المغربية المستقلة: بوعزة حباباش
لا حديث في أوساط الأطر الصحية بمدينة خنيفرة، في الأيام الاخيرة، سوى عن الخلاف القائم بين ممثلين نقابيين وطبيب العيون بالمركز الاستشفائي الاقليمي بخنيفرة، بعد الاتهامات التي اندلعت عقب سوء تفاهم بين الطبيب وإحدى الاطر الصحية العاملة بمصلحة التحاليل المخبرية بذات المؤسسة.
وتعود تفاصيل الخلاف، حسب ما عبرت عنه المعنية بالأمر، في خرجات اعلامية محلية، أكدت من خلالها رفض الطبيب معاينة حالتها الصحية، عند شعورها بألم على مستوى العين اليمنى، ووصفت ذلك بالسلوك المهين والذي يشعرها بنوع من الانتقاص ، قبل أن تؤازرها أصوات نقابية وتندد بالامر من خلال اشكال احتجاجية .
سوء التفاهم الحاصل بين الطرفين، تمت حلحلته من طرف مديرة المستشفى، من خلال اجتماع ضم المعنيين إلى جانب أطر صحية أخرى، إلا أن الطبيب يتفاجأ بتصعيد الوضع خارج أسوار المؤسسة، بشكل ملفت ومثير للشكوك …؟؟؟!!!
المغربية المستقلة حلت صبيحة اليوم الأحد بخنيفرة، للاحاطة بجوانب وحيثيات الموضوع، وحاولت الاتصال بالطبيب، احتراما للرأي والرأي الآخر ، على عكس الصفحات الفيسبوكية التي تناولت الخبر من زاوية أحادية، الطبيب الشاب ، والمشهود له بكفاءات عالية في اختصاص طب العيون، رفض الادلاء بتصريحات حول الموضوع رغبة منه في تجاوز الأمر، وبعد إلحاح متواصل ، قبل أن يوضح للرأي العام تفاصيل الحادث البسيط الذي تحول بفعل فاعل إلى موضوع الساعة، وقد أكد لنا أنه كان منشغلا في مكتبه بملفات المرضى الذين تم اخضاعهم لعمليات جراحية ، من أجل التتبع بمعية الممرض المسؤول عن قسم العيون (شاهد عيان)، حتى تقدمت إليه موظفة بنفس المستشفى”حكيمة” وطالبت أن يخضعها لمعاينة طبية، وبما أنه منكب على حالة مريض آخر ، طلب منها الانتظار، رغبة منه في إعطاءها الوقت الكافي لتشخيص حالتها والتركيز على منحها عناية خاصة، غير أنها أساءت الفهم واعتبرت ذلك إهانة في حقها وانتقاصا من قيمتها، ليتفاجا بعد مدة قصيرة بانزال بشري للأطر الصحية العاملة بالمستشفى وخارجه، في احتجاج أمام مكتبه، ما يرجح وقوف أياد خفية وراء تضخيم الموضوع ، وجعله مطية لمآرب أخرى غير معلومة، ويضيف أن تجمهر وازدحام الأبدان أمام مكتبه ، سلوك غير أخلاقي ولا يحترم الاجراءات الاحترازية التي تفرضها الظرفية الوبائية، وخرق سافر لحالة الطوارئ الصحية في قلب مؤسسة عمومية تابعة لوزارة في مقدمة جيش الحماية لهذا الوطن من الوباء الراهن، وهو في نفس الوقت -حسب تعبيره- اهانة لشخصه وتآمرا ضده وضد حقوف مرضاه، بقدر ما هو عرقلة للسير العادي لمؤسسة عمومية ، ويضيف أن ذلك التجمهر والاحتجاج خلق حالة ذعر واحساس بعدم الأمان، لدى المرضى وزوار المستشفى، الذين عبروا عن استيائهم البالغ من هذا السلوك “الفوضوي” الذي لا يفترض أن يصدر عن أطر طبية ينتظر منها الحرص على سلامة وراحة المرضى والوافدين على المستشفى، خاصة في ظل الظروف الحساسة الراهنة .
وفي نفس السياق، اكد الطبيب المختص في طب العيون، أن مديرة المركز ، ترأست اجتماعا لحلحلة الخلاف، ضم الطرفين المعنيين، وأطر صحية أخرى ، واقترح انخراطه الفعلي لمعاينة ما مجموعه خمسة أشخاص من أصول وفروع العاملين بالمركز، خلال كل أسبوع، وهو ما رفضه الحاضرون مطالبين إياه بالغاء “الكوطة” وهو ما اعتبره الطبيب تغييبا لحقوق المواطنين المرضى ، المستعجلة حالاتهم والمنتظرين على طوابير المواعيد، ويضيف أن كل ذلك محاولة للضغط عليه واخضاعه لرغباتهم، التي ألفوا العمل بها من خلال وساطات ومحسوبية تدوس على كرامة المواطن المقهور، وبخصوص “حكيمة” فقد استقبلها بعد ذلك ، كما جاء في تصريحها، وقام بتشخيص حالتها التي لا تدعو للقلق، إذ يتعلق الأمر ب”انتفاخ الجفن”، وأنه يتابع حالتها بعد أن وصف لها الدواء اللازم، في انتظار معاينتها من جديد بعد 15يوما.
ولم يفت الطبيب في هذا التوضيح، أن يؤكد ان ما يروج بخصوص رفضه معاينة العاملين وتزييفه للوصفات والتحايل في التشخيص، أمر لا أخلاقي، ولا أساس له من الصحة، وكله اتهامات وتاويلات استعملت ضده لتاجيج الصراع، لغاية في نفوس اصحابها، ولعل ما يفسر ذلك نقلهم للاحتجاجات خارح المركز وصولا الى المصحة الخاصة، التي يعمل بها خارج اوقات عمله بالمهمة العمومية، وقد عبر عن أسفه الشديد لما حصل إذ لم يكن يظن أن سوء تفاهم بسيط، يخفي شجرة البغض والحقد اتجاهه، عكس نيته ، كما أكد انه لا يخفي حقدا ولا ضغينة ضد أحد ، ومنشغل فقط بمهامه الطبية في مجال اختصاصه.
إن ما حصل ، بعد رفع اللبس ، والحصول على معطيات دقيقة، مرتبطة بواقع القطاع اقليميا، ستكون للجريدة فرصة في نقلها لاحقا، يطرح عدة تساؤلات ، ويكرس لمبدا “الحكرة” ومحاربة الكفاءات التي من الواجب على من يحب بلده، الحفاظ عليها وتقديرها.
مع تخفيف الحجر الصحي بمناطق المملكة “المغربية المستقلة” تدعو متتبعيها لاتباع شعار: # نبقاو على بال #