المغربية المستقلة : بقلم نورالدين بوقسيم
يقال أن أخطر اختراعان في العصر الحديث هما :
1 المسدس الذي جعل الجبان يقارع الشجاع.
2 الفايس الذي جعل الجاهل يقارع العالم.
تغزو مؤخرا كائنات ليست بالغربية ولا بالشرقية منا وليست منا تتقمصن الحياء وتنزعن عنهن ثوب النقاء لتكشفن عن محاسنهن في استفزاز جريء لعادات وتقاليد المغاربة .
صفاء من إسبانيا تطلب رقم هاتفكم من أجل التواصل عبر الواتساب.
ليس صفاء فقط بل حسناء و زينب وكريمة وووو.
جنس( يالطيف) بوضعيات مختلفة تصادفك اتناء تصفحك الفايس وتغري ضعاف النفوس وحتى أقوياؤها من أجل لقاء هاتفي عابر و همسة بأذن قد تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه.
في الولايات المتحدة الأمريكية تم ضبط عدة دخلاء يستدرجون الاطفال القاصرين من أجل استغلالهم جنسيا اوحتى الإستيلاء عل أعضاء يتم الطلب عليها مسبقا وهذا ما يطلق عليه التجارة بالبشر ويعاقب عليها القانون الدولي والوطني .
فالحذر ثم الحذر وعلى الكل مراقبة الأبناء لكيلا يسقطون ضحية لمثل هؤلاء الكانيبال الذين لا يعرفون من الربح إلا أكثره و من العرف إلا ما ساير هواهم .
هذا فإذا أضفنا إلى كل هذه المشاكل ، العقد النفسية التي تختبأ وراء إبتسامات كاذبة و تعابير جذابة تغري المتصفح وتحرك فيه مشاعر كانت إلى وقته دفينة ليجد للأسف ضالته فيتمرد على كل أعرافه السابقة و يقصي كل المعتقدات الراسخة من قبل ويبحر في خضم أحاسيس لم يعهدها لكي يستيقض من هذا السبات بكارثة ومن هذا الحلم بواقع لا علاقة له بما عاشه في العالم الإفتراضي .
الملل والمال يلعبان دورا محوريا في تفشي هذه الظاهرة .
يدفع الملل و ( قلة ما يدار) المتصفح إلى الإبحار الدائم بحثا عن ضالة لا يجدها وإن وجد شيئا منها صنع ضالة أخرى واسترسل في البحث عنها .
أما الدافع الٱخر والذي هو المال بحيث يحاول أصحاب هذه المواقع رفع نسب المشاهدة وبهذا يحصلون على مدخول إضافي وكلما زادت النسبة زاد المدخول وأصبح للموقع باعا لذى العامة والخاصة.
أما المحرك الأساسي لهذه الماكينة هو الجهل بأمور كثيرة منها عدم وجود هدف بالحياة وإن وُجد فالعزيمة غير متوفرة والحافز لا أثر له ،لذى فعلى الخاصة قيادة العامة لما فيه مصلحة الكل وحتى لا تضيع البقية الباقية من شباب نحسبهم الحبل المنقد لهذه الأمة المغلوب على أمرها .