الهيئة الوطنية لتقييم تدبير الشأن المحلي ومحاربة الفساد ترصد مجموعة من الخروقات المتعلقة بتدبير الشأن المحلي بسيدي بوعبداللي

المغربية المستقلة : حسن افرياض

أجرى مراسل جريدة المغربية المستقلة بإقليم تيزنيت ذ حسن أفرياض حوارا مع الكاتب العام للھیئة الوطنیة لتقییم وتدبیر الشأن المحلي ومحاربة الفساد حول اختلالات تدبير الشأن المحلي والتنموي على مستوى جماعة سيدي بوعبدلي جاء فيه :

س: آثارت اختلالات تدبیر الشأن المحلي والتنموي على مستوى جماعة سیدي بوعبداللي خلال ھذه الأیام مجموعة من الآراء والنقاش على المواقع الاجتماعیة والصحافة المحلیة والجھویة. ھلا تفضلتم باعتباركم من المھتمین بتتبع تدبیر الشان المحلي بالاقلیم. وأیضا ككاتب عام للھیئة الوطنیة لتقییم تدبیر الشأن المحلي بتنویر الرأي العام المحلي في ھذا الخصوص؟

ج: شكرا على الاستضافة، وعلى اختیار الموضوع لكونه على ما یبدو أسال الكثیر من المداد وآثار نقاشا محلیا ربما وجھویا.
قبل الخوض في ملامسة بعض حیثیات الجواب على السؤال، لابد من القول أن التنمیة وھي قطب الرحى على المستوى المحلي (الجماعة الترابیة)،یستحیل بلوغھا في تجاھل تام لمبدأ “المقاربة التشاركیة” التي نص علیھا دستور 2011 من جھة، والتي لا طالما نادى بھا جلالة الملك في مناسبات عدیدة. لذلك فلا مفر من التجاذب والتدافع حول التنمیة بین المجتمع المدني وبین المنتخبین.

أما في ما یخص، سؤالكم المتعلق بتنویر الرأي العام المحلي، فالكل یتداول ویدندن حول مشاكل النقل المدرسي،فأنا بدوري لم أجد أجوبة مقنعة ومبررة، للمنھجیة والطریقة التي تدبر به الجمعیة ھذا الملف، لاسیما وأننا نعرف جیدا أنه في العالم القروي یستحیل على التلامیذ والتلمیذات مواصلة تمدرسھم/ھن، في ظل غیاب النقل المدرسي من جھة، ومن جھة أخرى فمن العیب والعار أن یتم توظیف حافلة النقل المدرسي، كمدخل للتربح اللامشروع، فكم ھي یا ترى تكلفة ھذا النقل المدرسي والذي یتم استغلاله فقط یومي (الإثنین والسبت) من كل أسبوع.

فبقراءة سریعة للإعلان الخاص بھذا النقل المدرسي والمنشور على مواقع التواصل الاجتماعي، فإنه یتضمن معطیات خطیرة تكشف عن وجود اختلالات واستھتار بأھمیة ھذا النقل ودوره في تیسیر تعلم التلامیذ في ھذه المنطقة ، حیث یشیر إلى أن الجمعیة تتخذ من أحد مكاتب الجماعة مقرا لھا، بینما الجمعیات المدنیة الأخرى والمشھود لھا بالعمل والحیویة على مستوى الجماعة لم تستفد من ھذا الامتیاز، أضف إلى ذلك طبیعة العلاقة التي تربط بین مؤسسة رئاسة الجماعة ورئیس الجمعیة، حیث تستفید من الدعم المخصص للجمعیات دون غیرھا من باقي الجمعیات مما یدفع إلى طرح تساؤل، ھو مصداقیة ونبل عمل جمعیة النقل المدرسي؟ وما ھي قیمتھا المضافة للشأن التعلیمي والتربوي على صعید الجماعة؟.

