الكاتب : منصف الإدريسي الخمليشي
“للمغربية المستقلة ”
الهجرة النبوية قد كانت و لا زالت ذكرى جليلة في أفئدة المؤمنين , بحيث تعتبر وقع هائل في حياة الرسول عليه الصلاة و السلام , و تتمثل عظمته في جميع الكروب و المحن التي واجهها المؤمنون بينهم و الرحماء الذين تراهم ركعا سجدا لله وحده .
لعبت المرأة دورا هاما في فوز ذلك الحدث المعجزة , كبنت عمر ابن الخطاب و عائشة أم المؤمنين و غيرهن من سيدات الأمة اللواتي وضعن الحجر الأساس على الذكرى التي متى ما مر الزمن , تخشع لها القلوب .
كان المسلم العربي يضحي بنفسه في طريق نشر دينه و عدم خراب وطنه الذي بناه و شيده بشدة ساعديه و بصلابة لغته و لسانه , كان الحب و العشق للرسول عليه أزكى السلام , بات الحب و العشق للمادة كأن المادة مقياس للربح بالجنة .
الهجرة بصفة عامة في السالف قد كانت بهدف نشر دين أو تحرير الأوطان , سوى أننا لاحظنا في الآونة الأخيرة , تبدل الجانب و الغاية و الدواعي من منفعة لمضرة , فتغير بالتالي مفهوم الهجرة .
كان في السالف للهجرة نفيسة معنوية و إنسانية أكثر من كونها مادية , و اليوم أصبحنا نشاهد المهاجرين من جميع البقاع يقصدون السواحل الأوربية , بالطبع هناك عوامل , بل ما يهمنا هو الهجرة السرية , موضوع غرض في نفسه , بحيث الجميع بات يترامى باتجاه مصلحة عينية لا غير , حياته تصبح في خطر , يظن في ذاته أنه إن هاجر سيجلب الورقة النقدية العسيرة .
بطبيعة الحال الدولة هي من تدفع الناشطين الشبان لمغادرة أوطانهم و بالتالي تفقدهم أصالتهم , التي هي جميع ما لديهم , منهم من هاجر بدافع دعوة العلم , كما أشرت في نص سالف عنونته ب ” التعليم ما بين الاحتضار و التحضر ” بأن إذا كان انتباه بالقطاع الحيوي التعليم لما كان الشاب يهجر بلده و بذلك قد يصبح مرغم بهدف ترقية حالته المادية و الحقوقية , في نظركم ما عسى للدولة أن تفعل للحد من الانتحار , انتحار نعم لأن الأرقام المخيفة التي تغادر الحياة في السواحل الأوروبية سواء في الشمال أو في الجنوب أو في غرب إفريقيا , جميع ذلك بهدف المادة و المجاعة و الفقر و معدل التنمية , لو قد كانت مشروعات مدرة للدخل لما كان مغاربة هولندا و مغاربة إسبانيا و مغاربة إيطاليا يتناسون ثقافتهم و عروبتهم , جميع ذلك راجع عن سوء خطة مبالغ مالية الجمهورية التي هي بحد نفسها ملك للشعب , كم افتقدنا الحميمية التي كنا منذ زمن نعيشها , كان الأهل و الأقارب يجتمعون في منزل واحد في المناسبات و الأعياد و الجمعة و الفرح و القرح , من يستطيع أن يسترجع هذا الزمن الذهبي الثمين ؟ جميع ذلك بفعل سياستهم الحقيرة , في نظركم , ما هي العلة في تفشي أزمة الريف أو إرجاع ولادتها ؟ و ما العلة في انتشار التطرف الديني و الجماعات المتطرفة و نجد جلهم مغاربة ؟ العلة طفيف بشكل كبير , بحثا عن السلطة و الثروة , فالمال أعماهم و جعلهم صم بكم عمي فهم لا يرون شيئا من أثر التخشع في جمع حصة مالية , و بالتالي نستطيع ضياع الفئة النشيطة لأن الشبان ( الشبان ثروة و ثورة)
فيما يتعلق بالهجرة القانونية التي كثيرا ما تصبح لطلب معرفة أو لعقد شغل , هل تعلم أن بطارية هاتفك الخلوي سامسونغ هي من اختراع دماغ مغربي , و عمله هناك راجع لعدم الانتباه بالمخترع الباحث المغربي إذا كان أيضا لكنا منافسين القوى الدولية , نحن لنا من الكفاءات ما يكفينا لكن فائض و لنا رئيس عادل الذي ينقصنا هو الوفاء و النية و الأمانة و الشفافية و النزاهة و ثقافة تأدية اللازم أخاطب من عينهم الحاكم العادل .
كم أشتاق و أتحصر و كم أشمئز و كم أفتخر, جميع الإحساس مجتمعة حولي , جميع شعوره , فالاشتياق للزمن الجميل , التحسر عن فقدان الوطن إن لم تكن تدبير استعجالية للنهوض به فنحن في الهاوية و قمامة الأزبال , و الاشمئزاز للمسؤول الغير مسؤول , و الافتخار بأدمغة بلدي و بالحاكم العادل .