حرفة “الدرازة” بمدينة آسفي من حي آشبار

المغربية المستقلة: متابعة بلعين عبد الجليل

تعيش بعض المهن والحرف وضعا صعبا ينذر باختفائها وانقراضها بسبب التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي يشهدها المجتمع المغربي، خاصة منها التي تتعلق بـ”المكننة” أي ولوج الآلات لتحل مكان الإنسان في بعض المهن، الشيء الذي يفسر قلة مزاولتها وعدم الإقبال عليها، ومنها مهنة “الكواي” و “الطراح” و”النفار”، وحرفة الإسكافي و”الكسال”..
ويعيش أصحاب هذه المهن المهمشة وغيرها معاناة اجتماعية ومادية عميقة بسبب قلة مداخيلها ومحدودية آفاقها، لهذا فهم غالبا ما يلجئون إلى التعويض عن ذلك بمزاولة حرف أخرى تساعدهم على الاستمرار في العيش وتحقيق الحد الأدنى من متطلبات العيش الكريم.
ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺗﻌﺮﻳﻒ “ﺍﻟﺪﺭﺍﺯﺓ” ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻬﺎ ﺣﺮﻓﺔ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺗﺮﺗﺒﻄﺎ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﺑﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﻮﻑ ” ﺣﺮﻓﺔ ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ” ﻭﺗﻨﺘﺞ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ “ﺍﻟﺨﺮﻗﺔ” ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﺘﻮﺝ ﻫﻮ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺛﻮﺏ ﺻﻮﻓﻲ ﺗﺼﻨﻊ ﻣﻨﻪ ﺍﺳﺎﺳﺎ “ﺍﻟﺠﻼ‌ﺑﺔ ” .
ﻭ ﻛﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻋﻨﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺯﻣﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﻟﻔﺎﺱ ﻭ ﺻﻨﺎﻋﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺇﺫ ﺳﻤﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﻛﺔ ﺑﺈﺳﻢ “ﺍﻟﺪﺭﺍﺯ” ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﺤﺮﻑ ﻋﻦ “ﺍﻟﻄﺮﺯ” ﻭ ﻓﻲ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻧﺠﺪ ﺍﻟﺪﺭﺍﺯﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺯ، ﻭ ﺍﻟﺪﺭﺯ ﺃﻱ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﻭ ﺑﻨﻮ ﺩﺭﺯ ﺍﻟﺨﻴﺎﻃﻮﻥ ﻭ ﺍﻟﺤﺎﻛﺔ ﻭ ﺍﻟﺪﺭﺍﺯﺓ ﺣﺴﺐ ﻫﺬﺍ ﺣﺮﻓﺔ ﺗﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﻏﺰﻝ ﻭﻧﺴﺞ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻭﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺧﻴﻮﻁ ﻭ ﻧﺴﺞ ﺍﻟﺨﻴﻮﻁ ﻟﺘﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻰ ﺛﻮﺏ “ﺍﻟﺨﺮﻗﺔ” ﻭ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺨﺮﻗﺔ ﺍﻟﻰ ﺟﻼ‌ﺑﺔ وإلى ﺣﺎﻳﻚ.

Loading...