المغربية المستقلة : بقلم مصطفى حناوي
ولجت محلا للحلاقة قصد قص شعر رأسي بأحد المحلات للحلاقة بمدينة الزمامرة خلال صيف 1991 وكان عمري آنذاك 21 سنة ، تقدمت بالسلام على الحلاق البدوي سي التهامي أمرني بالجلوس على الكرسي للحلاقة وكان داخل الدكان شاب أحمر اللون شعره كثيف نحيف الجسم مستلقي على الكرسي يرتدي جلابا أبيضا ولحيته الشعتاء تغطي وجهه وتخفي ملامحه المطمورة بالإبهام ، قال الحلاق والمقص بين أصابعه منشغلا بقص شعري ” واسي مصطفى قالك أسيدي هذا الشاب المسمى أحمد أنه المهدي المنتظر ) وبمجرد سماعي للحلاق سي التهامي أجبته بلطافة تخفي إستفزازي لهذا الشاب الذي إنتفض بالتحدي وهو يصرخ بالتأكيد أنه المهدي المنتظر ، قلت له بعدما ينهي الحلاق حلاقة شعري سوف أجلس معك على إنفراد لتقنعني فعلا أنك المهدي المنتظر ، ولما أنهى الحلاق مهمته ناولته الواجب وودعته فأمرت بالسبابة على المسمى أحمد للنهوض خرجنا باب الدكان فسألته هل تدخن السجائر أجابني بنعم إشتريت من عند البائع سجارتين من السجائر الشقراء الأمريكية ناولته سجارة فأشعلها وبعدما نفث الدخان سألته هل المهدي المنتظر يدخن أجابني بنعم ، سألته مرة اخرى ألم تشتم رائحة الإمبريالية والصهيونية ، أدركت أن ” المهدي المنتظر ” لا يدرك الجواب ونحن في طريقنا الى الساحة المقابلة للمسجد الكبير حيث توجد هناك كراسي خاصة للجلوس بين الأشجار داخل حديقة تغطي الفضاء جلسنا هناك وبعد أخذ نفس من الوقت تأملت وجه صاحبنا كانت عيناه الكحلاوتين ترتعد وشارذة في المجهول توجهت له بالسؤال هل بإمكانك إقناعي أنك المهدي المنتظر ، أجابني نعم
حيث قال ” هناك حديث إيراني يقول أن النهدي سيظهر من كندة وكندة تعني باللغة العربية عبدة وأنا أصولي من عبدة ، ” وأضاف هناك حديث لرسول الله صل الله عليه وسلم يقول أن المهدي مني ومن عثرتي فإسمه يواطئ إسمي فإسم الرسول محمد وإسمي أنا أحمد ، وإسم أمه يواطئ إسم فاطمة الزهراء وأمي إسمها فاطمة ، وإسم أبه يواطئ إسم أب الرسول وإسم والدي عبدالله ” أجبته لم أقتنع بعد ، نهض من المقعد وعيناه ترتعدان بشكل مثير للغرابة ! كنت على يقين أن صاحبنا يعاني من هزات نفسية ويمر من ظروف إجتماعية صعبة أفقدته الصواب بحيث بدأ يجسد لي وكأنه أعرج وبالتشخيص وكأنه يمثل داخل الركح قائلا ” من علامات المهدي أنه أعرج وأنا كذلك أعرج أنظر لرجلي اليمنى إني أعرج ، أضحكني هذا المشهد الغريب وهو منفعل من أجل إقناعي كانت الساعة تشير الى 12 زوالا وجهت دعوة لمرافقتي الى البيت الذي أكتريه قصد تناول وجبة الغذاء معي فرحب بالفكرة .