المغربية المستقلة: بقلم خديجة اليزيدي
نحن جميعا امام وضعية تقلق وتحزن بعد أشهر من المجهودات والنتائج الإيجابية للدولة والمجتمع، لكن لا زال بإمكاننا تجنب الانفلات الوبائي بشرط أن ننطلق من الان في إجراءات استعجالية”. ما زال بإمكاننا التحكم في وضع الوباء وتعطيل الموجة الثانية التي وبدون شك دخلناها،فقد كان تفاديها مرتبط بإحداث تغييرات ملموسة و وواضحة على مستوى سلوك الأفراد والجماعة، وكذا من خلال وضع منهجية صارمة لتدبير الوباء وطريقة أنجع للتواصل بين المنظومة ككل.
فاليوم نعيش حالة صراع و تسارع مع الوباء تهم مناطق ومدن عديدة بالمغرب وإن لم نتدارك الموقف فالمغرب بأكمله، فمن الصعب ان نتنبأ بتطوره او نقول ان الوباء تحا السيطرة…
وأحذر المجتمع من استمرار نفس الشروط الحالية التي ستؤدي إلى حالة انتكاس أكثر قوة مما نعيشه الآن، لأن الوضع يتفاقم وأرقام الاصابات المؤكدة في تزايد أكثر وأكثر خلال هذا الاسبوع الاول من شهر غشت، بسبب الوضعية الحالية وما رافقها من تعقيدات تزامنا مع مناسبة عيد الاضحى، وبسبب تداعيات التخفيف من الحجر الصحي دون مرافقته بالالتزام الجدي و الفعلي للإجراءات الحاجزية من طرف الأفراد، إضافة إلى مشاكل متفرقة من حيث الزمان والمكان والتي من شأنها ان تسهل و بشكل كبير الإنفلات الوبائي والخوض في الموجة الثانية قبل اوانها.
وفي هذا السياق، إن تفادي الانفلات الوبائي حبيس بالاحترام التام والشامل لإجراءات الوقاية و الحاجزية التي تقرتها السلطات والمسؤولية الصحية من إرتداء الكمامة وتجنب الأماكن المزدحمة وتفادي السلام باليدين و الوجه والعناق وغيرها، عند اللقاءات بعد أشهر التباعد الجسدي، وكذا توخي الحذر أثناء التواجد بالأماكن المغلقة كالمطاعم والمساجد والمحلات التجارية ووسائل النقل وغيرها.
إن حاجتنا تلح على اتخاذ اجراءات استثنائية بالمدن والمتاطق التي تعرف تسارعا كبيرا للوباء، مع ضرورة دعم الأطقم الميدانية وتتبع عمل الساهرين عن تدبير الازمة الصحية من حيث التقييم اليومي.
وأدعو كذلك إلى ضرورة تكثيف عملية الفحص للحالات التي تظهر عليها أعراض العدوى ب(كوفيد- 19 ) أو الأعراض التي تشبهها وعزل المخالطين لأربعة عشر يوما بنفس الشروط، ووجود طريقة فعالة لتتبعهم، وضرورة اجراء التحاليل إذا اقتدى الحال، واؤكد على الحاجة إاشراك اطباء القطاع الخاص في منظومة الكشف.
وفي نفس السياق أكد رئيس النقابة الوطنية للطب العام، بالقطاع الخاص بالمغرب أن تعميم تحميل تطبيق “وقايتنا” وتقريب مراكز الفحص من المواطنين باتت أمرا مهما من شأنه تسهيل وتشجيع الكشف التلقائي ، وتشخيص الحالات الجديدة وتتبع وضبط مخالطيها وعزلهم.
للمجتمع المدني علاقة مهمة بدور التوعية و التحسيس المنوط به،خلال فترة هذه الجائحة، وأشير هنا مجددا إلى أن الفاعلين في جمعيات المجتمع المدني أن يقوموا بتأطير الأفراد في الشارع العام من خلال المطالبة بالتقيد بالإجراءات الحاجزية، و ضرورة التواصل مع الشباب قصد تحذيره من خطورة السلوك المغامر على حياته وحياة عائلته و ذويه وحياة مجتمعه وعلىحاضره ومستقبله وفرص شغله…