كتاب رأي : في “دوامة”

كتاب رأي : منصف الإدريسي الخمليشي
أنا الغريب في زمن العجب
أمسيت أسطورة فأصبحت أصنع الأساليب
يصيبني في مخيلتي اضطراب
أنا العجيب لا أغضب
لا أخاف و أفكر في الإقتراب
أشم رائحة غدر فأنسحب
أرجو لقاء و معاشرة الأسباب
فقط لأني أحب رب الأرباب
يسألونني لماذا كنت من الأعاجيب
أجيبهم و في صمود لأني في اكتئاب
لم أخشى بشر ذو أنابيب
و لو لم يكن فإنه هو يوم كان حبيب
يحتقرون و يذلون السقيم العريب
نسوا أن سيد الأجمعين كان القدوة في الأدب
لم يخشون ربنا و لا سيدنا جد العرب
روحه الطاهرة و لم يعتبروه من الأقارب
لكن جلهم يتمثلون لأمر الأشهب
صاحب و رمز في النهب
هاوي الكذب و اللعب و القهقهة
قلمي جف و غمره التعب
آه لو كنت أمير الثعالب
لأرميتهم في غيبات الجب
سألتهم مرارا و ما أزال أرجو الجواب
أنا الغريب في زمن العجب
لم أدري لما السبب
أعلنت غيابي عن أرض
مزاج كلماتي تحصر فائض
لم أدري على ماذا أتكلم
في زمن هتك الأعراض
بإسم الحريات
في زمن خدش الشرف
في زمن التأسلم
في زمن و في زمن
يخفون ويمحون البراهين
يخلقون من كلمة براكين
يعلنون الخطأ أمام الملأ
اين زمن الأتقياء
هل صار معظمهم أغنياء
هجروا ربهم يذكرونه في الإستسقاء
الرب أصبحوا يمارسون عليه الإغواء
ينامون و عقولهم يعمرها الثراء
كلا إنه زمن الشقاء
الفقير في عناء و جلاء
يصلي و يطلب الولاء
من رب الصباح و المساء
الغني دوما في رثاء
و ناظم القصيدة
غريب في زمن العجب

Loading...