الناقد لحبيب ناصري يرثي الراحل عبد الرحمان اليوسفي: رحمك الله! عشت وفيًا ومت وفيا..

المغربية المستقلة: بقلم الدكتور الحبيب ناصري

لم يسبق لي ان شاهدت وسلمت على الراحل عبد الرحمن اليوسفي الا مرتين. مرة بالمعرض الدولي للكتاب بالدارالبيضاء على هامش توقيع مذاكرته، والمرة الثانية، بمدينة خريبكة بمناسبة حضور جنازة أحد أقربائه. كان رحمه الله بسيطا في كل شيء. كل العيون كانت تتجه إليه. تناول العشاء مع المعزين. عيونه، شعرات رأسه البيضاء، ساعته اليدوية، ألبسته، تجاعيد زمن النضال…
كل شيء فيه يقول: انا ابن هذا الشعب، ولدت من رحمه وسأبقى بجانبه، الى ان افارق هذه الحياة. معدن الكبار، لا يصدا!. حينما يحب المغاربة مناضلا من طينة عبد الرحمان اليوسفي، فاعلم ان المحبوب، أيقونة ورمز وطني قل نظيره!.
لا حديث اليوم وبعده، الا عن وفاة رجل أعطى الشيء الكثير لوطنه!. رجل، لن تجد واحدًا مثله في هذه الأرض، يحمل حقدًا في قلبه عليه!. احبه الكبار والصغار!. لم يكن علامة وطنية اتحادية فقط، بل عبد الرحمان اليوسفي، احبه كل المغاربة من طنجة الى لكويرة وعلى امتداد الاتحاد المغاربي ومن المحيط الأطلسي الى الخليج العربي، وداخل كل دول افريقيا، وفي كل الدول الاشتراكية قديما او حديثا، في أمريكيا الجنوبية، وفي العديد من المنظمات الدولية، وفي دول اخرى. للرجل بصمته ومكانته!. زمنه زمن تاريخي بامتياز. هو الان ارث وطني صادق، سيذكره المغاربة سواء من كان معه في حزبه، او من هم خارجه!. عاش بسيطًا ومات بسيطًا !. أياديه بيضاء!. له مكانة خاصة في قلب الجميع، من اعلى سلطة في هذا الوطن العزيز، إلى ابسط رجل في زاوية من زوايا هذا الوطن!. ما اجمل ان يحبك وطن برمته، وانت على قيد الحياة… !. وما اجمل ان تموت، ووطن برمته له قلب واحد يرثيك به!. كان درسا بليغا في السياسة وهو على قيد الحياة. هاهو يموت رحمه الله، وموته يشكل درسا بليغا للجميع !. لست سياسيًا بالمعنى الحزبي، واحترم كافة الحساسيات الحزبية بوطني، لكن اتساءل وأقول هل من الممكن ان يستخلص أهل السياسة الحزبية في وطني بعض الدروس من حب المغاربة لعبد الرحمن اليوسفي؟
الرجل نحت اسمه بحبه لوطنه ووفائه لعهوده!. ساهم في إنقاذ المغرب من سكتة قلبية !
اعترف أن زمنه في الحكم، حققت فئات عديدة من المجتمع المغربي ، مكاسب عدة!. عاش صادقًا بسيطًا وجميلًا !. ابتعد عن الأضواء !. أياديه بيضاء ! لم يكذب على المغاربة … وطني حتى النخاع !. كل الحب لك! سيذكرك الجميع سيدي، انك لم تجن من وطنك الا عشقه وحبه!. البقاء لله!. أحببناك حيًا ،وسنحكي عنك، عشقك لوطنك، ونضاليتك الصادقة من اجل شعب، اسمه الشعب المغربي !. رحمك الله! . عشت وفيًا ومت وفيا! بقلم مواطن مغربي احبك جدا.

 

Loading...