عن وباء كورونا تاريخ الاوبئة بالمغرب آسفي نموذجا للباحث ابراهيم كريدية

المغربية المستقلة  : مراسلة عبد الرزاق كارون

يقول الاستاذ الآسفيي الباحث ابراهيم كريدية أحبتي قبل اثنتي عشر سنة، أصدرت كتابا عن “أمثلة من المجاعات والأوبئة والكوارث التي ضربت آسفي وباديتها منذ الاحتلال البرتغالي وحتى عام البون”، قبل أيام أثنى عليه بعض الباحثين والمتنورين من آسفي، وبحث آخرون عنه لقراءته محفزين بهذا المصاب الراهن الجلل وباء كورونا الخبيث، وجوابا على أسئلة بعض الأحبة حول الإجراءات الاحترازية التي كانت تتخذ قديما لمواجهة الأوبئة ببلادنا ، أجيبهم في هذه المحاولة وفي عجالة، بأن المغرب عانى من أنواع مختلفة من الأوبئة والجوائح، من كوليرا وحمى وجذري وتيفويد وغيرها، كان سبب عدواها التجار الأجانب والحجاج العائدون من أداء فريضة الحج وكثرة الجرذان وبعض السلع الموبوءة بالبراغيت مثل الجلود والأصواف، فكانت هذه الجوائح تفني الكثير من السكان، حتى كان يعجز عن دفن جثتهم، فتبقى ممدة بالأزقة والخلاوات لتنهشها الكلاب الضالة والذئاب والغربان، ولم يكن هنالك من طرق للوقاية والحجر والإسعافات، لانعدام الأطباء أو لندرتهم بسبب إقبال طلبة العلم زمنئذ على دراسة العلوم الدينية وإغفال العلوم الأخرى مثل الطب، فكان السكان في مواجهة هذه الجوائح، يكتفون بالدعاء أو التحصن بالتمائم أو اللجوء إلى التداوي بالأعشاب، زد على ذلك أن بعض الفقهاء والمتصوفة كانوا يرون في الأوبئة مقادير مقدرة، وأن دفعها شرك وكفر، فلا يجب الفرار منها لأن ذلك من صفات ضعفاء العقيدة، ولم يظهر الحجر الصحي في بلادنا إلا بعد تأسيس أداة ضغط أجنبية قوية، أو “شرطة صحية أجنبية”، هي “المجلس الصحي الدولي” الذي تأسس بطنجة في نهاية أبريل 1840، فتكون من قناصل الدول الأوربية والأمريكية المقيمة بطنجة، وذلك بهدف حماية رعاياهم من التجار بالموانئ المغربية ولمنع أي تسرب لأي وباء من المغرب إلى أوربا القريبة، وذلك باستصدار مراسيم وأوامر مخزنية، تمنع السفن الموبوءة أو المشكوك فيها، القادمة من الجزائر وتونس وأمريكا وغيرها من الرسو بالمغرب، والحجر على الحجاج العائدين بظهير طنجة أو بجزيرة الصويرة، بما يعرف ب”الكرنتينة quarantaine” وعزل المدن الساحلية عن المدن والمناطق الداخلية الموبوءة، وإقامة جند أو حرس يعتراض ويمنع القادمين منها.

Loading...