المغربية المستقلة : بقلم فاطمة الزهراء ايروهالن
حين نتحذث عن إشكالية النقل بالمغرب، فأول ملاحظة يمكن تسجيلها أنه وبالنظر لارتفاع الطلب والعدد الكبير للجالية المغربية بالقارة العجوز ،عجزت الدولة بسياستها عن تلبية حاجيات الجالية ،رغم أن هناك اتفاقيات بين الدولة والشركات، لكن يبقى أكبر مشكل تواجهه الجالية التي تستعمل النقل البري لغلاء أثمنة النقل الجوي والتي أصبحت تخيف وتضرب بدون هوادة ،كأنها تنتقم من الجالية وأن النقل الجوي محصور على الأغنياء للأسف الشديد ،مما جعل نسبة من أفراد الجالية تستخدم هذا القطاع والذي أصبح بدوره يهدد سلامة المواطن وذلك لقلة الأسطول ،مقارنة مع حجم الجالية وكذلك ضعف الخدمات وعدم تجديده لسنوات عديدة حيث جل الحافلات قديمة تفتقر للشروط الدولية مما يجعل هذا القطاع يتخبط في العشوائية والإرتجالية في غياب أي مراقبة وأي إلتزام بدفتر التحملات الموقع بين الدولة والشركات، بالإضافة الى المشاكل التي يتسبب فيها وعدم الإلتزام بالتوقيت والتأخرات المستمرة والمبالغ فيها التي تضيع على المسافرين زمنا قد يمتد الى ساعات طويلة ليخلق موجة من الغضب في صفوف الجالية .
حيث أصبحت في الحضيض مع كثرة الحواذث المأساوية زيادة على بعض السلوكيات المشينة كالسرقة والتحرش وعدم الإحترام والألفاض النابية أمام أعين الناس في مختلف أعمارهم وذلك لفرض سياسة الأمـر الواقع على المسافرين وقلة الخدمات والإستفزاز في غياب شروط إحترام كرامـة المسافر .
ويبقى مسلسل الخدمات بالمقابل وذلك في حمل الأمتعة ووضعها بالحافلات، أو الوساطة والمعارف في سياسة الزبونية والمحسوبية ،ويبقى عامل النصب والإحتيال الذين تستغل طيبتهم للإستلاء على أموالهم وأمتعتهم المرتبة الأولى بدون هوادة أو رحمة للأسف، في غياب واضح وكبير للمسؤولين والمراقبة وانتهاك لحقوق المسافر في الحياة والسلامة الجسدية والكرامة .
إن استراتيجية النقل بالمغرب هو ارتجالية تحكم جميع القطاعات وأهمها النقل البري الدولي لما يعرف من مشاكل كثيرة في التسيير والتذبير وانعدام شروط السلامة وعدم احترام القانون وغياب الوزارة المعنية وغياب المؤسسات التابعة لها ، أصبحنا نرى حافلات قديمة مكسرة غياب واضح للصيانة الميكانيكية ،حيث أصبحث عبارة عن حانة يسيرها السائق وأعوانه وليس لك الحق في التدخل لأنهم يدعون أنهم في مملكتهم .
مسلسل دراما أبطاله المسؤولين على القطاع وتبقــى صرخة المواطن من الجالية المغربية عبارة عن حبر على ورق والوزارة في سبات عميق والحافلات العجوز تعبر الى القارة العجوز فهـل من مستغيـــــث ….؟؟؟