المغربية المستقلة : متابعة حسن افرياض
تحدث بوزارة الداخلية هيئة لرجال السلطة تضم أربعة أطر، موزعة على الدرجات التالية :
1 – إطار العمال، ويضم درجة عامل ممتاز ودرجة عامل ؛
2 – إطار الباشوات، ويضم درجة باشا ممتاز ودرجة باشا ؛
3 – إطار القواد، ويضم درجة قائد ممتاز ودرجة قائد ؛
4 – إطار خلفاء القواد، ويضم درجة خليفة قائد ممتاز ودرجة خليفة قائد من الدرجة الأولى ودرجة خليفة قائد من الدرجة الثانية.
يتولى رجال السلطة المشار إليهم في البنود 1 و2 و3 من المادة الأولى أعلاه مهام وال أو عامل أو كاتب لعمالة أو إقليم أو وباشا أو رئيس دائرة أو رئيس منطقة حضرية أو قائد بالإدارة المركزية أو بالإدارة المحلية بوزارة الداخلية. ويباشر التعيين بهذه المهام والإعفاء منها، بمقتضى ظهير شريف تصدره جلالتنا الشريفة، باقتراح من وزير الداخلية.
يتولى رجال السلطة المشار إليهم في البند 4 من المادة الأولى السالفة الذكر مهام خليفة قائد بالإدارة المركزية أو المحلية بوزارة الداخلية. وتباشر التعيينات بهذه المهام بموجب قرار لوزير الداخلية.
يمكن لرجال السلطة في إطار مسطرة الإلحاق، مزاولة مهام بقطاعات وزارية أخرى أو بمؤسسات أو منشآت عمومية.
أجور القياد و العمال في المغرب احيانا تفوق أجور الوزراء!
تفوق الأجور الفعلية ل “رجال السلطة” في المغرب (الولاة, العمال, الباشاوات, القُياد) في حالات كثيرة أجور الوزارء. و ذلك بسبب كثرة و تعقيد و تنوع التعويضات التي يتلقونها إضافة إلى أجرتهم المبدئية.
و كانت حكومة عبد الإله بنكيران قد أقرت منتصف السنة الماضية, زيادات كبيرة في “التعويضات عن السكن” بالنسبة لهذه الفئة من الموظفين الساميين في وزارة الداخلية.
كما تم صرف هذه التعويضات دفعة واحدة مع مفعول رجعي منذ سنة 2012, و هي السنة التي وعدهم فيها بهذه الزيادة.
و تبلغ “التعويضات عن السكن” بالنسبة ل “رجال السلطة”:
- والي أو عامل رئيسي: 32,260 درهم/الشهر
- عامل عادي: 26,460 درهم/الشهر
- باشا رئيسي: 15,000 درهم/الشهر
- باشا عادي: 12,740 درهم/الشهر
- قائد رئيسي: 9,190 درهم/الشهر
- قائد عادي: 6,760 درهم/الشهر
- خليفة القائد (رئيسي): 3,920 درهم/الشهر
- خليفة القائد (درجة أولى): 2,850 درهم/الشهر
- خليفة القائد (درجة ثانية): 2,170 درهم/الشهر
و تنضاف لهذا التعويض, رزمة من التعويضات الأخرى مثل “التعويض على الولاء” (28,100 درهم/الشهر بالنسبة للعمال الرئيسيين) و “التعويض التكميلي” (13,271 درهم/الشهر بالنسبة للعمال الرئيسيين, و “تعويض عن التمثيلية” (6,505 درهم/الشهر للعمال و 2,000 درهم/الشهر للقياد).
و إجمالي التعويضات التي يتلقاها العامل (دون إحتساب أجرته) هي 91,131 درهم/الشهر و 25,845 درهم/الشهر بالنسبة للقائد.
هذا وتتراوح الأجور المبدئية للقياد من 14,000 إلى 22,000 درهم (عند بداية مشوارهم و دون إحتساب الزيادات في الأجرة المترتبة عن الأقدمية و عن تسلقهم “السلاليم”). أجور التي يجب إضافتها إلى التعويضات الشهرية المختلفة المذكورة أعلاه, لتتجاوز رواتبهم بالتالي ما يتقاضاه الوزراء, خصوصا في حالة العامل الذي قد تبلغ أجرته الفعلية (خصوصا إذا ما كان بدون مهمة في “مرآب الداخلية” بالرباط) إلى ضعف ما يتقاضاه رئيس الحكومة!
