الداخلة : مصطفى اسكاك
بأذرع مفتوحة، استعدت مدينة الداخلة، لاحتضان الدورة الثالثة من منتدى “كرانس مونتانا” المرموق، ما بين 16 و 21 من مارس المقبل، هذا وقد نظمت الدورات السابقة للمنتدى، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، و عرفت حسب إدارة المنتدى، حضور أزيد من 2000 مشارك يمثلون زهاء 150 دولة من مختلف القارات، و500 صحافي يمثلون وسائل إعلام من مختلف أنحاء العالم، فضلا عن ممثلين 20 منظمة إقليمية و دولية.
و ستستكمل دورة هذه السنة من هذا المنتدى الذائع الصيت النقاش حول عدد من القضايا، لا سيما تلك المتعلقة بالقارة الإفريقية والتعاون جنوب – جنوب و كذا الدور الريادي الذي يضطلع به المغرب في هذا المجال، من خلال تحقيق التنمية البشرية و تعزيز التكامل الإقليمي والاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي والاجتماعي للبلدان الإفريقية، و مساعدتها على تجاوز آفة الفقر والإقصاء الاجتماعي و كذا المساهمة في حفاظ السلم والأمن على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
ستتيح الدورة كذلك فتح النقاش حول “العمق الإفريقي” للمغرب الذي يتجسد في أعلى مستوياته من خلال القرار “التاريخي” لصاحب الجلالة الملك محمد السادس أثناء انعقاد القمة الأوربية– الإفريقية بالعاصمة المصرية القاهرة القاضي بإلغاء ديون البلدان الإفريقية الأقل نموا وتمكين صادراتها من الولوج الحر لبلادنا بدون عوائق، فضلا عن الزيارات المكوكية المتتالية التي قام بها صاحب الجلالة لأزيد من 40 بلد إفريقي، و التي توجت بتوقيع زهاء 600 اتفاقية في مجال التنمية الاقتصادية والتقنية والاجتماعية والثقافية، ما أدى إلى “انتشاء” العلاقات التجارية والاستثمارية بين المملكة المغربية والبلدان الإفريقية حيث عرفت المبادلات التجارية بين المغرب وإفريقيا، ارتفاعا قياسيا يقدر ب 400 في المائة كما نال المغرب الريادة كأول بلد إفريقي مستثمر في غرب إفريقيا و ثاني بلد إفريقي مستثمر في القارة الإفريقية .
كما ستكرس التوجه السياسي و الجيواستراتيجي للمغرب المبني على الانفتاح و الاستقلالية و توسيع قاعدة الحلفاء و الشركاء في سياق يحكمه “التعامل بالند” بعيدا عن خانة التبعية و الموالاة للحليف التقليدي الفرانكفوني. إذ نجح “النموذج المغربي” كما أراد له مهندسوه منذ سنة 2014 في تجاوز دور “الوسيط” و تكريس “محور” تعاون ثلاثي “مشترك”، يربط إفريقيا و أوروبا ودول الخليج، و يقوم على استثمار سياسته الاقتصادية المبنية على منطق الربح المشترك،”رابح رابح”، و علاقاته الروحية والدينية مع بعض البلدان الإفريقية و كذا على تقاطع الحسابات الأمنية باعتبار المغرب قاعدة دفاعية متقدمة في ترتيبات الأمن المتوسطي و الإفريقي، و فاعل أساسي لا محيد عنه في التوازن الاستراتيجي الإفريقي من خلال المشاركة الفعالة في فض النزاعات الداخلية لعدد من البلدان الإفريقية على غرار ليبيا و مالي و غانا و جمهورية إفريقيا الوسطى و ساحل العاج و كذا الإسهام في الترويج لإسلام معتدل يقوم بقطع الطريق على سياسة استقطاب الشباب والزج بهم في صفوف الحركات المتطرفة والتكفيرية. و كذا عبر الحيلولة دون تدفق تيارات الهجرة لأوروبا.
هذا و سيمتطي المغرب ناصية منتدى “كرانس مونتانا” للمرة الثالثة على التوالي من اجل تعزيز موقعه و مكانته بعد تحصله على المرتبة الثانية في استقطاب الاستثمارات بإفريقيا مباشرة بعد جمهورية جنوب إفريقيا و كذا تكريس “عمقه الأفريقي” الذي لم تفلح الحملات المغرضة و الحسابات السياسية الضيقة في “نغصه” و “نصله”. كما يسعى من خلال احتضان الدورة الثالثة من هذا المنتدى العالمي حسم المنافسة الحامية الوطيس التي تدور رحاها بإفريقيا لصالحه و ذلك وفق مقاربة جنوب – جنوب كما رسمها مهندسها، جلالة الملك محمد السادس من خلال قوله “إفريقيا يجب أن تضع الثقة في أفريقيا، إنها بحاجة أقل للمعونة، و بحاجة إلى المزيد من الشراكات ذات الفائدة المتبادلة، إنها ليست بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، بل إلى مشاريع في التنمية الاقتصادية والاجتماعي”.المغرب الافريقي و منتدى “كرانس مونتانا”
بأذرع مفتوحة، استعدت مدينة الداخلة، لاحتضان الدورة الثالثة من منتدى “كرانس مونتانا” المرموق، ما بين 16 و 21 من مارس المقبل، هذا وقد نظمت الدورات السابقة للمنتدى، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، و عرفت حسب إدارة المنتدى، حضور أزيد من 2000 مشارك يمثلون زهاء 150 دولة من مختلف القارات، و500 صحافي يمثلون وسائل إعلام من مختلف أنحاء العالم، فضلا عن ممثلين 20 منظمة إقليمية و دولية.