س: نعرف جیدا أن الثالوث التنموي (الماء، الطرق، الكھرباء)من أبرز المطالب التي تؤرق بال ساكنة العالم القروي، فما ھي قراءتكم لواقع ھذا الثالوث على مستوى جماعة سیدي بوعبداللي؟
ج : نعتقد جازمین أن ھذا الثالوث بالرغم من أھمیته لكونھ قطب الرحى في عیش ساكنة العالم القروي في المغرب برمته إلا أنني أجزم أن أھم عائق مطروح على مستوى جماعة سیدي بوعبداللي، یكمن في سوء تقدیر المرحلة من طرف مؤسسة رئاسة الجماعة من جھة وفي غیاب التواصل مع الساكنة من قبل المعارضة، مما یؤكد أن معضلة التنمیة على مستوى جماعة سیدي بوعبداللي، قبل أن تكون معضلة مادیة فھي معضلة مرتبطة “بالعقلیة الماضویة” والمكرسة لتیار الممانعة واللامسؤولیة، في ما یخص تدبیر الشأن المحلي.
لذلك، فساكنة جماعة سیدي بوعبداللي، یمكن أن نجمل انتظاراتھا والتي أصبحت من الأماني التي طال تحقیقھا، في:
أ- الإنارة العمومیة : بخصوص الإنارة العمومیة، (الخاصة بالأزقة ووسط الدواویر) فباعتبارھا حق من حقوق المواطنین، إلا أن بعض المناطق الجبلیة في جماعة سیدي
بوعبداللي، تم حرمانھا من الاستفادة من ھذا الحق، بالرغم من أن جمیع القوانین الدولیة والوطنیة بما في ذلك قوانین الجن في مملكة سلیمان، تقر بھذا الحق نظر لأھمیته، فعلى
سبیل المثال فقبیلة تمجاض، تم حرمانھا من ھذا الحق مند شھر (یونیو، یولیوز، غشت…)، یعني في عز حرارة فصل الصیف، وأنتم تعلمون طبیعة العالم القروي والمتسمة بوجود حشرات سامة من عقارب وأفاعي،وھنا فقط نود أن نسائل مؤسسة رئاسة جماعة سیدي بوعبداللي، ھل یملك مثقال ذرة من انسانیة في تعامله مع ھذه المنطقة بھذه التصرفات، مع العلم أنه خلال فترة الانتخابات البرلمانیة، یتسول أصوات الناخبین موظفا جمیع الوسائل.
وتجدر الإشارة، أنه في ھذه النقطة (الإنارة)، فقد سبق لجمعیة إدواغریس أن راسلت رئیس جماعة سیدي بوعبداللي (صیف السنة الماضیة)، دون أن یتم ولو الإجابة للجمعیة سواء بالرفض أو القبول.
وھنا لابد أن نشیر إلى أن ثمة شكایة موقعة من طرف جمعیات المجتمع المدني، على مستوى الجماعة، فحواھا شكایة ضد طریقة توزیع الأعمدة الخاصة بالإنارة بالطاقة الشمسة، (نسخة منھا على مواقع التواصل الاجتماعي وتداولتھا بعض المواقع الإلكترونیة).

فیكفي ھنا القیام بجولة بین مختلف دواویر الجماعة الترابیة، حتى یتسنى معاینة تجلیات الحیف واللاعدالة، في توزیع أعمدة ھذا المشروع (الإنارة بالطاقة الشمسیة)، حیث
خصص السید الرئیس دواره بنسبة كبیرة من الأعمدة، ثم دوار أحد مستشاریه، (یده الیمنى).

كما أن ھناك بعض الدواویر لم تستفد من الربط بالشبكة الكھربائیة مع العلم أن سكان ھذه الدواویر راسلت مؤسسة رئیس الجماعة دون أي رد، فقط لكون ممانعة ھذه المؤسسة
مبنیة على “منطق سیاسوي محض) لا أقل ولا أكثر، وھو ما یتنافى مع روح الممارسة السیاسیة في أنبل تجلیاتھا.

ب- الماء : باعتبار ھذه المادة ضروریة وحیویة لعیش الساكنة بل ولبقائھا مستقرة في مواطنھا، فإنھا تخضع في توزیعھا لاسیما في ما یتعلق (بصھریج شاحنة الجماعة)
لمنطق الولاءات السیاسیة ولمنطق القرابة من حراس المعبد الجماعي، علاوة على أن تسعرة صھریج واحد تصل إلى (150 درھم) وھو ما یشكل ثقلا وعبئا ثقیلا على كاھل الأسر بالعالم القروي. خاصة وأن المنطقة تعرف شحا ونقصا حادا في الأمطار وتوالي سنوات الجفاف.

ج- الطرق: بخصوص الطرق على مستوى جماعة سیدي بوعبداللي، فالفضل في فك العزلة عن الدواویر یعود لجمعیات المجتمع المدني، التي انخرطت في تبلیط ھذه المسالك، وبمجھوداتھا الذاتیة وللأسف دون مساعدة ومساھمة الجماعة.

Loading...