كورونا وحرب الإسننزاف!!؟؟: بقلم حدو شعيب

المغربية المستقلة : بقلم حدو شعيب 

تسبب بلاغ وزارتي الداخلية والصحة القاضي بإغلاق 8 مدن في وجه الدخول والخروج منها،في فوضى عارمة و ازدحام كبير بمختلف الطرقات بالمملكة، حيث سارع العديد من المواطنين إلى السفر بعجالة إلى دويهم قبل الساعات الأولى من تنفيد القرار.

ومن جهته عرفت، طريق “تيزي تيشكا”، بين مراكش وأكادير في الساعات الأولى من صباح يومه الإثنين، اختناقا كبيرا جسدته الكثير من الصور و الفيديوهات المتداولة على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي.

وتظهر الفيديوهات المتداولة، عشرات الالاف من السيارات والحافلات محاصرة وعالقة وسط اختناق الطريق بالكم الهائل من السيارات التي تتجاوز الطاقة الإستعابية للطريق، مما قد يتسبب في فوضى عارمة و حوادث سير بالجملة بالطريق المذكور.

وباء كورونا وحرب الاستنزاف:

لا شك أن الحرب مع الوباء لن تكون قصيرة، وستكون دون شك بآثار جانبية عديدة اقتصادية منها بالخصوص ثم اجتماعية وسياسية … وعلى كل من يتحمل المسؤولية، كل من مكانه، العمل بحس وطني وبذكاء. بحس وطني لان الوباء قد يصل أيا كان، ولا مفر لاحد منه … فلا ملجأ إذن غير المكان الذي يتواجد فيه الشخص اعتياديا، لا فرار إلى الخارج ولا لجوء الغى التحصينات… قد يدعي البعض أن الحس الوطني بديهي وحاضر لدى الجميع… اعتقد أن الحس الوطني هو الغائب الأكبر لدى الجميع تقريبا … من فوق إلى تحت والعكس صحيح … لو كان الحس الوطني حاضرا لما اغتنمت الحكومة الجائحة لتشد قبضتها الحديدية على رقاب المغاربة … فأشهرت قوانينا جائرة في جنح الظلام واقتطعت عنوة من قوت العباد … إلى زبونيه في توزيع الإعانات وتهافت على الخطاب وتناسي بل تغييب كلي للعمل … نسمع الخطاب والإشهار أكثر ما نلمس عمل ميداني مفيد … كثر هم الوزراء لكن لا نسمع عنهم خبر … تكاثر بؤر الوباء ما هو إلا دليل على أن الخطاب يبقى خطاب للإستهلاك ليس إلا ما في الميدان فحليمة لا زالت على عادتها القديمة…

ثانيا، قد يمكن تفهم الإرتباك لدى المسؤولين في مواجهة الوباء، لكنه من الغباء اغفال ان التعاطي مع الجائحة بصمه الغباء… الغباء لان الإرتباك طال أكثر من اللازم، بحيث لا تطور يذكر في تكتيكات وبرامج مواجهة الوباء … اللهم تغيير الأشخاص المعلنين عن عدد الإصابات والتوزيع الجغرافي للجائحة. وهنا يمكن تسطير أكثر من ملاحظة … فلنأخذ مثلا الزخم الذي أعطي منذ البداية للبنية التحتية للصحة، فنحن الان أمام ردة حقيقية في هذا الباب… ثم فلنذكر ما قيل عن تصنيع الكمامات وصدارة بلادنا في الميدان، اينغ وصلنا ؟ وما صارت الأماني في التصدير واللإستفادة منها على الأقل اقتصاديا ؟… برجوعنا إلى التعليم فحدث ولا حرج … ما مصير التعليم عن بعد وما مصير الجهود التي بذلت في هذا الباب ؟ … أين هي الرقمنة وأين هي الخدمات الأوتوماتيكية ؟ … وعود الأبناك كانت سرابا في سراب … لم يتحقق منها شيء … بل هناك انتكاسة حقيقية، حيث ان البرنامج المسطر للإقلاع الإقتصادي وتشجيع البرامج الإنتاجية أصبح في خبر كان … كما اغن مشروع النموذج التنموي توارى إلى الوراء ولا ندري أحي هو أم لا … أما السياسي والنقابي فقد طوعوا خواتم ولم نعد نسمع عن معارضة ولا مطالب اجتماعية … فانفردت الحكومة في اتخاذ القرارات الخطيرة دون قيد أو شرط كالتسابق إلى الإقتراض الخارجي ورهن مستقبل البلاد…

الذكاء في التعامل مع الوباء يقتضي بالدرجة الأولى الإقتصاد في طاقة البلد والإسراع في البرامج التي تعود بالدخل على الأسر وتشجيع الحياة وليس بتجميدها … الذكاء يتطلب شطب الكماليات والإقتصار على الضروريات وإعطاء الأهمية لأي جهد ايجابي ولأي قطرة ماء ولأي حبة قمح … لاي قوة في البلد كما قال درويش في مديح الظل العالي : إن سقطت امامك فالتقطني واضرب عدوك بي … تلك ذخيرتك لا مفر …

الذكاء يقتضي الالتفاف على مصلحة الوطن نبذ التبذير والإقتصاد في التسيير وترك المصالح الشخصية في الوراء… وليس العويل والتضخيم الكاريكاتوري لإنجازات هي في الحقيقة مجرد اوهام.

Loading...