و ستستكمل دورة هذه السنة من هذا المنتدى الذائع الصيت النقاش حول عدد من القضايا، لا سيما تلك المتعلقة بالقارة الإفريقية والتعاون جنوب – جنوب و كذا الدور الريادي الذي يضطلع به المغرب في هذا المجال، من خلال جعل التعاون جنوب – جنوب في صلب انشغالاتها من أجل تحقيق التنمية البشرية و تعزيز التكامل الإقليمي والاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي والاجتماعي للبلدان الإفريقية، و مساعدتها على تجاوز آفة الفقر والإقصاء الاجتماعي و كذا المساهمة في حفاظ السلم والأمن على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
ستتيح الدورة كذلك فتح النقاش حول “العمق الإفريقي” للمغرب الذي يتجسد في أعلى مستوياته من خلال القرار “التاريخي” لصاحب الجلالة الملك محمد السادس أثناء انعقاد القمة الأوربية– الإفريقية بالعاصمة المصرية القاهرة القاضي بإلغاء ديون البلدان الإفريقية الأقل نموا وتمكين صادراتها من الولوج الحر لبلادنا بدون عوائق، فضلا عن الزيارات المكوكية المتتالية التي قام بها صاحب الجلالة لأزيد من 40 بلد إفريقي، و التي توجت بتوقيع زهاء 590 اتفاقية في مجال التنمية الاقتصادية والتقنية والاجتماعية والثقافية، ما أدى إلى “انتشاء” العلاقات التجارية والاستثمارية بين المملكة المغربية والبلدان الإفريقية حيث عرفت المبادلات التجارية بين المغرب وإفريقيا، ارتفاعا قياسيا يقدر ب 400 في المائة كما نال المغرب الريادة كأول بلد إفريقي مستثمر في غرب إفريقيا و ثاني بلد إفريقي مستثمر في القارة الإفريقية .
كما ستكرس التوجه السياسي و الجيواستراتيجي للمغرب المبني على الانفتاح و الاستقلالية و توسيع قاعدة الحلفاء و الشركاء في سياق يحكمه “التعامل بالند” بعيدا عن خانة التبعية و الموالاة للحليف التقليدي الفرانكفوني. إذ نجح “النموذج المغربي” كما أراد له مهندسوه منذ سنة 2014 في تجاوز دور “الوسيط” و تكريس “محور” تعاون ثلاثي “مشترك”، يربط إفريقيا و أوروبا ودول الخليج، و يقوم على استثمار سياسته الاقتصادية المبنية على منطق الربح المشترك،”رابح رابح”، و علاقاته الروحية والدينية مع بعض البلدان الإفريقية و كذا على تقاطع الحسابات الأمنية باعتبار المغرب قاعدة دفاعية متقدمة في ترتيبات الأمن المتوسطي و الإفريقي، و فاعل أساسي لا محيد عنه في التوازن الاستراتيجي الإفريقي من خلال المشاركة الفعالة في فض النزاعات الداخلية لعدد من البلدان الإفريقية على غرار ليبيا و مالي و غانا و جمهورية إفريقيا الوسطى و ساحل العاج و كذا الإسهام في الترويج لإسلام معتدل يقوم بقطع الطريق على سياسة استقطاب الشباب والزج بهم في صفوف الحركات المتطرفة والتكفيرية. و كذا عبر الحيلولة دون تدفق تيارات الهجرة لأوروبا.
يظهر بجلاء أن المغرب يمتطي ناصية منتدى “كرانس مونتانا” منذ دورته الأولى لأجل تعزيز موقعه و مكانته بعد تحصله على المرتبة الثانية في استقطاب الاستثمارات بإفريقيا مباشرة بعد جمهورية جنوب إفريقيا و كذا تكريس “عمقه الأفريقي” الذي لم تفلح الحملات المغرضة و الحسابات السياسية الضيقة في “نغصه” و “نصله”. كما يسعى من خلال احتضان الدورة الثالثة من هذا المنتدى العالمي حسم المنافسة الحامية الوطيس التي تدور رحاها بإفريقيا لصالحه و ذلك وفق مقاربة جنوب – جنوب كما رسمها مهندسها، جلالة الملك محمد السادس من خلال قوله “إفريقيا يجب أن تضع الثقة في أفريقيا، إنها بحاجة أقل للمعونة، و بحاجة إلى المزيد من الشراكات ذات الفائدة المتبادلة، إنها ليست بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، بل إلى مشاريع في التنمية الاقتصادية والاجتماعي”.