أين نحن من المقاربة المعمولة لحماية الفنان ؟

كاتب رأي : منصف الإدريسي الخمليشي

تعرض مؤخرا الفنان المسرحي بعد اللطيف نحيلة ، شبل إقليم سيدي قاسم لعملية إختطاف هوليودية ، و ذلك على الثانية عشر ليلا ، بحيث صادف الحدث إعلانه ميلاد مشروعه الجديد بعنوان ” طاجين ” الذي يعالج قضايا وطنية سياسية محلية إجتماعية ، كما تتطرق المسرحية للتطرف الديني و الحركات الإسلامية الإرهابية التي باتت تهدد أمن و استقرار وطننا العربي العزيز ، و هي مسرحية جريئة للغاية كما ألفه سكان سيدي قاسم النخبة و الشعبيون و كل الشرائح ، بطرحه لأعمال جريئة ، و هو شاب لم يتجاوز عشرين سنة من عمره ، و يخطو خطى ثابتة في سماء الفن و الإبداع و هو في طور تأسيس منهج و مدرسته الخاصة ، التي تشبه الإحتفالية مع عبد الكريم برشيد و التجريبي مع محمد الكغاط و الثالث مع المسكيني الصغير ، أما عبد اللطيف نحيلة يحاول أن يؤسس مدرسة الرحلة ، و قد أبرز منهجه في أعمال سابقة مثل : ( قرقوش و قرقبوش ، وداعا الطيب الصديقي ، طلق السخون ) .

تحدثنا مصادر موثوقة أن عملية الإختطاف مرت مثل مشهد مشهد درامي هوليودي و ذلك فقط لأنه فنان شاب و يريد الخير لوطنه و خصوصا لإقليمه المهمش من قبل السلطة و الدولة .
أول ما قاموا بسلبه منه هو هاتفه الخلوي و محفظته التي كان بها نص مسرحيته الجريئة ، ” طاجين ” ، شاب في سنه يدير فرقة بحجم دارنا داركوم التي أنتجت و أبدعت أعمال عميقة في المعنى و التشخيص أو الأداء أو الكوريغرافيا أو الإخراج و كل مكونات العمل المسرحي المتكامل ، كل هذا من أجل حب الخير للوطن و لإقليم سيدي قاسم ، إلا أنه وجد عراقيل من طرف بعض الأشباح و المحافظين ، لكن الصمت خير جواب على المتحدثين و الهادمين و الذين إستهدفوا ضعفه ، ليس الجسماني !!! بل الضعف في المعاملة مع الموقف الذي واجهه كأنه مروج مخدرات ، مع العلم هو يروج للفن النبيل ، المسرح الذي من خلاله يمرر رسائل هادفة لكل الشعوب و على مر العصور .
يقول مصدرنا أنه إستطاع الفنان عبد اللطيف نحيلة من الخروج من المأزق أو من الخلاء الذين إحتزوه داخله ، عملية إختطاف بسيارة من نوع ” داسيا ” ؛ مباشرة بعد إطلاق سراحه من قبل تلك العصابة قام بتبليغ الشرطة مضيفا مصدرنا أن نحيلة ساعد السلطات للقبض على المسؤولين على هذا الفعل الإجرامي اللامعقول و اللاإنساني الذي تعرض له الفنان نحيلة ، وقع على المحضر و لا زالت عمليات البحث متواصلة من أجل إلقاء القبض على المتهمين في إرتكاب هذا الجرم .

هنا يمكننا أن نعي أهمية الفن في وطننا الحبيب ، ممارس الفن مصيره الإختطاف أو السرقة القتل أو الإختلاس ، و لا يمكن لأحد أن يفكر أو يظن أن الغالبية يلقون التحية على كل قطع الطرق ، لكن الفنان الذي يحمل همومهم و ينادي من أجل الإنسانية ، يسرد لهم كل تفاصيل حياتهم في أقل من ساعة لا يقدر ، يبقى السؤال المطروح ؛
أين نحن من المقاربة المعمولة لحماية الفنان ؟

Loading...