“الكركرات: جعجعة بﻻ طحين”
كاتب رأي: مصطفى سلمى ولد سيدي مولود ناشط حقوقي وسياسي
تحركت مدرعات و راجمات صواريخ مغربية صوب الكركرات، و اجتمعت هيئة اركان البوليساريو للرد. و قبلها سيارات للبوليساريو تقطع طريق الكركرات نواذيبو لساعات، ثم ليومين. و مناورات بالذخيرة الحية لقوات الجبهة في منطقة آغوينيت بالجنوب. و في كﻻم الساسة حديث ﻻ ينقطع عن التصعيد و اﻻستفزاز و الجاهزية للرد.
فهل يمكن ان تكون الكركرات مسرحا لحرب وشيكة؟
بالمعطيات الميدانية، ﻻ تستطيع البوليساريو خوض حرب في منطقة الكركرات مطلقا. فلوصول قواتها الى الكركرات الموجودة على الساحل اﻻطلسي، عليها ان تتوغل في عمق القوات المغربية لما يقرب من 250 كلم في شريط ضيق يمتد من تشلة شرقا الى الكركرات غربا ﻻ يتجاوز عرضه في اتجاه الحدود الموريتانية عشرة كليمترات في اغلب اﻻحيان، و هي منطقة رملية مكشوفة. ما يعني ان اي عمل عسكري للبوليساريو في تلك المناطق هو انتحار بكل المعاني.
هذه المعطيات تعيها الجبهة و المغرب و المينورسو و كل المتتبعين لنزاع الصحراء، و تؤكدها حرب الصحراء اﻻولى، فلم تشهد المناطق غرب تشلة معارك تذكر منذ تشييد الحزام الدفاعي المغربي.
تجاوز اي عسكري مغربي للحزام الدفاعي، يعتبر خرقا بينا لوقف اطﻻق النار، و لن يقدم المغرب على تلك الخطوة كي ﻻ يخرج نزاع الصحراء من حالة السبات التي هو عليها، و يفرض تدخﻻ دوليا لن يكون في صالح استراتيجته في ادارة النزاع. فهو الرابح من الوضعي الحالي.
ما حدث و يحدث و سيحدث هو استعراض قوة و رسائل من اطراف النزاع للوسيط اﻻممي الذي يشتغل بصمت، ترمي لكسب نقاط في تقرير ابريل القادم.
القادم بوست
- تعليقات فيسبوك
- تعليقات