رأي الصحفي الذي قمعه وأهانه بنكيران بسبب سؤال حول الحكومة

اجلس في بيتك يا بنكيران ولن أعكر صفوك
بقلم : الصحفي الشرقي الحرش

السيد رئيس الحكومة: لم تفاجئني طريقتك الفظة التي عاملتني بها يوم السبت في ملتقى شباب العالم القروي، الذي نظمته شبيبة حزبك في الوليدية، ولم أستغرب لعجرفتك، لأنها ليست المرة الأولى التي تكشف فيها عن معاداتك للصحافة والصحافيين.
– السيد رئيس الحكومة: لقد تحملت عناء ثلاث ساعات من السفر من أجل تغطية نشاط تنظمه شبيبة حزبك، إيمانا منا بضرورة نقل المعلومة للمواطنين، وحينما لمحتني خاطبتني متهكما بطريقتك السمجة “أنت هنا ثاني”، وكأنني أتيت أستجدي منك شيئا، وكأنني طرقت باب بيتك أطلب إحسانا منك، أو تدخلا منك لقضاء مصلحة، كما تدخلت لابنك ذات مرة من أجل السكن في الحي الجامعي بسطات، في الوقت الذي كان أبناء الفقراء يعتصمون أمام بابه، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، وقد كنت شاهدا على ذلك.
– السيد رئيس الحكومة: ككل صحافي يبحث عن المعلومة، ويهمه ما يجري في بلده، طلبت منك بكل أدب واحترام أن تنور المغاربة عن مستجدات تشكيل الحكومة التي طال انتظارها، فما كان منك أن اتهمتني بـ”تعكير صفوك”!.. قبل أن تخاطبني بصفاقة “إيوا سير”، وكأنني أشتغل في ضيعتك، أو واحدا من ماسحي أحذيتك.
– السيد رئيس الحكومة: تتهمني بـ”تعكير صفوك”، وكأنني أنا سبب البلوكاج الحكومي، الذي يؤدي ضريبته المغاربة اليوم، دون أن تجرؤ على تقديم استقالتك وإنهاء مسلسل العبث، لأسباب أنت أعلم بها، وكأنني أنا المسؤول عن وضعية تلك الطريق المزرية التي تربط بين الطريق السيار والوليدية، والتي مر منها موكبك، وليس وزيرك السابق في التجهيز والنقل، وكأنني أنا المسؤول عن خرق قانون السير كما فعلت أنت في طريقك إلى ملتقى شبيبتك، حيث كنت تسير بسرعة 160 كلم في الساعة، وقد فوجئت شخصيا حينما تجاوزنا موكبك بسرعة جنونية، فأين القدوة، وأين احترام القانون أيها الرئيس؟
– السيد رئيس الحكومة: حينما أجبتني بطريقتك المتعجرفة لم تسئ إلي كصحافي، بل أسأت للمواطنين، وللذين صوتوا عليك، فهم أيضا يطرحون السؤال نفسه، متى تتشكل الحكومة؟، متى ينتهي مسلسل العبث؟، لكنك اعتبرت سؤالي استفزازا لك، وازعاجا لمقامك.
– السيد رئيس الحكومة: لطالما أهنت عددا من الزملاء الصحافيين بسبب أو بدونه، وما واقعة وصفك لصحافي بأنه غير مؤدب عنا ببعيد، وهو ما يكشف أن هناك خللا كبيرا في طريقة تعاملك مع الصحافة، فهل تريد صحافيين خانعين يسبحون بحمدك أناء الليل وأطراف النهار؟.
– السيد رئيس الحكومة: إننا نسألك لأنك تتولى مسؤولية كبيرة في هذا الوطن، وتشغل منصب مؤسسة دستورية محترمة، يفترض في رئيسها أن يجيب عن أسئلة الصحافيين، فإن لم يكن عنده ما يقوله اكتفي بقوله “لا تعليق”، وكفى الله المؤمنين شر القتال.
– السيد رئيس الحكومة: بما أنك تستدل كثيرا في خطاباتك بالأحاديث النبوية فإنني أذكرك بحديث أبي ذر حينما طلب الإمارة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأجابه “يا أبا ذر إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها”، فإذا كنت يا سيد بنكيران غير قادر على إجابة الصحافيين، وتعتبر أسئلتهم “معكرة لصفوك”، فما عليك إلا أن تجلس في بيتك، وأنداك لا تتردد في طردي إذا طرقته..

Loading...