كتاب رأي : لما الصراع..؟

الكاتبة : بشرى الماروتي

لا يمكن للحريات ان تتوحد لكن يمكنك أن تحترمها،أن تقبل بها كما هي، لا حاجة لأي صراع كي يشبهك الاخر كي لا يختلف عنك
كيف تخلق شيئا من لا شيء؟ ما الجدوى من ان اشبهك ؟انت هنا على هذا الكوكب لتتعايش مع الاختلاف لا لتعيش الجحيم بدل النعيم.
أ فلا تنظر إلى نفسك ..انت من يخلق هذا الصراع غير الصراعات التي تواجهها كل يوم صراع مع نفسك مع أهلك و مع المحيط الذي تعيش داخله و خارجه أ ليست كل هذه الصراعات اليومية كافية لأن ترغب بالسلام و تبحث عنه كي تعيش حرا مستمتعا بلحظات الاختلاف دون خوف أو تهديد؟ أ لست أولى الناس بالمتعة و السلام ؟ لما تحمل نفسك ما لا طاقة لك به؟ لما لا تنشغل بصراعاتك اليومية ؟هذا لأنك نسينت أن تعيش حرا أن تحيا بسلام أن تحبك. أ لا ترى انك مختلفا عنك..؟ لا تشبهك ؟الست أنت. .انت ؟ أ لست روحان مختلفان في جسد واحد؟ أ لست حرا و عبدا مملوكا ؟لما تتقبلك إذن؟ لما تطيقك و تحبك أكثر؟ أ لأنك انت و لست غيرك أم لأنك عجزت عن تقبل الآخر رغم أنه لم يفرض اختلافه عليك؟ اعلم انه لا يمكنك ان تكون إن لم تكن مختلفا ، انت جميل و متميز باختلافك عنك و عن الآخرين وان كنت ستصارع فأنت اول من يصارعك قبل غيرك وان بدا لك عكس ذلك انت تصارعك دون وعي منك لأنك مختلف.
هل حاولت يوما ان تصارع اختلافك؟أن تحاربك و عدم تطابقك مع نفسك؟ كيف ستحاول إن لم تلاحظك..إن لم تتأملك! و ان فعلت، فلا يمكنك إلا أن تقبلك ،ان تسعد بك لأنك تعلم انك على الاقل لن تمل منك.
انت كما هو ولدت مختلفا و اختلافه لا يشبه اختلافك ولن يشبهه ابدا
رغم أنك اتييت من نفس النفخة الإلهية التي اتى منها فلا تتعب نفسك في محاربة شيء غير قابل للتغيير خلق لكي يبقى على حاله و هو “الإختلاف”

Loading...