المغربية المستقلة خديجة اليزيدي
كانت الساعة تشير إلى الثانية إلا ربع من زوال يومه السبت 6 يونيو ، عندما اتصل بي هاتفيا الدكتور رشيد هلال عميد الحقوق بالنيابة يطلب على عجل سيارة إسعاف لإنقاذ المرحوم الدكتور محمد جراف ، من وعكة صحية طارئة ألمت به ثم أردف الدكتور هلال ” سي غيتومي عافاك بالزربة راه مابقاش كيتنفس والضغط الدموي ديالو واصل 17 ” الأمر كان فعلا يتعلق بأزمة قلبية حادة .
على عجل ربطت الاتصال بالدكتور إبراهيم عروش وبقائد المقاطعة الحضرية السابعة ، جازاهما الله خيرا ، قاما بالمتعين في حينه لكن لاراد لقضاء الله ، لم تمهل المنية ” سي محمد ” ليصاحب ابنته الصغيرة الوحيدة في مشوارها الدراسي ، ولم تمنحه فرصة إتمام مساره العلمي أستاذا نشيطا بندواته في كلية الحقوق ، وهو الذي بدا في الأيام الأخيرة مزهوا بميلاد مجلة علمية يشرف عليها ، وبولادة عيادة حقوقية،ناضل من أجل إخراجها إلى حيز الوجود.
هكذا هي المنايا تخطف اليوم واحدا من نجوم جامعة شعيب الدكالي ، إنه صرح علمي تهاوى دون سابق إنذار ، الخبر نزل صاعقة على الجميع على زملائه الأساتذة الذين يسكنون بجواره بحي البستان ، أو الذين يعاشرونه بمدرجات الكلية ، لم يصدقوا أن ” سي محمد ” سيوارى اليوم الثرى بمقبرة الرحمة ، وسيكون ذلك آخر العهد به ، ولكن عندما رأيت عيون الأساتذة رشيد هلال ومحمد الصحابي وحسن الدين وعبدالحق صاحب الدين وآخرين ، أمام منزله ، حزينة غضبى لا تطاوعها الدموع ، أدركت انهم تحت هول الصدمة لم يصدقوا أن ” سي محمد ” غادرهم إلى الأبد جسدا فقط وستظل ذكراه حاضرة بين ظهرانيهم ، حتما يزكيها إطلاق إسمه على أحد مدرجات كلية الحقوق بالجديدة ، وهم هكذا توقفت سيارة نقل الأموات ، مكتوب عليها ” لا إله إلا الله محمد رسول الله ” ” كل نفس ذائقة الموت ” وبسرعة كبيرة تيسرت له إجراءات الدفن ، لأنه كان وكما يشهد طلبته ورفاقه ، خلوقا يبسط يد المساعدة للجميع .
مات سي محمد جراف رحمة الله عليه ولسان حال رفاقه وطلبته يردد مع الشاعر أحمد شوقي في إحدى مرثياته
وقست بك الأعيان حيا وميتا فوالله ماجاء القياس بأمثال
ولو أن إنسانا من الموت يفتدى فديتك بالنفس النفيسة واﻵل
رحمة الله عليك صديقي ” سي محمد ” جازاك الله عن عطائك العلمي خير الجزاء ، وأسكنك فسيح الجنان ..
وإنا لله وإنا اليه راجعون
________________________________________________
موقع المغربية المستقلة يدعو متتبعيه للإلتزام واتباع التعليمات و التدابير الإحترازية التي اتخذتها السلطات طوال فترة الطوارئ الصحية ، والتي لم تنتهي بعد حفاظا على سلامتكم و سلامة البلد ” بقاو في ديوركم”.