سلسلة جلسات دينية:  سيرة المحبوب صلى الله عليه وسلم: ( جلسات : 231-232-233-234)

المغربية المستقلة:

 سيرة المحبوب صلى الله عليه وسلم

الجلسة: مائتان واثنان وثلاثون
من أحداث السنة الخامسة..

غزوة الأحزاب ( الخندق)
*مشهد تفتت الصخرة*

يقول جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، :

إِنَّا يَوْمَ الْخَنْدَقِ نَحْفُرُ ، فَعَرَضَتْ كُدْيَةٌ ـ صخرة ـ شَدِيدَةٌ ..

فَجَاؤوا النَّبِيَّ , صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالُوا :
هَذِهِ كُدْيَةٌ عَرَضَتْ فِي الْخَنْدَقِ .

فَقَالَ : أَنَا نَازِلٌ .

ثُمَّ قَامَ وَبَطْنُهُ مَعْصُوبٌ بِحَجَرٍ ـ وَلَبِثْنَا ثَلاثَةَ أَيَّامٍ لا يَذُوقُ ذَوَاقًا ـ ،

فَأَخَذَ النَّبِيُّ , صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , الْمِعْوَلَ فَضَرَبَ فَعَادَ كَثِيبًا أَهْيَلَ أَوْ أَهْيَمَ..(تحول هذا الحجر إلى متفتت ينهال)…

رواه البخاري

{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}🌸

_____________________________________________

 سيرة المحبوب صلى الله عليه وسلم

الجلسة: مائتان وواحد وثلاثون
من أحداث السنة الخامسة..

غزوة الأحزاب ( الخندق)
*الشورى وحفر الخندق*

لما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أجمع الأحزاب له من الأمر، استشار أصحابه..

وقد أشار عليه سلمان الفارسي بحفر الخندق في المنطقة الوحيدة المكشوفة أمام الغزاة..

أما الجهات الأخرى فكانت كالحصن تتشابك فيها الأبنية وأشجار النخيل وتحيطها الحرات التي يصعب على الإبل والمشاة التحرك فيها.

ووافق الجميع على هذه الفكرة لعلمهم بكثرة الجموع القادمة لحربهم…

وشرعوا في حفر الخندق الذي يمتد لطول خمسة آلاف ذراع، وعرضه تسعة أذرع، وعمقه من سبعة أذرع إلى عشرة.

وكان على كل عشرة من المسلمين حفر أربعين ذراعاً..

حصن ذباب إلى جبل عبيد في الغرب.

وعمل المسلمون في الحفر على عجل، يبادرون قدوم القوم..

وقد تراوحت مدة الحفر ما بين ستة أيام وأربعة وعشرين يوماً.

وكان طعامهم القليل من الشعير يخلط بدهن متغير الرائحة لقدمه، ويطبخ فيأكلونه على الرغم من بشاعة طعمه في الحلق ورائحته المنتنة، وذلك لشدة جوعهم.

حتى هذا لا يجدونه أحياناً فيأكلون التمر..

وأحياناً لا يجدون هذا ولا ذاك لمدة ثلاثة أيام متتالية، إلى الحد الذي يعصب فيه النبي صلى الله عليه وسلم بطنه بحجر من شدة الجوع.

وشارك جميع المسلمين في الحفر، لا فرق بين غني وفقير ومولى وأمير، وأسوتهم في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي حمل التراب حتى اغبر بطنه ووارى التراب جلده..

وكان الصحابة يستعينون به في تفتيت الصخرة التي تعترضهم ويعجزون عنها، فيفتتها لهم.

ويردد معهم الأهازيج والأرجاز لتنشيطهم للعمل، فيقول:

اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا
وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا

فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا
وَثَبِّتْ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا

إِنَّ الْأُلَى قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا
وَإِنْ أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا

وكان يمد بها صوته بآخرها

ويرتجز المسلمون وهم يعملون:
(نحن الذين بايعوا محمداً
على الإسلام ما بقينا أبدا)

فيجيبهم بقوله:

(اللهم إنه لا خير إلا خير الآخرة
فبارك في الأنصار والمهاجرة).

* {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}🌸

______________________________________________

سيرة المحبوب صلى الله عليه وسلم

الجلسة: مائتان وثلاثة وثلاثون
من أحداث السنة الخامسة..

غزوة الأحزاب ( الخندق)
*مشهد إشراق النور من صخرة*

ذكر ابن إسحاق عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أنه قال:

ضربت في ناحية من الخندق، فغلظت علي صخرة، ورسول الله ﷺ قريب مني، فلما رآني أضرب، ورأى شدة المكان علي، نزل فأخذ المعول من يدي..

