تقرير مفصل: جمعية المختار السوسي تتألق في تنظيم ندوة حول أسباب إنحراف الشباب

اورير أكادير : محمد دنيا

كما كان مقررا نظمت جمعية المختار السوسي للتربية والثقافة عشية يوم أمس السبت 08 أبريل الجاري، ندوة علمية أطرها مجموعة من الأساتذة المحاضرين بشعبة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة إبن زهر؛ كالدكتور عبد الله البخاري والدكتور حسن حميتو، إلى جانب رئيس الجمعية الأستاذ إسماعيل رمضان.
الندوة التي شهدها مقر دار الشباب بجماعة أورير؛ إختار لها المنظمون عنوان “أسباب انحراف الشباب”، وشهدت حضورا متميزا من كلا الجنسين تفاعل بإيجابية مع الجلسات المكونة لهذه الندوة، والتي قسمت إلى مجموعة من الجلسات العلمية التي تطرقت للموضوع المطروح من جوانب عدة.


إستهل الدكتور عبد الله البخاري مداخلته التي كانت الأولى في مناقشة الموضوع، بالتأكيد على الدور الكبير الذي يلعبه الآباء والأمهات في حماية الشباب من الزيغ والسقوط في براثين الإنحراف، كما أكد على ضرورة التوجيه والمصاحبة الدائمة من قبل الآباء والأمهات للأبناء حتى يعبروا بهم إلى بر الأمان، فيما إختتم مداخلته بالتركيز على ذكر الآيات القرآنية التي ذُكرت فيها التربية الخلقية والتزكية النفسية، مرشدا إلى النبراس الذي يجب الإقتداء به في درب تربية الأبناء وحمايتهم من كل السبل التي قد تؤدي بهم إلى الإنحراف.
هذا؛ فيما فَرَّق الدكتور حسن حميتو في إطار مداخلته في الجلسة الثانية؛ التي كان محورها أسباب انحراف الشباب، والحلول التي يجب إتباعها للحد من هذه الآفة، (فَرَّق) بين الإنحراف إلى ذات اليمين و الإنحراف ذات الشمال، مركزا على الإنحراف الأول، والذي يتمثل في الغلو والتطرف في دين الله؛ محاولا أن يؤصل لهذا الإنحراف بالعودة إلى زمن النبوة، بحيث بيَّن أنه ليس وليد اليوم وإنما هو متجدر عبر المراحل التاريخية للحضارة الإسلامية، ولتوضيح ذلك ضرب الدكتور بعض الأمثلة بقصص وقعت في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم.
في سياق أخر عَرَّج الأستاذ المحاضر بشعبة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة إبن زهر حسن حميتو، (عَرَّج) على الأسباب التي تؤدي إلى التطرف والغلو في الدين، من بينها ضعف التحصيل العلمي للشباب والجهل وسوء الفهم للنصوص الشرعية وكذا الفشل الدراسي، بالإضافة إلى احتقار علماء المغرب الوسطيين والسعي نحو كل ما هو قادم من الشرق والتهافت عليه.
بعد هذه المداخلات كان للحضور موعد مع السيد رئيس الجمعية الأستاذ إسماعيل رمضان، الذي تطرق بدوره إلى بعض نماذج الشخصيات من التاريخ الإسلامي التي تمثل النموذج الصالح والقدوة الحسنة لشباب المسلمين، وذكر على سبيل المثال أسامة بن زيد؛ الذي قلده الرسول صلى الله عليه وسلم قيادة جيش يقدر بالآلاف، وهو حينها لم يتجاوز بعد سن السابعة عشر من عمره.
وقد اختتمت هذه الندوة العلمية بجلسة ختامية كانت فيها الكلمة للحضور بغية التفاعل مع الموضوع المطروح، حيث أثنى جل المتدخلين على الخدمات والمجهودات الجبارة التي تقدمها جمعية المختار السوسي، مؤكدين على حاجة المنطقة وفقرها إلى مثل هذه الجلسات العلمية التي يصيبهم منها بعض النفحات والنكت العلمية المفيدة.

كما عرفت الندوة في ختامها تكريم الإطار الرياضي بمنطقة أورير السيد حسن الشاوي، الذي قدم ولازال يقدم الشيء الكثير لشباب المنطقة على المستوى الرياضي، لتقدم بعد ذلك بعض التذكارات لكل المشاركين في هذه الندوة من قبل أمين مال جمعية المختار السوسي السيد كمال أسباب، لكل من الأستاذ محمد أيت شعو، وكذا كل من الأستاذين عبد الله البخاري وحسن حميتو.
وقد أبرز السيد كمال أسباب أمين مال الجمعية في تصريح ل”المغربية المستقلة”، أن “هذه الندوة العلمية هي من بين التوصيات التي خرج بها اللقاء الذي نظمته الجمعية؛ في موضوع “الوسطية والإعتدال في الدعوة حماية للشباب من الغلو والتطرف”، والذي أكد (اللقاء) على ضرورة تنظيم مثل هذه الندوات التي تعالج الواقع الذي يعيشه الشباب خاصة، باعتباره ركيزة المجتمع وعليه يُعول في بناء الحضارة”، مضيفا أن “هذه الندوة تعتبر بمثابة وسام يُضاف للأنشطة الناجحة للجمعية؛ ونجاح الندوة سيشكل تحفيزا لكل مكونات الجمعية لإنجاح المحطات المقبلة، وأبرزها إختبارات نهاية السنة؛ حيث سيمتحن منخرطي الجمعية في كل من القرآن الكريم والسنة النبوية بالإضافة إلى العقيدة والفقه والتجويد”.

Loading...