يذكر.
وبمختلف الطبقات الشعبية تربط العلامة الطيب روابط دين وصداقة؛ فقد حضي من طرف الكثير من الناس بالاحترام والتقدير لمايقوم به من جهود جبارة في سبيل حفض القرآن الكريم والسنة المطهرة؛ والعلوم النافعة؛ وقد حدا بهم هذا الاحترام والتقدير والمحبة إلى إكرامه والنظر في شؤونه والمساهمة بالمواد الغذائية والملابس سعيا إلى استمرار هذه المسيرة القرآنية والعلمية والموفقة عبر الزمان.
بفضل مجهودات وتفهم المحسنين والغيورين على الملة والدين؛ فإن المدرسة استعادت عافيتها تدريجيا إلى أن أصبح يدرس بها مايزيد عن 500 طالب علم؛ خاصة ان المدرسة توفرهم كل حاجياتهم من مأكل وشراب ومأوى ؛ كما أن النظام بها يحاول أن يراعي ويوفق بين مستلزمات التحصيل السليم ومتطلبات العصر ؛ و للمدرسة عدة فروع من مدارس مستقلة مرتبطة بها.
ومن هذا التعريف نعرف أن العلامة الحاج الطيب الهوزالي كان على جانب كبير من الاهمية والمكانة العلمية والاجتماعية والأدبية؛ فهو الجليل والشيخ النبيل؛ وهذا مايذل على فضله؛ وقوة روح التدين فيه؛ ونظرا لأهمية هذا الرجل فإن حياته تتسع لحلقات قادمة عبر موقع جريدة “المغربية المستقلة ” التي ارتأت تسليط الضوء وإعطاء نبذة تاريخية عن المؤسسة :
——————————–
تعتبر مدرسة الرحمان العتيقة من كبريات المدارس العلمية بسوس ؛ وقد تأسست على يد المحدث الجليل العلامة سيدي عبد الرحمان التغرغرتي الهوزالي حوالي 1200ه.
– الموقع الجغرافي للمؤسسة :
تقع المؤسسة بدوار إمي نواداي قبيلة تغرغرت إنداوزال ؛ جماعة ازغار نيرس دائرة اغرم إقليم تارودانت؛ وتبعد عن قيادة اساكي تالوين ب 50كلم عبر الطريق الرابطة بين تالوين وإغرم .
تجديد المؤسسة :
قام بتجديد مدرسة الرحمان العتيقة سيدي الفقيه العلاّمة الحاج الطيب بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمان التغرغرتي المؤسس الأول؛ حيث قام بإعادة بنائها مند الخمسينات؛ وتطوير أدائها ما جعلها تستقبل مابين 400 و 500 طالب.
فروع المؤسسة :
قام العلامة الشيخ الطيب بإنشاء فروع لهذه المؤسسة منها :
– مدرسة الرشاد بمركز اساكي تالوين تارودانت.
– مدرسة الرحمة بأسني الحوز مراكش.
– مدرسة القدس بشارع القدس حي لالة مريم بسيدي إفني كلميم الصحراء.
أهداف مؤسسة الرحمان العتيقة :
تتوخى المؤسسة مند تأسيسها وتجديدها ؛ تحقيق الأهداف التالية :
* تحفيظ القرآن الكريم؛ وتدريس العلوم الشرعية.
* نشر الثقافة الإسلامية الأصلية؛ وتربية الناشئة تربية اسلامية.
* تثبيت التوابث الأساسية للدولة المغربية؛ إمارة المؤمنين؛ العقيدة الاشعرية ؛ المذهب المالكي؛ التصوف السني.
الأطوار الدراسية بالمؤسسة :
بعد صدور القانون 13.01 المنظم للتعليم العتيق؛ وابتداءا من الموسم الدراسي 2007 ؛ قامت المؤسسة بالانخراط في هدا النظام الذي تبنته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية؛ لإصلاح التعليم العتيق؛ كما رخصت الوزارة بفتح الأطوار الثلاثة بالمؤسسة.
* الطور الابتدائي العتيق؛ الطور الإعدادي العتيق والطور الثانوي العتيق؛ ويتمتع جميع الطلبة بنظام داخلي تام يتضمن السكن والاطعام والتطبيب ؛ وحيث يسهر على ذلك ماديا العلامة الشيخ الطيب المنذر ؛ واداريا نجله عبد الرحمان المنذر؛ الذي اكتسب تجربة مميزة تزيد عن عشر سنوات؛ وقد أبانت نتائج الباكالوريا خلال السنوات الست عن هذه التجربة الرائدة.
الأنشطة المدرسية :
تقوم المؤسسة بعدة أنشطة موازية؛ تساهم في نشر الثقافة الإسلامية؛ مثل المسابقات القرآنية والثقافية ؛ ندوات علمية؛ محاضرات دينية؛ طبع وتوزيع بعض المؤلفات المفيدة؛ كما تقوم المؤسسة بتنظيم بعض الرحلات المدرسية كل سنة منها على سبيل المثال؛ الرحلة إلى موسم ابن يعقوب بطاطا؛ والرحلة المعروفة عند المدارس العتيقة إلى موسم لالة تاعلاط بشتوكة أيت باها ؛ثم كذلك رحلات زيارة بعض المدارس العتيقة من أجل التواصل والتعارف وتبادل الخبرات.