المغربية المستقلة : بقلم مصطفى حناوي
خلال آواخر التسعينيات من القرن الماضي كنت مدمنا على الجلوس بالمقهى داخل حينا كل صباح أقرأ الجرائد وأدبج بعض المقالات الإعلامية الخاصة للنشر ، وكنت آنذاك أفضح الفاسدين من رؤساء جماعات وبرلمانيين وبعض المحسوبين على السلطات المحلية بعمالة مولاي رشيد سيدي عثمان وبما أنني إبن المنطقة كنت أدرك جيدا كل سكناتها وحركاتها بحيث كنت أتحرى كل صغيرة وكبيرة وكان المخبرون يترصدون كل حركاتي في محاولات كثيرة للإيقاع بي من خلال صناعة الفخاخ لتوريطي في بعض الملفات المحبوكة في دهاليز المفسدين من اللوبيات التي عاتت فسادا في عمالة مولاي رشيد ومن ضمن الطرائف أذكر خلال إحدى الصباحات بينما أنا جالس أحتسي قهوتي بالمقهى جاءني أحد أبناء الحي وهو صديق لأخي يطلب مني أن أجلس معه بحيث أخبرني أن هناك أمر مهم يهمني وعليه أن يخبرني على إنفراد بمقهى مجاورة للمقهى التي أجلس فيها وفعلا صاحبته للمقهى المجاورة مباشرة ناولني علبة سجائر شقراء ( مالبوروا ) وفي تلك الأثناء تحركت أدني وبدأت الأسئلة تتناسل داخل ذهني لهذا الكرم الحاثمي وطالبني بشرب فنجان القهوة ولما قدم لي النادل كأس القهوة فاتحني صديق أخي في الموضوع المفبرك والمحبوك من لدن جهات تريد أن تسقطني في الفخ !! ، قلت لصاحب دعوتي ماذا في الآمر ؟ وما المطلوب مني ؟ قال لي هناك مجموعة من الشباب القادم من مدينة خريبگة يودون ( الحريگ ) الى الضفة الأخرى ولقد حددت معهم التسعيرة في ثلاثة مليون لكل واحد وأضاف أن عددهم يفوق 20 فردا يكفي أن تقول لهم أنك أنت من يقود رأس الشاحنة ( الرموك ) وسوف تتسلم 30مليونا وهي من نصيبك !! حذقت فيه بإزدراء قائلا له أنت مدفوع من طرف جهات تريد الإيقاع بي في شباك النصب والاحتيال نهضت من مكاني ووبخته على ذلك وحذرته من أن يطرق باب بيتنا مرة اخرى ، وبعد مرور عقد من الزمن جاءني أحد ( البرگاگة ) والذي أصبح الآن كومسير أخبرني أن هناك جهات حبكت لي مصائد لتوقعني في المحظور !! ، والحافظ هو الله من مكر الماكرين
– بقلم مصطفى حناوي