يُذكر أن عدد القيادات بالمغرب يبلغ نحو 700 في إطار نحو 80 عمالة. و يقدر عدد القياد و العمال بأضعاف هذه الأعداد لكون عدد منهم يكون “بدون مهمة” في الرباط. فيما يبلغ عدد المقدمين 46,000 !
20 مليار ليظهر رجال السلطة بأناقة وهيبة
كم يكلف لباس الولاة والعمال؟ وما هي التعويضات المخصصة لهندامهم كي يظهروا بمظهر أنيق ومهاب، وببدلات منمقة مطرزة تزيد من هيبة المسؤولين؟ هذا ما حاولت يومية “الأخبار” الإجابة عنه في ملفها المكون من صفحتين والصادر في عدد نهاية الأسبوع.
القيمة الإجمالية لتعويضات الولاة والعمال عن لباسهم تناهز 20 مليار سنتيم سنويا. اليومية وصلت إلى هذا الرقم بناء على احتساب عدد الولاة والعمال والقياد والباشوات واحتساب كل تعويض شهري عن الهندام لكل لفئة منهم.
حيث تكلفة هندام كل فئة بعينها، فالولاة يخصص لهم تعويض 8500 درهم، مضروبة في رقم 16 وهو عدد الجهات، أي أن الدولة تنفق سنويا على الولاة وحدهم ما قيمته مليارا و63 مليون سنويا، تصرف كلها من خزينة الدولة على هندام الولاة.
أما فيما يخص العمال، إن التعويض الشهري المخصص لهم في هذا الباب يحدد في مبلغ 6500 درهم شهريا للعامل الواحد، وخلصت الجريدة وفق عملية حسابية عن طريق ضرب مبلغ التعويض في عدد العمال بالمغرب، الذي يصل إلى 75 عاملا، إلى أن قيمة التعويضات السنوية عن الهندام لهذه الفئة من موظفي الداخلية تصل إلى 5 ملايير و85 مليون سنتيم سنويا.
أما بخصوص القياد، إنهم يبقون أكثر الموظفين الذين طبعوا تاريخ المغرب؛ إذ غالبا ما توكل للقايد أمور الحكم والإدارة السياسية والاقتصادية بعد أن يعين من طرف السلطان، وكثيرا ما طبعت أحداث المغرب شخصيات تاريخية “قيادية” تركت رصيدا من الحكم القوي، كان أبطالها “قياد” وتميزوا بلباسهم وقفاطينهم المخيطة بالخيوط المذهبة والمرصعة بـ”الصقلي”.
هذه الفئة من الموظفين تستهلك ما مجموعه 13 مليار سنتيم كتعويضات على اللباس والهندام، وأوضحت الجريدة أن هناك حاليا 639 قيادة في المغرب و190 دائرة على رأس كل واحدة منها قائد أو باشا أو خليفة قائد.
ان القيام بعمليات حسابية وتوصلت إلى أن تعويضات هذه الفئة تصل شهريا إلى مليار و27 مليون سنتيم.
أن القانون حدد للولاة والعمال والباشوات تعويضات مالية عن المهام إضافة إلى أجرهم الشهري الحقيقي، وأن القانون الأساسي لرجال السلطة في المغرب، منح لهم تعويضات عن الهندام واللباس، حيث عملت الحكومات إلى إصدار مراسيم قوانين تكلفت بتحديد التعويضات المالية.
وأن القائد والباشا يحصلان على تعويض عن اللباس قدره 2000 درهم. ومضت الجريدة شارحة كيفية منح هذه التعويضات، إذ قالت إن الولاة والعمال والقياد يستفيدون من تعويضات عن “الانضباط” وتعويضات أخرى توصف بـ”التكميلية” وتعويضات “خاصة” إضافة إلى تعويضات الهندام.
“الزين ولعلو”
حرصت الدولة المغربية منذ القديم على تقديم موظفيها، خاصة ممثليها في السلطة، بمظهر لائق يراعي وضعهم ويمنحهم مهابة في المجتمع.
وتختلف التعويضات حسب الرتبة الوظيفية التي يصنف فيها رجل السلطة، والغرض منها إظهار ممثلي الدولة في أبهى الحلل، إذ أن ظهورهم في الاحتفالات واللقاءات والاجتماعات يكون مختلفا ومميزا عن الآخرين، كما أن هذا الأمر يتيح لرجال السلطة فرض هيبة الدولة وفرض احترامهم على الآخرين، والعمل بالمثل القائل “الزين ولعلو شكون لي ولدو”.