المغربية المستقلة : اليزيدي خديجة
تعد المرأة جزءا مهما لا ينفصل عن كيان المجتمع الكلي، و مكون رئيسي قائم على تكامل النوع البشري، هي حكمة الخالق و كينونة جوهرية، ثنائية المرأة و الرجل معا و تكاملية ادوارهما في جميع المجالات الاقتصادية و السياسية و الثقافية و الاعلامية و الاجتماعية و المهنية.
غير ان هناك بعض وسائل الاعلام المختلفة، و التي تشن حملات على المرأة و التي تعمل على تقييد حريتها كما في بعض الخطابات الاشهارية التي تعمل على إعطاء المرأة صورة نمطية استيلابية استغلالية و دونية.
فقد تصنف الخطابات الاشهارية المراة الى ثلاث اصناف:
الصنف الأول هو المرأة التقليدية و هي الصورة القديمة التي تدور حول المرأة و التي صورها على أنها كائن ضعيف مقتصر على الامومة و التبعية للرجل، وأن وجودها في الحياة فقط لتلبية رغباته
و الصنف الثاني و هو المرأة العصرية (المرأة النموذج) و التي تحددها الوصلات الاشهارية على أنها جميلة و أنيقة وممشوقة القوام بحيث يهرعن النساء والفتيات الى تغيير مظهرهن لكي يوافق مظهر هذه المرأة النموذج التي يرونها في الوصلات الاشهارية.
وهناك الصنف الثالث وهو المرأة الجسد و هي التي تستغل من طرف الخطابات الاشهارية من خلال غواية الرجل بتحريك مفاتن جسدها واستخراج الطاقة ألتعبيرية التي تمتلكها في تقديم سلعة ما أو منتوج ما، و هنا لا تصبح السلعة تحيل الى ذاتها بل تحيل الى الجسد و هذا ما يرسخ في أذهان المتلقي و هو شراء الجسد وليس السلعة.
غير أن المرأة باتت قرينة الرجل و خصوصا في المرحلة الراهنة مرحلة انتشار وباء كورونا الذي بات يهدد البشرية جمعاء لا يعرف الصغير والكبير ،القوي او الضعيف رجل او امرأة. و لكن بالجهود التي بذلتها قواتنا الامنية والعسكرية و الطبية والإجراءات القائية الأولية ومهمة و هي الحجر الصحي.
و هنا قد تتغير تلك النظرة النمطية عن المرأة التي صنفها فيه كل من الخطاب الاشهاري و الاعلام الرذيء.
إذ لعبت دورا مهما في الحياة في فترة انتشار الوباء فبرزت المرأة بمظهر اخر وملفت في مواقع قيادية و ميدانية بوجودها الى جانب نظرائها من الرجال في خط الدفاع الأول في إدارة الازمة، رغم الضغوطات النفسية و الاجتماعية الملقاة على عاتقهن، إلا انهن عاهدات على انفسهن أن تبقين شامخات بصمودهن و داعمات لأفراد اسرهن و للمجتمع ككل بالنصائح و التوعية و كيفية التعامل مع هذا الوباء اللعين و وتوزيع الادوار بين الجنسين في الاسرة الواحدة و في البيت الواحد و في الحي الواحد.
وقد برزت نساء قياديات في الميدان في الحملات التوعوية بكل رغبة جانحة و تلبية لنداء الواجب الوطني والانسانية في إطلاق حملات إعلامية فعالة و مؤثرة من أجل توصيل خطورة الوباء و سرعة العدوى و حماية للمواطنين و المواطنات وحفاظا على صحتهن التي باتت مسؤولية على عاتقهن بدافع من الإنسانية.
و نساء اخريات برزن في المقدمة في القطاع الصحي تاركين خلفهن أبناءهن رضعا و صغارا و أسرهن و منهن الحوامل و يعرضن انفسهن لمخاطر العدوى من اجل السهر على انقاذ المصابين بالوباء ومنهن من قضين و هن يؤدين الواجب كما حصل مع الدكتورة في الجزائر و التي توفيت و هي حامل في شهرها الثامن و هي تؤدي واجبها الوطني.
و منهن اعلاميات خرجن للميدان من أجل نقل الخبر و الوضع الوبائي الذي وصلت اليه البلاد و الحالات المصابة و ونتائج الاستهتار بالوباء و الاجراءات التي يعمل بها من اجل التصدي للوباء و دور المؤسسات و المصالح و القرارات الصادرة و غير ذلك.
كما برزت ايضا نساء في المجال العسكري و الامني ، خرجن للقيام بواجبهن تجاه الوطن والشعب بكل جرأة ووعي بالمسؤولية الجبارة المنوطة بهن من اجل الحفاظ على سلامة المواطن والأسر الأحياءو المقاطعات التابعة لترابهن و مسؤوليتهن
كما برزت نساء في نجال التعليم خلف المنصات و الشاشات بجانب زميلها تلرجل من اجل استمرار عملية التمدرس رغم صعوبة الظروف و قلة الامكانيات التي تجعل من الدراسة عن بعد فعالة .
كما ظهرت المرأة الام التي تقوم بدور مهم و فعال في الدعم العاطفي و الاحتواء و المحبة و الاستجابة لردود افعال اطفالهن و التأقلم مع الوضع الراهن على نظام جيد و ب نامج يومي واضح وجميع المهمات الموزعة طيلة اليوم مت تعليم و اكل و لباس و ترفيه لان الاطفال شعروا بالقلق والتوتر في هذه المرحلة لان حياتهم تغيرت و عملية الحظر المنزلي و اغلاق المدارس لشهور عدم رؤية اصحابهم و الخروج من البيت بسبب الحجر شكل لهم ظروفا نفسية احتوتها المرأة الام.
وهنا لم تعد تلك المرأة النمطية التقليدية او المراة النموذج او المراة الجسد التي اوهمها بها بعض الخطابات الاشهارية الاستغلالية لقد صارت المرأة نظيرة اخيها الرجل في جميع الأوجه والاصعد…
و دورنا نحن كمشاهدين ومستمعين او مشاركين او مسؤولين أن نشيد بهذا الكائن و حمايتها من هذه النظرة الدونيية
ثنائية المرأة و الرجل ودورهما في الحياة الاجتماعية يشبه دور جناحي الطائر أثناء الطيران،فكما ان الطائر عاجز عن الطيران بجناح واحد فكذلك الحال بالنسبة للرجل و المرأة فلن يستطيع احدهما دون الاخر الوصول الى النجاح و التقدم و الملموس في الحياة…..
مع تخفيف الحجر الصحي بمناطق المملكة “المغربية المستقلة” تدعو متتبعيها لاتباع شعار: # نبقاو على بال #