فيلم فرحة يفوز بجائزة احسن دور نسائي بمهرجان وجدة لسينما الهواة

المغربية المستقلة:متابعة عبد الرزاق كارون بقلم سفيان سنوي مخرج سينمائي

في ثاني مشاركته في المهرجانات الوطنية السينمائية الخاصة بالافلام القصيرة فيلم فرحة للمخرج سفيان سنوي يتوج بثالث جائزة بالمهرجان الوطني لسينما الهواة عبر نيل الممثلة زينب اسليكي من ذوي الثلث الصبغي جائزة أحسن دور نسائي و هو تتويج بصغة الحدث الفني بالنظر إلى حجم المهرجان و كذلك لكون الممثلة زينب اسليكي بأداءها المتفرد لدور فرح استطاعت أن تقتحم عوالم سينما الهواة ليست الاولى و لن تكون الاخيرة لكن طبيعة إعاقتها جعلتها تتماهى في دورها إلى درجة الانصهار الكلي حاملة معها هموم هذه الفئة السينمائيةو أن الموضوع المتناول يعتبر ضمن الطبوهات و يكفي أن نذكر مسألة زواج
الاشخاص ذوي التثلث الصبغي حينها ستتراقص في مخيلتنا التماثلات الاجتماعية المسبقة عن الموضوع بين الغريزي و الشعبي.
لقد استطاعت الممثلة زينب اسليكي بحنكة و أداء متميز الجمع بين دراما و السخرية السوداء أن تحمل همومها و تشاطرها مع الجمهور في لمسة إبداعية انتزعت معها الابتسامات و التصفيق أثناء عرض الفيلم بمسرح محمد السادس بوجدة ضمن المهرجان الوطني لسينما الهواة تقول فرح مخاطبة دميتها ” بغيت نعرف اشنو تقول لعريس لعروسة نهار العرس …”
و هو مشهد و حوار متكرر في مثل هذه المناسبات لكنه سؤال مركب ينم عن شعور غريزي اقتحام العالقات الانسانية الثنائية بين الزوجين وتلمس العالقة مع الذكر في صيغة استنكارية.

كما أن أنسنتها لدميتها الصغيرة جعلها تفتح معها قنوات تواصلية لتمرير خطابات و رسائل مجتمعية تعبر عن ما تحمله الذات الانسانية من مشاعر و أراء قد تبدو طفولية لكنها تسعى إلى تكسير الحواجز المجتمعية و إن كانت المخاطبة في الفيلم هي الام لكنها تجسد سلطة التقاليد و الاعراف المجتمعية.
لقد ظلت فرح بطلة الفيلم متشبة بحلمها في ارتداء الفستان الابيض وضلت سلسلةالظهر مفتوحة أمام تساءلات عدة يطرحها الجمهور المتتبع, و هي إشارة قوية على أن حجم التساءلات ،هذه الفئة ستظل مفتوحة تنتظر الاجابات ما دامت هناك حياة تتجاذبها الامكنة و الازمنة و الشخوص و التقاليد و الاعراف و المقاربات.
قد تنزاح نهاية الفيلم نحو اللامنتظر و قد تلبي حاجة المشاهد نحو نهاية تتحقق فيها الاحلام

Loading...