فضرب به ضربة لمعت تحت المعول برقة.
ثم ضرب به ضربة أخرى فلمعت تحته برقة أخرى.
قال: ثم ضرب به الثالثة فلمعت برقة أخرى.

قال: قلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما هذا الذي رأيت، لمع تحت المعول وأنت تضرب؟

قال: «أوقد رأيت ذلك يا سلمان؟» قال: قلت: نعم.

قال: «أما الأولى فإن الله فتح علي باب اليمن، وأما الثانية فإن الله فتح علي باب الشام والمغرب، وأما الثالثة فإن الله فتح علي بها المشرق».

قال البيهقي: وهذا الذي ذكره ابن إسحاق قد ذكره موسى بن عقبة في (مغازيه).

{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}🌸

_____________________________________

 سيرة المحبوب صلى الله عليه وسلم

الجلسة: مائتان وأربعة وثلاثون
من أحداث السنة الخامسة..

غزوة الأحزاب ( الخندق)
*وليمة سيدنا جابر*

لقد أصابت المسلمين مخمصة شديدة حتى ربطوا الحجارة على بطونهم وهم يعملون..

يقول جابر رضي الله عنه :
إِنَّا يَوْمَ الخَنْدَقِ نَحْفِرُ ، فَعَرَضَتْ كُدْيَةٌ شَدِيدَةٌ ، فَجَاءُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا :
هَذِهِ كُدْيَةٌ عَرَضَتْ فِي الخَنْدَقِ ، فَقَالَ : أَنَا نَازِلٌ .

*ثُمَّ قَامَ وَبَطْنُهُ مَعْصُوبٌ بِحَجَرٍ ،* – وَلَبِثْنَا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لاَ نَذُوقُ ذَوَاقًا ـ .

فَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المِعْوَلَ فَضَرَبَ ، فَعَادَ كَثِيبًا أَهْيَلَ ، أَوْ أَهْيَمَ ،

فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ائْذَنْ لِي إِلَى البَيْتِ ..

فَقُلْتُ لِامْرَأَتِي : رَأَيْتُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا مَا كَانَ فِي ذَلِكَ صَبْرٌ ، فَعِنْدَكِ شَيْءٌ ؟

قَالَتْ : عِنْدِي شَعِيرٌ وَعَنَاقٌ ، فَذَبَحَتِ العَنَاقَ ، وَطَحَنَتِ الشَّعِيرَ حَتَّى جَعَلْنَا اللَّحْمَ فِي البُرْمَةِ ـ القِدر ـ..

ثُمَّ جِئْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالعَجِينُ قَدْ انْكَسَرَ ،
وَالبُرْمَةُ بَيْنَ الأَثَافِيِّ قَدْ كَادَتْ أَنْ تَنْضَجَ .

فَقُلْتُ : طُعَيِّمٌ لِي .. فَقُمْ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَرَجُلٌ أَوْ رَجُلاَنِ .

قَالَ : كَمْ هُوَ.. فَذَكَرْتُ لَهُ ..

قَالَ : كَثِيرٌ طَيِّبٌ .

قَالَ : قُلْ لَهَا : لاَ تَنْزِعِ البُرْمَةَ ، وَلاَ الخُبْزَ مِنَ التَّنُّورِ حَتَّى آتِيَ .

فَقَالَ : قُومُوا فَقَامَ المُهَاجِرُونَ ، وَالأَنْصَارُ .. في رواية كانوا ألفا..

فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى امْرَأَتِهِ قَالَ :
وَيْحَكِ جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَمَنْ مَعَهُمْ.
قَالَتْ : هَلْ سَأَلَكَ ؟
قُلْتُ : نَعَمْ .

فَقَالَ : ادْخُلُوا وَلاَتَضَاغَطُوا..

فَجَعَلَ يَكْسِرُ الخُبْزَ ، وَيَجْعَلُ عَلَيْهِ اللَّحْمَ.. وَيُخَمِّرُ البُرْمَةَ وَالتَّنُّورَ إِذَا أَخَذَ مِنْهُ

وَيُقَرِّبُ إِلَى أَصْحَابِهِ ثُمَّ يَنْزِعُ ، فَلَمْ يَزَلْ يَكْسِرُ الخُبْزَ ، وَيَغْرِفُ حَتَّى شَبِعُوا وَبَقِيَ بَقِيَّةٌ ..

قَالَ : كُلِي هَذَا وَأَهْدِي ، فَإِنَّ النَّاسَ أَصَابَتْهُمْ مَجَاعَةٌ
رواه البخاري ومسلم

{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}🌸.

 

Loading...