المغربية المستقلة : بقلم نورالدين بوقسيم

موضوع من الاهمية بمكان والذي خاضت فيه دول غربية منذ زمن ولاقى ترحيبا قويا من لذن المتتبعين للشأن المحلي بتلك الدول، وهي التي تخطط دائما بمبدأ رابح’رابح ،وهو كيفية تمضية السجناء لفترات حكمهم وكيف يمكن الاستفادة منهم عوض ان يدخلو المؤسسة السجنية وتصرف عليهم اموال طائلة من مقدرات دافعي الضرائب ويخرجون اكثر اجراما وعنفا في بعض الاحيان خاصة الذين يمضون اوقاتا طويلة بها ليجدو انفسهم غرباء عند خروجهم ولا يستطيعون التأقلم مع محيط لم يعهدوه بل منهم من يحبد الرجوع الى الحياة السجنية كونه اعتاد على نمط الحياة بها.
هناك سجناء بكفائات عالية يمكن استثمارها كل واحد حسب حالته مع المحافظة على السير العام المعتاد ليبقى السجين متواصل مع مايقع خارج اسوار السجن ليتمكن من ايجاد مبلغ مالي عند خروجه يعينه على بداية حياة طبيعية مع المحافظة على المهنة التي دخل بها الى السجن بل وتطويرها . ويصبح لدينا مصانع بالمؤسسات السجنية يتخرج منها اشخاص بكفائاة مهنية و يدفعون بالمجتمع نحو الامام عوض سجون تاكل الاخضر واليابس .
ففي تركيا السجناء يتم توزيعهم على أعمال إنتاجية حسب ما يختارون. وهذا حسب فترة السجن ، فالمحكومون بالمؤبد و الأشغال الشاقة ، يذهبون إلى مناجم الفحم، أما الفترات المحددة، فيدفعون للعمل في أعمال زراعية وصناعية ، وهكذا يتم افادتهم والاستفادة منهم.
وحسب إحصاءات رسمية تركية، أنّ عدد ورش السجناء في تركيا، في 2018 قارب 1700 وحدة تشغل ما يفوق 50 ألف نزيل تحت اشراف وزارة العدل التركية متوزعة بين المنسوجات، والخشب، والمخابز، وتربية النحل، والفواكه والخضر، تسوق للمؤسسات العامةو القطاع الخاص.
وكمثال اخر شد انتباهي هو حكم لقاضي امريكي حكم على شخص عنف زوجته بغرامة مالية اعطي قسط منها لزوجته و حكم عليه برفع لافتة اخر الاسبوع بالشارع العام مكتوب عليها اعتذار علني لها يطوف به ذهابا وايابا امام العامة .بهذا الحكم، المحرج خاصة امام معارفه، اعطى درسا لكل من سولت له نفسه القيام بنفس الامر .
وهناك تجارب محترمة اخرى في كل من المانيا وفرنسا وسويسرا لاكنها تبقى محتشمة في الدول العربية ليبقى العبء كبير وتحمله يتقل كاهل الميزانية الهشة اصلا.
الاحكام تدرس من جميع مناحيها لتعطي اكلها كل حين حسب حالة الجاني لكي لايكون عبئا على الدولة خارج وداخل السجن ولتكون المؤسسة عامل اصلاح وتهذيب وتقويم وادماج داخل نسيج المجتمع وتمنع تفريخ مجرمين جدد يعتبرون السجن مكان لاخذ قسط من الراحة ليخرجو منه اخطر مما دخلوه .