المغربية المستقلة: بقلم سليمان قديري
بعدما كان ميدان التعليم، مهنة شريفة، ونبراسا حقيقيا بواسطته، تستطيع الشعوب الخروج، من واقع الظلمات إلى النور، لمواكبة التقدم الحضاري مع سياسة الاندماج، والانفتاح على عالم الابتكار، ها هم اليوم، رجالاته، يعنفون بأبشع الوسائل
واقبحها – لا لشيء بل لأنهم يرفضون سياسة ضاربة لحقوقهم– ومقارنتهم بالعامل العادي ” الأجير ” يشتغل شهورا، ثم يغادر لينزوي تحت سقف بيت البطالة، يناجي الأمل المفقود، إنها سياسة التعاقد، التي رفضها هؤلاء، مع استمرار تعنت الوزارة من أجل فرض ذلك عليهم، بجميع الوسائل، رغم العديد من المراسلات، والمذكرات التي تنصب في رفض هذه السياسة من طرف أسرة التعليم، وكذلك الوقفات الاحتجاجية، التي نظمت بالرباط، وأمام قبة البرلمان، والتي تندد بخطورة ما ستسفر عنه هذه السياسة، من نتائج وخيمة، على المجتمع،والأجيال الصاعدة، والمتعطشة الى العلم، وبعدما كان المعلم يحظى بالإحترام،والوقار تحول إلى محط، احتقار وإهانة،مع سلب حقوقه؟؟؟.
فأين نحن من قول الشاعر:
قم للمعلم ووفيه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
وفي ظل ما تشهده، منظومة التعليم، من ممارسات قمعية، تجلت في تسليط السلطة، على الأساتذة المتعاقدين، والرافضين قطعا، ” سياسة التعاقد ”
من خلال الوقفات الاحتجاجية، التي خاضتها رجالات التعليم ،كردة فعل قوية، عن هذا القرار الصادم، وبالتالي تعرضوا إلى أبشع أنواع الإهانة والاحتقار، مع تلقي الضرب، هذا ما يجعلنا نجزم القول، بأن التعليم أضحى في خبر كان ؟؟؟
لأن الوزارة ابتعدت عن عين الصواب ، وخلقت سياسية ضرب التعليم، وليس تطويره، ولكي لا يخفى على الجميع، بأن قطاع التعليم، أهم مورد للطاقات الخلاقة، في جميع ميادين الحياة، وله ارتباطا وثيقا بها، ها هو اليوم قد شلت معالمه؟؟
مع إحباط قدرات رجالاته، وهذا ما سيزيد في اتساع رقعة الفساد ايها العباد؟؟؟!!!
اكيد أن الطوفان سيضرب بقوة جميع القطاعات، لأن التعليم هو الأساس، وبه تنتعش جميع المجالات الحيوية.
و هذه رسالة أتمنى من الوزارة المكلفة أن ترجع إلى وعيها، لتفتح حوارا جادا مع هؤلاء، من
اجل الإصلاح، تحت شعار: لا للتعاقد، نعم للإصلاح، بطرق تضمن حقوق أسرة التعليم، لمسيرة تعليمية موفقة، تعود بالنفع على أجيالنا الصاعدة.
علما أننا نتخبط في تسيير حكومي فاقد للكفاءات، ورغم ذلك لاتزال النعاعورة، تدور في فلكها المغلق ”
وهنا تحضرني قولة للشاعر أحمد مطر، موازاة مع هذا الطرح، حيث يقول في مستهل هذا البيت الشعري:
حتى الحمار غدوت أخشى لمسه
كأنه سيد من الاسيادي
احديقة الحيوان هذه نسميها بلادي، ،،،؟؟؟